أجمعت خطب الجمعة أمس على الإشادة بجهود وزارة الداخلية في كشف المخابئ التابعة للإرهابيين الذين يريدون استهداف المواطنين والمقيمين بأعمال تفجيرية تستهدف استقرار وأمن البحرين، مطالبة بتنزيل العقاب الشديد على كل من تسول له نفسه تهديد الأمن والاستقرار في البحرين.
وأكد الخطباء في خطبهم أن من يفعل ذلك آثم ولا ينتمي لدين الإسلام ولا يعرف تعاليمه وأن الشيطان قد استحوذ على أفكارهم، منوهين بخطورة العمل الذي يقوم به رجال الأمن البواسل لحماية مملكة البحرين ومن يعيشون على أرضها، داعين المواطنين للالتفاف حول القيادة في محاربة الإرهاب والإبلاغ عن أية تحركات مشبوهة لأشخاص رضوا بالارتماء في أحضان إيران التي تريد النيل من أمن البحرين تحت مسمى العقيدة والطائفة.
وأكد الشيخ د.فريد المفتاح أن المجتمع البحريني ينعم -ولله تبارك وتعالى الحمد والمنة- بأخوةٍ ورابطةٍ جمعت بين أبنائه منذ قرونٍ طويلةٍ، وأن الحب المتجذر بين أبناء هذا المجتمع ينبغي أن يقوى ويتأكد يوماً بعد يومٍ ليكون المجتمع بأبنائه ومواطنيه صفاً واحداً متراصاً متآلفاً متحاباً، يواجه كل التحديات والصعاب ويصنع منها مستقبلاً مفعماً بالخير والمحبة، والأمن والأمان، والرخاء والاستقرار والوحدة بإذن الله تبارك وتعالى.
وقال في خطبة الجمعة اليوم إنه بالتفاهم نرتقي، وعلى مائدة المحبة نلتقي، وبالحوار الهادف نحقق طموحاتنا نحو غدٍ أفضل، ولكن لا بد من الإخلاص والمصداقية، والتفاف الشعب حول قيادته، والولاء التام الصريح لها، وتقديم مصلحة الوطن على ما سواها، وتقديم الرغبة الأكيدة في لم الشمل، وجمع الكلمة من كل الأطراف، بعيداً عن الشخصنة، والتأثر بالخارج والانفراد والانزواء عن المكون الأعظم للوطن، بعيداً عن المذهبية والطائفية والعصبية، بعيداً عن إيجاد كياناتٍ وجمعياتٍ موازيةٍ خارجةٍ عن القانون والدولة، بعيداً عن خطابات التحريض والطائفية، بعيداً كذلك عما يعكر صفو المجتمعات، وأمن واستقرار الأوطان من استجابةٍ لمخططات الأعداء المتربصين الطامعين، الذين يستخدمون بعض الأفراد، وضعاف النفوس لإحداث الفوضى والقلاقل في المجتمعات بالقفز على الثوابت وما توافق وتراضى عليه الجميع؛ بل وأجمع عليه أبناء الوطن الواحد، حيث يتحمل من يتعمد شق الصف وإذكاء روح الطائفية البغيضة يتحمل وحده نتيجة سوء صنيعه بوطنه ومجتمعه، وعلى المجتمع والوطن والدولة استهدافه وأطره ومنعه وحجزه عن ذلك، وفق ما نص عليه القانون، وأن هذا الاستهداف لذلك الخارج والمتجرئ على القانون والدولة والمحرض على الفتنة؛ لا يعد استهدافاً لأسرته أو للطائفة التي ينتمي إليها، وأن استغلال ذلك بسحب استهداف الشخص على الطائفة يعد قلبا للحقائق وتضليلاً للناس، واستمراراً في نهج التحريض وإثارة الطائفية والفتنة والخلاف بين أبناء الوطن الواحد..
وحذر د.المفتاح ممن يريد أن يكون وصياً على الناس؛ ويختزلهم جميعاً في شخصه وجماعته وقناعته، وينزوي بهم عن المكون الشرعي الأعظم، كما حذر ممن يريد أن يفت في عضد الأمة، ويفرق جمعها، وينشر الخلاف والنزاع المذهبي والطائفي بين أبنائها، تنفيذاً لمطامع وأجندات الأعداء المتربصين الطامعين، وقال: فلنكن جميعاً على حذرٍ من كل ذلك، ولنوثق علاقتنا بالله تبارك وتعالى، ولنحافظ على وحدة الأمة والدولة، ولنحافظ على ألفتنا واجتماع كلمتنا، واتباعنا لديننا، وتعاوننا مع ولات أمرنا، وولائنا الصريح لوطننا ولقيادتنا، ولنحافظ على ثوابتنا وما توافق عليه الموطنون، وأجمعوا عليه عبر القنوات الشرعية الدستورية والقانونية.
