العربية.نت: قال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجئي، إن المحكمة ستخفف أحكام المتهمين باقتحام السفارة السعودية، لأنها ستأخذ بعين الاعتبار «غضبهم» من تصرفات الحكومة السعودية وحادثة تدافع منى، وذلك استمراراً لمسلسل الاستخفاف والتمييع الذي تمارسه السلطات في طهران بشأن قضية محاكمة المتهمين باقتحام وحرق سفارة المملكة في طهران، وتدمير ممتلكاتها في بداية العام الجاري.
ووفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، فقد اعتبر إيجئي خلال مؤتمر صحافي الأحد، أن «مسؤولي النظام لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه بعض الخارجين على القانون»، محاولاً بذلك إبعاد مسؤولية اقتحام السفارة عن رأس النظام، بينما الهجوم الذي قوبل بإدانات عربية ودولية واسعة، تم على مرأى ومسمع أجهزة الأمن والشرطة وبتواطؤ واضح من السلطات الإيرانية.
وشدد المتحدث باسم القضاء الإيراني على أن «منفذي الهجوم على السفارة السعودية قاموا بهذا الأمر بسبب غضبهم من السعودية، ولذا سيتم تخفيف أحكامهم».
وكانت جلستا محاكمة مقتحمي السفارة السعودية في طهران، قد عقدت يومي 18 و19 يوليو الجاري، في محكمة وصفت بـ»الصورية»، من حيث الشهادات «الهزلية» التي أدلى بها المتهمون وعددهم 21 شخصاً، والتي تثبت بأنهم لا علاقة لهم بالقضية، حسب ما نقلت وسائل إعلام إيرانية عن تفاصيل المحاكمة.
وكان المتهم الأول بالهجوم وهو شاب يبلغ من العمر 25 عاماً، ويعمل بائعاً للألبسة، نفى تورطه في اقتحام وحرق مبنى السفارة وقال في إفادته: «ذهبت للمظاهرة أمام سفارة السعودية نصرة لأهل غزة، لأن أغلبهم من الشيعة!».
وتنصل غالبية المتهمين الآخرين، كل منهم بحجة أو بأخرى، عن مسؤوليتهم في المشاركة بالاعتداء، ورفضوا اتهامهم بالتورط في الاقتحام والتخريب وحرق السفارة.
وبحسب تصريحات القاضي، فإن كل ممتلكات السفارة تم إحراقها، إضافة إلى إعطاب 5 سيارات تابعة للسفارة بشكل كامل.
ومن المقرر أن يتم إصدار الحكم ضد هؤلاء المتهمين في غضون عشرة أيام. كما أن هناك 23 إلى 24 متهماً آخرين في هذه القضية ستتم محاكمتهم بالمستقبل، بحسب ما أعلن المدعي العام الإيراني.
ويرى مراقبون أن هذه المحاكمة الصورية أثبتت أن السلطات الإيرانية مازالت تتستر على هوية المقتحمين الرئيسيين للسفارة، بسبب صلة هؤلاء الأفراد بجماعات الضغط المقربة من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، حسب ما كشفت مصادر إيرانية مطلعة، في وقت سابق.
وكانت مصادر إيرانية مقربة من التيار الإصلاحي كشفت عن هوية المقتحمين الرئيسيين للسفارة السعودية، وهم من جماعات الضغط ومن ضمن ميليشيات تنتمي إلى ما يعرف في إيران بتيار حزب الله الإيراني، ومنسوبوها أعضاء في مقرات الباسيج أي «التعبئة الشعبية» التابعة للحرس الثوري.