بيروت – «رويترز»: قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان أمس إن أكثر من نصف 500 ألف طفل سوري تقريباً من المسجلين كلاجئين بلبنان لا يلتحقون بمدارس معترف بها من جانب الحكومة اللبنانية.
وورد في تقرير للمنظمة أن من بين هؤلاء انتظم أقل من 3% من أبناء اللاجئين السوريين المسجلين في لبنان والذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماً في مدارس ثانوية رسمية في العام الدراسي الماضي.
ويقدر عدد السوريين في لبنان بأكثر من مليون لاجئ يشكلون ما يصل إلى ربع سكان البلاد.
ومنذ تفجر الصراع السوري في 2011 فر نحو خمسة ملايين سوري إلى دول بينها لبنان وتركيا والأردن وأوروبا وغيرها.
وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش ومدير مكتب هيومن رايتس ووتش في بيروت نديم حوري بمؤتمر صحفي بالعاصمة اللبنانية»يوجد في لبنان حوالي 500 ألف طفل سوري مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بسن الدراسة. يعني من سن ثلاث لسن 18. ومن هؤلاء حوالي النصف يعني حوالي 250 ألف طفل لا يحصلون اليوم على تعليم رسمي معترف به من قبل الحكومة اللبنانية.»
وأطلقت وزارة التعليم اللبنانية العام الماضي -وبدعم من الأمم المتحدة ومانحين دوليين- حملة لإتاحة التعليم لنحو 200 ألف طفل سوري. وفي هذا الإطار نظمت فترة دراسة مسائية ليتسنى إلحاق الأعداد الكبيرة الإضافية للتلاميذ بالمدارس المتاحة. لكن منظمة هيومن رايتس ووتش قالت إن خمسين ألفاً من تلك الأماكن أصبحت غير مستخدمة.
وأضاف التقرير أن كثيراً من الأطفال السوريين لم يتسن لهم الالتحاق بالمدارس أو تسربوا أثناء الدراسة لعدم قدرتهم على تحمل تكلفة الانتقــال من وإلى المدرسة أو لعجــزهم عن توفير مستلزمـــات الدراسة.
وحالت الشروط الصارمة للالتحاق بالمدارس التي تفرضها مدارس بعينها أو العقاب الجسدي أو حاجز اللغة -حيث تكون لغة التعليم في بعض المدارس هي الإنجليزية أو الفرنسية وفقاً لنظام التعليم اللبناني- بين أطفال آخرين والمدارس.
وقال بسام خواجة الباحث والكاتب الرئيس لتقرير هيومن رايتس ووتش وعضو قسم حقوق الطفل بالمنظمة «وجدنا أن الأهل يبذلون أقصى ما يستطيعون من أجل انتظام أطفالهم بالمدارس في لبنان. لكن بالنسبة لكثيرين حتى الآن فإن ثمن السعي للأمان في لبنان يجعل أطفالهم بلا تعليم. فعدد الأطفال الذين لا يزالون خارج المدارس يمثل أزمة عاجلة وكلما طالت فترة ابتعادهم عن المدارس كلما قلت احتمالات عودتهم للدراسة. قال لي أمين وعمره 18 عاماً وقابلته قرب طرابلس إنه جاء إلى لبنان وعمره 13 عاماً وتسرب من المدرسة وبدأ يعمل..قال «أنا هنا منذ خمس سنوات وأضعت خمس سنوات من عمري». ما لم يقم لبنان بتغييرات جذرية في سياسته وما لم يكثف المانحون دعمهم فإن هذه المشكلة ستتفاقم».
وحثت هيومن رايتس ووتش وزارة التعليم اللبنانية على السماح لمنظمات أهلية بتوفير تعليم غير رسمي للمساعدة في سد الفراغ وعلى مراجعة شروط الإقامة التي قالت إنها أيضاً تمنع السوريين من السعي لتعليم أطفالهم لأنها تحد من حرية تنقلهم وتفاقم الفقر.