من جانبه أكد الشيخ هشام الرميثي أن البحرين ستظل تنعم بالأمن والاستقرار بفضل الله وبإخلاص أبنائها وجهود رجال الأمن البواسل وعلى رأسهم الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، داعياً الله أن يحفظ رجال البحرين الأوفياء الذين لم يرتموا في أحضان دولة أخرى كما فعل الإرهابيين الذين تم الإعلان عن القبض عليهم من قبل وزارة الداخلية أمس.
وحذر الشيخ الرميثي من المؤامرات المستمرة حول البحرين قائلا إن مسلسل المؤامرات لن ينتهي في ظل الأطماع الإيرانية التي تهدف السيطرة على المنطقة والبحرين بصفة خاصة، ودعا المواطنين جميعاً للالتفاف حول القيادة الرشيدة والتمسك بمكتسبات الوطن التي تحققت في عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وبجهود صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس الوزراء.
وشدد الشيخ الرميثي على أن القانون يجب أن يطبق على الجميع ويجب تنفيذ العقوبات إلى تحفظ وتصون أمن البلاد والعباد، مؤكداً أنه لا أحد فوق القانون، وكرر الشكر والتقدير إلي كافة القيادات الأمنية التي تسهر من أجل حفظ الأمن والأمان في ربوع البحرين سائلاً الله لهم التوفيق وأن يحفظهم بحفظه.
ودعا الشيخ الرميثي كل مواطن لإعمال اليقظة لكشف المتربصين والمرجفين ومتابعتهم في الداخل والخارج وإخماد أبواب الفتن من منتديات وصحف طائفية وكل من يسيء للدولة ومكتسباتها.
وقال الشيخ عيسى بن صالح الحسن خطيب جامع خليفة بن موسى إن المجتمع البحريني بأنواعه وأشكاله الديانات والمذاهب كلها تنخرط تحت كنف مظلة الدولة فكلهم سواسية في الحقوق والواجبات ويجب أن يكونوا هكذا في الحب والولاء والبيعة والسمع والطاعة التي أوجبها الإسلام على المسلم للحاكم في البلد وكذلك الدساتير والمواثيق الدولية، وأكد أن كل من عاش على أي أرض وجد في نفسه الانتماء والحب لهذا الوطن وإن كان غريباَ.
ونوه بقول الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية السعودي الأسبق رحمه الله «أرض لا تحميها لا تستحق العيش عليها» وقال نحن في البحرين من طبعنا الرأفة والرحمة والرفق لمن يخطئ أول مرة لكن من يتمادى ويخرج عن نطاق العقل والعرف والقانون والمسؤولية الوطنية يكون حسابه آخر ويختلف، فما بالك بمن يبعد عن ذلك ويستلم خط التآمر والتخابر والتخطيط مع دول مجاورة كايران وحزب الله في لبنان وحزب الدعوة في العراق لزعزعة الأمن والاستقرار في البحرين.
وشدد الشيخ عيسى على المطالبة بتنزيل العقاب الشديد على كل من تسول له نفسه تهديد الأمن والاستقرار في البحرين العزيزة علينا فما له إلا الحزم والجزم في القرار والحكم والكل يعلم أن من يخون الوطن له عقابه في الأحكام الإسلامية والقانونية، وقال إن البحرين لا تتسع لهذا الكم الكبير من الخلايا الإرهابية والأسلحة والأدوات المعدة للتفجير فالناس ملت الاستفزاز من هؤلاء الزمرة الشيطانية ولا بد من تنفيذ كلمة الشارع البحريني الذي يريد القصاص لمثل هذه الجرائم التي تمس الأمن وتروع الآمنين والأبرياء.
وأشار الشيخ عيسى إلى أن البحرين بلد أمان ومعروف عنه ذلك ولله الحمد وطالب الجميع بالوقوف في وجه هذه الزمرة القليلة التي تريد تشويه سمعة البحرين وشعبها الطيب وقال إن هؤلاء الذين يريدون بالبحرين شراً يستفزون الشعب البحريني العاقل الفاهم الذي ضبط نفسه في هذه المواقف التي لا يتحملها أي شعب تحصل في بلاده هذه الأعمال من فئة مشبوهة مبتورة خادعة.
