حذرت دراسة صدرت أمس عن شركة الاستشارات الإدارية العالمية الرائدة «أيه تي كيرني» من عوامل ستعصف في حال اجتماعها بالسوق العقاري لدول مجلس التعاون الخليجي.
واستندت هذه التوقعات على حقيقة وجود معروض عقاري جديد تفوق قيمته الإجمالية 4 أضعاف قيمة التطورات التي أنجزت خلال السنوات الـ 10 الماضية، إلى جانب استمرار تراخي الطلب بسبب التحول الحاصل في معنويات السوق وانخفاض أسعار النفط، ما سيرسم تحدياً كبيراً أمام المطورين العقاريين سيدفعهم نحو الابتكار وتقديم شيء مختلف. وتشير الدراسة إلى أن الاستكشاف النشط لعوامل الإعطاب، وإنشاء شبكات القيمة، واستهداف رغبات العملاء هي المفاتيح الرئيسة لتجاوز العاصفة المرتقبة.
وقال نائب الرئيس في «أيه تي كيرني» فيديركو ماريسكوتي: «لا توجد دلائل كافية تشير إلى تأهب القطاع العقاري للدورة المقبلة للسوق. فعلى المطورين استشراف العوامل التخريبية بشكل مبتكر بما يتعدى الحدود التقليدية للقطاع ومتجاوزاً سلاسل القيمة المعروفة».
وأضاف «على سبيل المثال، يمكن للمطورين إيجاد الحلول التي تقدم الوفورات في التكاليف إلى جانب تقنيات البناء الفعال من خلال تبني البدائل القابلة للتطبيق تجاريا، والتي برزت بعضها خلال مسابقة نظمتها ناسا مؤخراً».
ومن بين التوصيات الواردة في الدراسة إعادة تشكيل سلسلة القيمة المضافة على هيئة شبكة للقيمة بدلاً من السلاسل التتابعية التقليدية -لتصبح نظاماً بيئياً متكاملاً من الحوافز الجديدة التي ستثير شهية الابتكار عبر العمل التعاوني.
وقال ماريسكوتي: «أصبح العملاء أكثر حنكة، وتبين دراستنا أن القيمة يمكن تحصيلها من خلال وجود فهم أفضل لتفضيلاتهم. فعن طريق إنشاء شبكة القيمة، يمكن للمطورين التعاون على التصاميم التي تضع العملاء في قلب المشروع، وزيادة التخصيص والربحية».
وأردف «يمكن أن تؤدي التحليلات المتقدمة لفهم ما يجب تخصيصه والمعاملات التي يستعد العملاء للقيام بها وما سيدفعون مقابلها.. هذا وحده يمكن أن يحسن من معدل العائد الداخلي على الاستثمار بنسبة 10-25%، وإنشاء خطط لمشاريع الإسكان الميسورة الكلفة».
فيما قال المدير في «أيه تي كيرني» دوغلاس بيكلز: «تم جمع التوصيات من أكثر من 20 مقابلة مع المهندسين والمقاولين الذين أشاروا إلى أن سلاسل التوريد الحالية غير فعالة وتستنزف بطبيعتها القيمة على طول دورة حياة المشروع». ومع ركائز حكومية أفضل ونموذج التشغيل الجديد، ستصبح الشركات العاملة في القطاع أكثر مرونة. وذكرت الدراسة أن المزيد من الفعالية في التكلفة ممكنة عبر زيادة التمايز والتركيز على تفضيلات العملاء النهائيين. وأشارت الدراسة إلى أن هذه الفرص تشكل تحديات كبيرة لأنها تقتضي إعادة صياغة طريقة العمل، ويتطلب تبنيها بنجاح عقلية جديدة ومهارات جديدة وحوافز جديدة. ولكن الأمل لايزال قائماً حيث أظهرت صناعات أخرى إمكانية التأقلم ونعتقد أن أولئك الذين يحتاجون إلى التغيير هم أكثر استعداداً لتحقيق ذلك. فالخطوة التالية هي بين يدي المطور العقاري.