ميونخ -أ ف ب: أعلنت الشرطة الألمانية أن منفذ اعتداء ميونخ الذي أودى بحياة تسعة أشخاص كان شخصاً «مهووساً» بالسفاحين من أمثال النرويجي اليميني المتطرف اندريس بيرينغ بريفيك، مؤكدة أنه لا يرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية، فيما قال مسؤولون إن سنبولي هو طالب ألماني من أصل إيراني و«يعاني من مشاكل نفسية».
وتسبب الاعتداء بصدمة في أوروبا كونه الثالث الذي تشهده القارة خلال نحو أسبوع، إذ قام الشاب ديفيد علي سنبولي (18 عاماً) بإطلاق النار في مركز للتسوق مساء أول أمس قبل أن يطلق النار على نفسه وينتحر.
وأفاد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أن منفذ الاعتداء قام على الأرجح بقرصنة حساب على موقع فيسبوك «لدعوة الضحايا» للتوجه إلى مطعم ماكدونالدز حيث ارتكب جريمته.
وصرح هوبرتوس اندري قائد شرطة ميونخ «لا توجد أي علاقة مطلقاً بين (الاعتداء) وتنظيم الدولة الإسلامية»، مضيفاً أن الاعتداء هو «جريمة تقليدية ارتكبها شخص مختل».
وأكد أن المحققين يرون «علاقة واضحة» بين عمليات القتل الجمعة والمجزرة التي نفذها بريفيك قبل خمس سنوات بالضبط في النرويج وقتل فيها 77 شخصاً. وفي أول رد فعل لها وصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ما حدث في ميونخ بأنه «ليلة رعب».
وقالت «الناس في ميونخ عاشوا ليلة من الرعب»، مضيفة «من الصعب علينا تقبل مثل هذه الليلة».
وتابعت في مقر الحكومة في برلين «جميعنا وأقول ذلك بالنيابة عن الحكومة نرثي بقلب حزين كل الذين لن يعودوا أبداً إلى أسرهم».
وأشادت ميركل بسكان ميونخ خصوصاً الذين فتحوا منازلهم أمام التائهين في المدينة بعد توقف حركة المرور فيها.
وأضافت «لقد أثبتوا أننا نعيش في مجتمع حر يتمتع بالإنسانية. وقوتنا العظيمة تكمن في هذه القيم».
وأعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وميركل توافقا على الحاجة إلى «تعزيز التعاون في مواجهة من يسعون (...) الى إشاعة مناخ من الرعب».
وكان معظم الضحايا من الشباب حيث لم يتعد عمر ثلاثة منهم 14 عاماً.
وسنبولي ولد في ميونيخ وارتاد إحدى مدارسها. وقال النائب العام إنه «يعاني الاكتئاب» لافتاً إلى أن «أباه يعمل سائق أجرة»، فيما ذكرت تقارير إعلامية أنه خضع لعلاج نفسي.
إلى ذلك، أعلنت وزارة خارجية كوسوفو في بيان أن «ثلاثة شبان ألبان (كوسوفيين) لقوا مصرعهم في الهجوم».
كما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو مصرع ثلاثة أتراك وأن السلطات اتصلت بذويهم.
وأكدت وزارة الخارجية اليونانية أيضاً أن مواطناً يونانياً بين ضحايا الاعتداء.
وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير في برلين إن منفذ الاعتداء قام على الأرجح بقرصنة الحساب «لدعوة الضحايا إلى فرع (ماكدونالدز) قائلاً إنه سيقدم إليهم عروضاً خاصة وأسعاراً مخفضة».
وأضاف أن «بعض النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن القاتل» دخل حساب فتاة واستخدمه لإرسال دعوات للتوجه إلى المطعم عند 16,00 الجمعة.
وجاء في الدعوة «سأقدم لكم كل ما تريدونه مقابل القليل من المال»، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام الألمانية.
وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن دعم بلاده القوي لحليفتها ألمانيا، فيما قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن «أوروبا تقف متحدة». ويأتي اعتداء ميونخ في أجواء من التوتر في أوروبا.
فالهجوم هو الثالث ضد مدنيين في القارة في أقل من عشرة أيام بعد اعتداء نيس (جنوب فرنسا) في 14 يوليو الذي أسفر عن سقوط 84 قتيلاً، والهجوم بساطور في فورتسبورغ.
ودفع الاعتداء سكان ميونيخ إلى التفكير في أمر لم يتصوروا أنه سيحصل في مدينتهم.
وقال مايكل شيلنغ محرر صحيفة ابيندتسايتونغ «الناس في ميونيخ كانت لديهم مشاعر خشية. وتنامت المخاوف مع كل هجوم في باريس وإسطنبول وبروكسل».
وأضاف «منذ يوم الجمعة أصبح واضحاً ألا أمان في أي مكان، حتى في أكثر المدن الألمانية أماناً».