وقال الشيخ صلاح البوحسن إن ما يحدث في البحرين من عمليات إرهابية لا يمكن أن تأتي من شخص عاقل ومؤمن بل إنهم أناس ذكروا في القرآن الكريم بأنهم «استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون»، وتساءل: كيف لإنسان عاقل أن يحمل متفجرات خطيرة وشديدة التدمير ويضعها في مناطق آهلة بالسكان من أهله وأقربائه وأقرانه؟، وأكد أنهم مغيبين بأفكار شيطانية حملوها من البلدان التي تريد استهداف أرض البحرين وأهلها، وهؤلاء لا يريدون الخير أبداً لأي إنسان سواء من يعاونهم أو من يعارضهم.
وأشاد البوحسن بجهود رجال الأمن البواسل الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل حماية الوطن والمواطنين، وقال إنهم على قلب رجل واحد ويعرفون الله حقاً لأنهم يعملون على حماية الأبرياء من شياطين الإنس الذين أغواهم الشيطان وزين لهم سوء أعمالهم.
وقال الشيخ صلاح الجـــودر في خطبة الجمعة بجامع الخير بقلالي إن من نعم الله على عباده ما حباهم به من وافر الهبات، فجعلهم على بينة من ربهم، وبصيرة ويقين في أمور دينهم، لذا هم وقافون عند حدود الله كلما زلت بهم الأقدام أو مسهم من الشيطان مس وعلى العكس منهم فإن هناك صنف من البشر زين لهم سوء عملهم فرأوه حسناً، فضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا وقال تعالى في الفريقين: أفمن كان على بينةٍ من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم» [محمد: 14].
وأشار الجودر إلى الأعمال الإرهابية التي وقعت في السنوات الماضية سواء في البحرين أو السعودية أو الكويت، وما سبقها من أحداث أليمة بالتعدي على بيوت الله والناس في صلواتهم وفي شهر رمضان والعشر الأواخر منه، وقال إنها أعمال أقضت مضاجع أولي النهى، واهتزت لها أفئدة أولي الألباب، فقد أزهقت نفوس معصومة، وسفكت دماء زكية محرمة، منوهاً بقوله تعالى: ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً» النساء: 93، وآخر وصايا النبي في خطبته بحجة الوداع: (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ألا هل بلغت؟) قالوا: نعم، قال: (اللهم اشهد، فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض).
وأوضح خطيب جامع الخير أنه من المسؤولية أن يتوب العبد من دعاوى الجاهلية، وأن يعود إلى الله تعالى، وأن يتعوذ من خطوات الشيطان، وكما قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافةً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبينٌ فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيزٌ حكيم البقرة: 208-209.
وقال الجودر لقد كشفت وزارة الداخلية بالأمس عن عناصر إرهابية جديدة تعتزم تنفيذ تفجيرات وأعمال إرهابية في أكثر من موقع بالبلاد، وقد تلقوا تدريباتهم العسكرية في إيران والعراق، هدفها القتل والعنف وسفك الدماء، وترويع الناس وتخويفهم، والإضرار بمصالح الناس، وزعزعة الأمن. عباد الله، إن على كل مؤمن صادق مع نفسه، ويرجو رحمة ربه ويحذر الآخرة أن يستنكر تلك الأعمال الإرهابية لأنها محرمة بنصوص الكتاب والسنة.
والمتأمل في الأعمال الإرهابية والجماعات الإجرامية بالمنطقة يرى بأنها مرتبطة ارتباطاً مباشراً بإيران، فهي أعمال وجماعات تستهدف المنطقة العربية ضمن مشروع (تصدير الثورة الإيرانية)، لذا يثار تساؤل كبير عن أسباب الحقد الإيراني للدول العربية؟!، لقد ذكر الكثير من المحللين بأن السبب يعود إلى حقبة تاريخية قديمة بين العرب والفرس، وهي هزيمة الفرس في معركة (القادسية)، لذا فإن قادة إيران الجدد لايزالون يتذكرون أمجاد كسرى التي انهارت في تلك المعركة على يد الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، فالمتأمل في التدخلات الإيرانية يراها عنصرية حاقدة.
ونوه الجودر بالسلوك الإيراني العدائي تجاه الدول العربية، منذ قيامهم عام 1979م وحتى اليوم بتقديم الدعم والمساندة والتدرب للجماعات الإرهابية، ومنها الحرس الثوري وحزب الله اللبناني وداعش وحزب الدعوة العراقي وغيرها، ولمن شاء فليتأمل في التدخل الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وليرى تدريبها للجماعات الإرهابية لزعزعة الأمن في البحرين والسعودية والكويت، فلم تحترم إيران سيادة الدول، ولم تلتزم بحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
ووجه الجودر كلمة لرجال الأمن والشرطة قائلاً: احتسبوا الأجر من الله تعالى، فإن أعمالكم شريفة، ورسالتكم عظيمة، اسألوا الله العافية، احرصوا على الصلاة والصبر والتحلي بالأخلاق، فأنتم والله محل الثقة والإكرام.