بنا: قال السفير الإيطالي لدى مملكة البحرين البيرتو فيكي، إن «في أي بلد من بلدان العالم، يكون هناك أعداء للحوار، يلجؤون لممارسة العنف لتعطيل هذه الجهود وإعاقة الحوار، مضيفاً» نحن في إيطاليا سنكون سعداء لرؤية جميع الأطراف يعودون للجلوس حول طاولة الحوار لتحقيق أساس جديد لعلاقاتهم المشتركة».
وأضاف السفير الإيطالي، في حوار أجرته وكالة أنباء البحرين،أن» بلاده تؤيد جهود حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في المسيرة الإصلاحية التي تشهدها البحرين، واصفاً دعوة جلالته للحوار الوطني بأنها موقف حكيم، وشدد على دعم وتأييد إيطاليا لهذا الموقف مائة بالمائة».
وأكد فيكي، أن» طريق الإصلاح طريق متواصل بلا نهاية وذلك لمن يتحقق إلا بالتحدث مع بعضنا لبعض والتوصل إلى توافق، مشيراً إلى أن التوصل لهذا التفاهم هو «شيء مفيد» ولن يكون هناك خاسر».
واعتبر السفير أن» الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف السياسية على المدى البعيد ولمحاربة التطرف الذي يعطل مصالح الدولة، مؤكداً أن الحوار الجوهري سيكون الحل الوحيد الدائم للمستقبل، ودعا الأطراف كافة إلى العودة والجلوس، حول طاولة الحوار على أساس جديد لعلاقاتهم المشتركة وإلى إدانة العنف بأشكاله كافة».
وقال، إن:» التسوية تحتاج لأن تكون على معرفة تامة بأنك لابد أن تخسر شيئاً ما بشكل دائم ليعم الخير للبلاد برمتها، مضيفاً أن ما تمر به إيطاليا هذه الأيام ينطبق على البحرين أيضاً حيث هناك أعداء ومعارضين للحوار لا يريدون التوصل إلى تفاهم لأن ذلك يتعارض مع مصالحهم وهذه المصالح ضد مصلحة البلاد».
واستذكر البيرتو فيكي، ما مرت به بلاده إيطاليا أواخر السبعينات، وأوائل الثمانينات حينما ظهر الإرهاب وتم القضاء عليه عندما قررت الأطراف السياسية التي كانت مقربة لفئة من الإرهابيين أن تقول» كفى لا نستطيع احتمال الإرهاب أكثر من ذلك، يجب أن نقطع العلاقات مع الإرهاب أن ندين ما يحدث من إرهاب بدون تردد».
ودعا السفير، في هذا الصدد جميع الأطراف إلى توحيد النوايا والرغبة الصادقة لديهم لنبذ العنف وإدانته بكافة أشكاله كوسيلة لتحقيق الغايات والأهداف السياسية، وإلا سوف لن يكون هناك حوار مثمر.
وتحدث السفير عن العلاقات الإيطالية البحرينية ووصفها بأنها جيدة جداً، وقال بالإمكان تطويرها لتصبح ممتازة، مشيراً إلى أن» الزيارة الرسمية التي أجراها جلالة الملك المفدى، إلى إيطاليا عام 2008 كانت حدثاً كبيراً في العلاقات الثنائية وناجحة ومثمرة، أسفرت عن عدة توصيات لتعزيز العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين، وخاصة بإنشاء سفارة لمملكة البحرين في روما، وأوضح أنه كان من المفترض أن يتم إنشاؤها عقب الزيارة الكريمة لكنها تأخرت بسبب الأزمة المالية التي شهدتها المنطقة عام 2008 والأحداث المؤسفة التي وقعت في البحرين عام «2011.
وأكد البيرتو فيكي أن» بلاده تعول كثيراً على تسريع إجراءات افتتاح السفارة البحرينية في روما، موضحاً أن إنشاء السفارة الإيطالية في البحرين، قد فتح آفاقاً وإمكانيات كبيرة للإيطاليين ليستكشفوا البحرين شيئاً فشيئاً، لكنه قال إنه بعد افتتاح السفارة البحرينية في روما، سيكون هناك إمكانية أكبر للترويج للبحرين في إيطاليا ولتعزيز العلاقات بين البلدين».
وقال السفير، إن:» رجال الأعمال الإيطاليين يزورون البحرين أسبوعياً لاستكشاف إمكانية الفرص المتاحة للاستثمار فيها ولديهم الرغبة في انطلاق أعمالهم التجارية منها، كاشفاً عن أن البحرين استقبلت خلال الشهر الماضي مجموعة من رجال الأعمال تمثل أكثر من ألفي مؤسسة تجارية إيطالية متوسطة وصغيرة حيث حملوا معهم انطباعاً رائعاً وإيجابياً عن البحرين وقررا فوراً أنهم يرغبون في التواجد هنا والبدء في التعاون التجاري مع البحرين».
