استعرض وزير الإسكان باسم الحمر خلال ترؤسه وفد البحرين المشارك في الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالإسكان والتنمية الحضرية المستدامة «الموئل الثالث» والذي عقد في سورابيا بإندونيسيا تجربة الحكومة في مجال التنمية الحضرية. وتشارك المملكة في وضع مشروع الوثيقة الختامية لمؤتمر الأمم المتحدة للموئل الثالث الذي من المقرر خلال أكتوبر المقبل في الإكوادور.
وتأتي مشاركة وفد البحرين في هذه الاجتماعات بتكليفٍ من الحكومة، وفي إطار المسؤولية الدولية للمملكة والمساهمة في النقاش حول القضايا والفرص المتعلقة بالإسكان والتنمية الحضرية والتفكير في الممارسات والبرامج الخاصة بهذا الشأن، واستكمالاً لسلسلة مشاركات المملكة في العديد من المؤتمرات والفعاليات ذات الصلة، لاسيما وأن مملكة البحرين تصنف كإحدى الدول الفاعلة في هذا المجال.
وألقى الحمر كلمة البحرين خلال الاجتماع، نقل خلالها تحيات القيادة والحكومة إلى المشاركين، واستعرض الخطوات والبرامج التي انتهجتها حكومة البحرين في إطار اهتمامها بالتنمية الحضرية المستدامة، مؤكداً أن المملكة تولي هذا الملف اهتماماً كبيراً باعتباره يمثل أحد ركائز التنمية المستدامة في المجتمعات المعاصرة.
واستشهد على ذلك بجائزة الشرف للإنجاز المتميز في مجال التنمية الحضرية والإسكان التي منحتها الأمم المتحدة لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء تقديراً لدور سموه الكبير في تحقيق العديد من المكتسبات في هذا المجال. وأكد وزير الإسكان أن تجربة حكومة البحرين في مجال التنمية الحضرية تمتد لأكثر من 50 عاماً، من خلال ملف توفير السكن الاجتماعي لمواطني المملكة الذي حققت فيه المملكة نجاحات ومكتسبات كبيرة، من خلال توفير الخدمات الإسكانية المتنوعة، وبناء المشاريع الكبرى والمدن الجديدة، وصولًا إلى تفعيل دور القطاع الخاص الذي تحرز فيه المملكة تقدماً كبيراً في الوقت الراهن، في تجربة تتفرد بها المملكة على مستوى دول المنطقة. وأردف أن المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أولى اهتماماً كبيراً وأولوية خاصة لقطاع السكن الاجتماعي، كونه يمثل إحدى حلقات الدعم الاجتماعي الذي تقدمه الدولة للمواطنين، مستشهداً بتوجيهات جلالة الملك المفدى بسرعة بناء 40 ألف وحدة سكنية، والتزام الحكومة ببناء 25 ألف وحدة سكنية، ودعم القطاع الخاص في تقديم خدمات السكن الاجتماعي للمواطنين، فضلاً عن المرونة الحكومية في التعامل مع المعايير الإسكانية، حرصاً على أن تشمل الخدمات أكبر قاعدة ممكنة من المواطنين ذوي الدخل المحدود، لضمان الاستقرار الاجتماعي للأسر البحرينية. وأكد وزير الإسكان أن مشاركة البحرين في هذا الاجتماع يعد امتداداً طبيعياً للتعاون الممتد عبر سنوات عديدة بين البحرين وموئل الأمم المتحدة في مجالات دعم جهود البرنامج لتنفيذ أهدافه وبرامجه على المستوى الإقليمي والدولي، حيث شمل هذا الدعم عدة مجالات تتمثل في دعم مؤسسة الهبيتات (Habitat Foundation) والمنتديات الحضرية العالمية وتعريب ونشر تقارير الموئل. وأشار إلى الدعم السخي الذي تقدمه البحرين للصندوق الخاص للإسكان والتنمية الحضرية للشعب الفلسطيني الشقيق الذي ساهم في استقطاب المزيد من الدعم وبناء القدرات في مجال التنمية الحضرية الإسكان. وأضاف الحمر أن جائزة الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في مجال التنمية الحضرية والإسكان التي كان أطلقها سموه أثناء تسلمه جائزة الشرف للإنجاز المتميز في مجال التنمية الحضرية والإسكان من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في عام 2007، تعد خير شاهد على التعاون البناء بين مملكة البحرين والموئل، حيث تؤكد الجائزة حرص سموه الدائم على أهمية التنمية الحضرية المستدامة وتشجيع الطرق المبتكرة في تنفيذ المشاريع التي تقدم إسهاماً اجتماعياً وبيئياً لمختلف المجتمعات الفقيرة وتعمل على حماية مستقبل المدن المستدامة عبر تحويل الأفكار إلى أعمال. وأكد الوزير أن مؤتمر الموئل الثالث الذي من المقرر انعقاده في أكتوبر المقبل يمثل فرصة فريدة من نوعها أمام الحكومات، لإعادة النظر في السياسات والاستراتيجيات الحضرية، والترويج لنموذج جديد للتنمية الحضرية قادر على دمج جميع جوانب التنمية المستدامة، لتعزيز المساواة والرفاه والازدهار المشترك.
وأوضح أن هذا المؤتمر يقدم فرصة استثنائية للاستفادة من تجارب الدول المشاركة في مجال التنمية الحضرية لا سيما فيما يتعلق بالمستوطنات البشرية، وتجديد الالتزام السياسي نحو دفع عجلة التنمية الحضرية المستدامة.