بودابست - (أ ف ب): واصل سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون، بطل العامين السابقين، انتفاضته وحقق فوزه الثالث على التوالي والخامس في آخر ستة سباقات، وذلك بعدما أنهى جائزة المجر الكبرى، المرحلة الحادية عشرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد، في المركز الأول الأحد على حلبة «هنغارورينغ».
ودخل بطل الموسمين الماضيين إلى حلبة «هنغارورينغ» وهو على بعد نقطة فقط من زميله في مرسيدس الألماني نيكو روزبرغ الذي شاهد الفارق الذي يفصله عن البريطاني يتقلص من سباق إلى آخر بسبب معركتهما الطاحنة التي دفعت الفريق إلى تحذيرهما بإنذار أخير.
وتمكن هاميلتون من انتزاع الصدارة من زميله بتحقيقه فوزه الثامن والأربعين في مسيرته، منفرداً في الوقت ذاته بالرقم القياسي من حيث عدد الانتصارات على حلبة «هنغارورينغ» والذي كان يتشاركه مع الأسطورة الألمانية ميكايل شوماخر، وذلك بتحقيقه فوزه الخامس عليها بعد أعوام 2007 و2009 و2012 (مع ماكلارين-مرسيدس) و2013 (مع مرسيدس).
ورفع هاميلتون رصيده إلى 192 نقطة في الصدارة بفارق 6 نقاط عن روزبرغ الذي بدأ الموسم بأربعة انتصارات متتالية وتصدر البطولة منذ المرحلة الافتتاحية ولم يتنازل عنها حتى السباق المجري بعدما اكتفى بفوز يتيم في المراحل السبع الأخيرة.
واستحق هاميلتون الفوز إذ تصدر السباق منذ اللفة الأولى بعد تفوقه على زميله الألماني الذي انطلق من المركز الأول لكنه اضطر للانحناء مجدداً أمام البريطاني، فيما حافظ سائق ريد بول-تاغ هيوير الأسترالي دانييل ريكياردو على المركز الثالث الذي انطلق منه، متقدماً على سائق فيراري بطل العالم السابق الألماني سيباستيان فيتل وزميله الهولندي ماكس فيرشتابن وسائق فيراري الآخر الفنلندي كيمي رايكونن.
إثارة في البداية ثم سباق روتيني لمرسيدس
وجاء الانطلاق مثيراً إذ تمكن هاميلتون من تجاوز روزبرغ الذي تراجع لفترة وجيزة إلى المركز الثالث لمصلحة ريكياردو الذي تجاوزه عند المنعطف الأول إلا أن السائق الألماني حافظ على رباطة جأشه واستعاد المركز سريعاً أمام سائقي ريد بول ريكياردو وفيرشتابن وفيتل.
وبقي الوضع على حاله بالنسبة لخماسي الصدارة فيما تمكن الإسباني فرناندو ألونسو (ماكلارين-هوندا) من تجاوز مواطنه كارلوس ساينز جونيور (تورو روسو-فيراري) والصعود إلى المركز السادس في اللفة الثالثة. وكان السباق هادئا تماماً بعد الإثارة التي شهدها الانطلاق ولم تشهد اللفات الـ15 الأولى (من اصل 70) أي شيء يذكر، فكان هاميلتون وروزبرغ الأسرع على الحلبة وابتعد الأول عن زميله الألماني بفارق ثانيتين ونصف في الوقت الذي عوقب فيه بطل العالم السابق البريطاني جنسون باتون (ماكلارين) بالدخول إلى خط الحظائر بسبب مخالفته قواعد الاتصال مع فريقه. وكان فيتل أول المتوقفين بين سائقي الطليعة في اللفة 15 م لحق به ريكياردو في اللفة التالية وهاميلتون في الـ17، تاركاً الصدارة لروزبرغ للفة واحدة فقط قبل أن يتوقف الأخير بدوره.
وكان فيتل المستفيد من التوقف الأول إذ تمكن من تجاوز فيرشتابن الذي وجد نفسه خلف سائق فيراري الآخر كيمي رايكونن الذي تجاوزه في اللفة 18 وصعد إلى المركز الخامس لكن الأخير لم يجرِ توقفه الأول خلافاً للسائق الهولندي الذي دخل في معركة حامية مع بطل العالم لعام 2007 والذي انتظر حتى اللفة 30 لإجراء توقفه الأول.
وفي الصدارة، بدأ روزبرغ يضيق الخناق على هاميلتون مع تقدم السباق ووصل الفارق بينهما إلى أقل من ثانية لكن بطل العالم استعاد زمام المبادرة وابتعد تدريجيا عن زميله وابتعد قبل جولة التوقفات الثانية التي بدأها فيرشتابن بالنسبة لسائقي الطليعة في اللفة 33 ثم توقف هاميلتون وفيتل في اللفة 42 فخرجا خلف زميليهما روزبرغ الذي تصدر مؤقتاً، ورايكونن في المركز الرابع.
لكن روزبرع توقف في اللفة 43 وخرج مجدداً خلف زميله البريطاني والفارق بينهما كان أكبر حتى من السابق، وذلك في الوقت الذي توقف فيه رايكونن للمرة الثانية في اللفة 51 تاركاً المركز الرابع لزميله فيتل.
ثم احتدمت المنافسة مجدداً بين روزبرغ وهاميلتون بعد أن أضاع الأخير بعض الوقت خلف سيارة هاس التابعة للمكسيكي استيبان غوتييريس لكن بطل العالم عاد ووسع الفارق مجدداً وابتعد عن زميله بفارق اكثر من ثانيتين ونصف مع الوصول إلى اللفة 57 التي شهدت حادث تصادم بين رايكونن وفيرشتابن وذلك بعدما لامس الفنلندي سيارة منافسه الهولندي خلال محاولة تجاوزه ما تسبب بكسر في جانح سيارته الأمامي.
ورغم تضرر الجانح الأمامي واصل رايكونن الضغط على فيرشتابن وحاول تجاوزه في أكثر من مناسبة لكن السائق الهولندي الشاب أظهر براعة وبرودة أعصاب وحافظ على مركزه حتى النهاية.