و أكد السفير الإيطالي، أن» العزيمة موجودة لتعزيز أوجه التعاون في المجالات الثقافية من قبل الجانبين وأن هناك إمكانات عديدة لإحراز تقدم في هذا الخصوص، مشيراً إلى أن هذه الأمور تمت مناقشتها باستفاضة مع وزيرة الثقافة لتعزيز اتفاقات التعاون بين المتاحف في كل من إيطاليا والبحرين».
وقال إن:» متحف البحرين الوطني، بصدد الاحتفاء بمناسبة الذكرى الخامس والعشرين لإنشائه في شهر ديسمبر المقبل. وسيكون هذا حدثاً مهماً بتعزيز أوجه التعاون المشترك من وجهة نظر المتاحف، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الأمور التي يمكن التعاون فيها خصوصاً في مجال دراسة الآثار وترميم المواقع الأثرية».
وأوضح أن» إيطاليا لديها في هذا المجال إلماماً متعمقاً، وهي إحدى الدول التي يوجد فيها أكبر المواقع الأثرية مساحة، التي تعود لعصور تاريخية قديمة، إضافة لترميم المواقع الأثرية، كما يمكن التعاون في المجالات التعليمية حيث هناك إمكانات ضخمة والعديد من الفرص في الجامعات والمؤسسات التعليمية الإيطالية العريقة في مختلف التخصصات المعمارية والطبية والتخصصات الأًخرى».
ورحب بالطلاب البحرينيين في الجامعات الإيطالية، في شتى القطاعات، مؤكداً أنه توجد إمكانات كبيرة لتعزيز آفاق التعاون المشترك في المجالات الثقافية والتعليمية بمعنى أوسع وأشمل.
وقال السفير الإيطالي، إن:» الجالية الإيطالية على مستوى عال جداً، موضحاً أن عددها حوالي ثلاثمائة وخمسين شخصاً من المقيمين بشكل دائم، بينهم رجال الأعمال من المعماريين والمصرفيينً، وهم سعداء للغاية بالعيش هنا في وطنهم الثاني».
وأشار إلى أن بعض الحالات من الجالية الإيطالية، قررت الاستقرار في البحرين، بالرغم من أن مكان عملهم في مكان آخر في الخليج العربي، لكنهم اتخذوا من البحرين وطناً لهم لكون البحرين هي المكان الذي طاب لهم العيش فيها حيث إن الموجودين حولهم أناس طيبون وأفضل مما هو ممكن.
وتحدث السفير، عن إعفاء مواطني دول مجلس التعاون، عن تأشيرة الدخول إلى ايطاليا فقال ليس لديه أي علم بأية مفاوضات تجرى حول الإعفاء من التأشيرة بهذا الخصوص موضحاً أن التأشيرات كما هو معلوم ليست شأناً وطنياً فقط بل تعتبر مسألة تخص جميع دول الاتحاد الأوروبي فيما يعرف اصطلاحاً بالـــ»شنغين»، ولذلك فإنه من أجل إلغاء التأشيرات يجب أن تكون على أساس مشترك على صعيد «الشنغين».
وقال إنه بالإمكان الحديث عن تسهيلات تعطى لرجال الأعمال أو لأصناف محددة على المستوى الوطني. لكن حينما نتحدث عن «نظام التأشيرة»، فإنه يتجاوز الصعيد الوطني.
وأشار إلى أن التأشيرة عادة ما تصدر خلال ثلاثة أيام وعند الحاجة يمكن استصدارها في اليوم التالي بل وفي نفس اليوم في حالة الحاجة الحقيقية، معرباً عن تطلعه لاستحداث طريقة جديدة للوصول لنظام استصدار التأشيرة من أجل التعامل مع الطلبات بشكل منطقي وأكثر كفاءة. وقال إننا سنظل دائماً منفتحين لتلبية الطلبات المستعجلة فوراً وسنسعى للتعامل مع الطلبات وتصنيفها ونحن هنا لتقديم أفضل ما لدينا للمواطنين البحرينيين حتى يتسنى لهم زيارة إيطاليا.
وأضاف» نحن نريد تعزيز المعرفة والإلمام المتبادل والعلاقات المشتركة ومن مصلحتنا أن يزور البحرينيون إيطاليا ويعودون بعد زياراتهم للترويج لإيطاليا في البحرين بنفس الشكل كالفرنسيين والألمان والبريطانيين».
وأعرب السفير الإيطالي لدى مملكة البحرين، عن تطلعه في تعزيز العلاقات الثنائية مع البحرين، خصوصاً فيما يتعلق بزيارات رجال الأعمال خاصة بعد هيكلة طيران الخليج التي علقت رحلاتها المباشرة إلى روما يناير الماضي، وقال إنه يتطلع بكل صدق لعودة الرحلات المباشرة لطيران الخليج إلى روما مرة أخرى في أقرب وقت ممكن لكونها مهمة لرجال الأعمال والسياح وستسهم في الترويج لجمال البحرين والفرص المتاحة فيها».