24 متسابقاً يحدوهم الأمل ويحثهم التحدي ويستفزهم بياض الورق، بدؤوا أمس تجربة كتابة رواية خلال 24 ساعة، في فعالية هي الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي، تنظمها صحيفة «الوطن» ويرعاها نائب رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة.
24 روائياً شاباً دخلوا ميدان المنافسة، رفعوا التحدي شعاراً أمام ذواتهم أولاً، ولآخرين يقاسمونهم الأمل ذاته ثانياً، مبشرين بولادة جيل شاب مبدع اختار الكتابة الروائية مسلكاً في عالم الإبداع الفكري الخالص.
24 يراعاً بعضها جرب طعم الفوز بالجوائز في مسابقات سالفة، وأخرى تنتظر اقتناص فرصتها، جمعتهم حلبة البحرين الدولية، والقاسم الإنساني الأدبي المشترك، وأعلنوا التحدي.
24 طالباً وموظفاً شاباً وشابة، تنوعت اختصاصاتهم ومهنهم، وتباينت توجهاتهم وأفكارهم، وجمعتهم روح المغامرة والتشويق، في فعالية لم يألفوها، وفي بحر لم يخوضوا غماره، تجربة كتابة رواية في 24 ساعة فقط.
24 ساعة وينتهي «سباق المسافات الطويلة»، تصل المراكب إلى شواطئها، يتوقف القلم عن «اغتصاب» عذرية الورق، ويسدل الستار على تجربة فريدة أطلقها وطن طالما تغنى باحتضانه للإبداع والمبدعين.
رئيس تحرير «الوطن» رئيس جائزة البحرين للروائيين الشباب يوسف البنخليل، لم يخف تفاؤله أن تفرز المسابقة نصوصاً روائية إبداعية جيدة، مثنياً على حضور المشاركين إلى موقع الفعالية في حلبة البحرين الدولية دون إبطاء أو تأخير.
وقال إن المشاركين كانوا متوترين وقلقين قبل بداية المسابقة، إلا أن أمين عام المسابقة علي الشرقاوي استطاع امتصاص توترهم، وحثهم على تفريغ طاقاتهم في كتابة الرواية.
وأضاف أن الساعة الأولى من المسابقة أنبأت بإنجاز كبير للمشاركين، حيث كتب بعضهم أكثر من 9 صفحات، وهي نسبة عالية جداً قياساً بالعدد الأدنى المطلوب للرواية وهو 60 صفحة.
ورفض البنخليل الإفصاح عن أسماء لجنة تحكيم المسابقة، وقال إن الأسماء سرية ولن يعلن عنها إلا في حفل توزيع الجوائز حفظاً على حياديتها ونزاهتها بالعمل، وضمان عدم تعرضهم لأي ضغط أو تأثير.
وبرر تحفظه على لجنة التحكيم، أن الإجراء متبع في المسابقات العالمية المشابهة، مشيراً إلى أن اللجنة تبدأ تقييم الأعمال المشاركة بالمسابقة بعد رفع الأسماء من النصوص المتنافسة.
وحول عدد الصفحات المنجزة في الساعات الأولى من «صافرة» البداية، لفت البنخليل إلى أن «التجربة جديدة ومن السابق لأوانه الحكم على المشاركين فيما إذا كانوا سيكتبون أكثر في اليوم الأول أو الثاني»، مستدركاً «عادة يرتفع الزخم ويشتد الحماس في بداية المسابقة ونهايتها».
من المفترض أن المشاركين حددوا الهيكل العام لروايتهم وبنائها القصصي على حد قول البنخليل، مضيفاً «التركيز خلال الـ24 ساعة ينصب على الحبكة القصصية والعقدة والتفاصيل الهامشية الأخرى وبناء الشخصيات».
وحول اشتداد المنافسة بين المتسابقين والمتسابقات، أكد البنخليل أن ظاهرة انخراط النساء في الأعمال الأدبية القيمة ليست جديدة على مستوى دول الخليج، وقال «أشهر الأعمال الفنية من مسلسلات أو أفلام بطلاتها نساء».
وتابع أن الرجال ينخرطون عادة في شؤون أخرى ومجالات لا تثير اهتمام المرأة، أو لم تستطع الوصول إليها حتى الآن، مؤكداً أن محدودية الفرص المتاحة أمام النساء يدفعهن لإشغال أوقاتهن في مجالات الفن والأدب والموسيقى.
من جانبه عبر أمين عام الجائزة الشاعر علي الشرقاوي، أن التزام المشاركين بالحضور إلى مكان الفعالية بالموعد المحدد، وتقيدهم بالتعليمات والاشتراطات المطلوبة، يعطي انطباعاً جيداً عن جديتهم في المسابقة والرغبة في تقديم أفضل الأعمال، وأجدرها على المنافسة والتحدي.
ودعا الشرقاوي المشاركين إلى الاستمرار في شحذ طاقاتهم وحماسهم وتفريغها على الورق، لافتاً إلى أن التهاون واليأس والتخاذل مقتل للعملية الإبداعية.
وأوضح أن تفاوت أعداد الصفحات المنجزة في الساعات الأولى من المسابقة أمر طبيعي، نتيجة لحاجة المبدع إلى وقت لترتيب أفكاره الأساسية حيال بناء القصة وتفاصيل الشخوص وتفاعلهم. وأضاف «الإنسان العادي عند كتابته المقال يحتاج وقتاً، فما بالك بكاتب الرواية أو القصة، الرواية عالم ثان بداية من رسم الأحداث، الشخصيات، الحوارات واللغة التي عادة ما تكون راقية غير عادية أو صحافية مبسطة، فكل هذه العناصر تحتاج وقتاً أطول من ساعة أو ساعتين».
وتوقع الشرقاوي أن ينهي جميع المتسابقين العدد المطلوب من الصفحات خلال المسابقة، لافتاً إلى أن الحجم المطلوب ليس كبيراً على مدى 24 ساعة، وأن الإنسان العادي يستطيع كتابة صفحتين بـ10 دقائق.
وأكد الشرقاوي أن الأعمال الجيدة والإبداع الخالص هي من يحصل على الجوائز في النهاية، دون النظر إلى كاتبها ذكراً كان أم أنثى.
واستطرد «كل ما يتعلق بالأعمال الفائزة يتوقف على لجنة التحكيم، والمكونة من كبار النقاد والأدباء»، مشيراً إلى أنه لا يوجد خاسرين كون اشتراكهم بالمسابقة فقط يعني امتلاكهم للموهبة، وأنهم أنجزوا رواية قد يعمل على تحسينها لاحقاً.
ولا يتوقع الشرقاوي أن يتخطى أحد المتسابقين حاجز كتابة 60 صفحة باليوم الأول من المسابقة، لأن الأفكار لا ترتسم أو تتضح إلا بعد 4 أو 5 ساعات من التفكير والترتيب.