دبي – العربية :تعرضت مظاهرة سلمية بـ العاصمة الأفغانية ، السبت الماضي لتفجيرات ثلاثية تبناها تنظيم داعش ، وسقط خلالها 50 قتيلاً وأكثر من 70 جريحاً.
ونظّمت المظاهرة من قبل حركة مدنية شيعية تدعى «جنبش روشنايي» (حركة الضوء).
كما تعرضت سوق للملابس المستعملة في منطقة «باراجنار» الشيعية في باكستان 15 سبتمبر الماضي لهجوم بالقنابل بواسطة «جيش جهنكوي» المتطرف سقط إثره 23 قتيلاً و30 جريحاً. ويرى مراقبون أن هذه الأحداث تعتبر تداعيات «لاستراتيجية إيران المدمرة في سوريا «، نتيجة استخدامها أقليات شيعية تعيش وسط أغلبية سنية تربطها بها المواطنة الضاربة جذورها في عمق التاريخ والهوية.
وبهذا الشأن، سلطت صفحة نشطة على فيسبوك باسم «تقارير الحرب في سوريا و العراق (الناطقة بالفارسية سلطت الضوء على ما جلبته سياسة إيران من أخطار للأقليات الشيعية، ووصفت انعكاس هذه السياسة على الأقليات الشيعية بـ»القاتلة».
واتهم التقرير طهران بتحويل المدنيين الشيعة إلى أهداف للمتطرفين، واستند إلى بيان تحذيري وجهه «جيش جهنكوي» إلى العوائل الشيعية في كل من باكستان وأفغانستان لتمنع أبناءها من الالتحاق في الحرب الدائرة في سوريا.
يذكر أن فيلق القدس ، ذراع الحرس الثوري الإيراني للتدخل الخارجي، شكل مجموعتين من الميليشيات عبر تجنيد مقاتلتين شيعة في باكستان وأفغانستان للقتال في سوريا، دفاعاً عن بشار الأسد ، وأطلق على الميليشيات الأفغانية اسم «فاطميون» نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء، واختار للميليشيات الباكستانية اسم «زينبيون» نسبة إلى السيدة زينب بن الإمام علي بن أبي طالب، وذلك في إطار الاستخدام الطائفي لأسماء أهل البيت.
وأشار التقرير إلى ما جاء في بيان «جيش جهنكوي» الباكستاني نقله المتحدث باسمه «علي بن سفيان»: «نحذر العوائل الشيعية من أنها لو لم توقف التحاق أبنائها إلى الحرب لصالح بشار الأسد فسوف تواجه المزيد من الهجمات».
وأضاف أن هذا الأمر يظهر الأقليات الشيعية في كل من أفغانستان وباكستان تواجه ظروفاً بالغة الدقة والحساسية نتيجة لانضمام البعض من أبنائها إلى القتال لجانب الأسد، تماشياً مع استراتيجية طهران في سوريا، والتي وضعتها إيران خدمة لمصلحتها القومية.
وحسب تقرير صفحة «تقارير الحرب في سوريا والعراق» التي تدار من قبل إيرانيين معارضين لتدخل بلادهم في الحروب الدائرة في سوريا والعراق واليمن، فإن تجنيد الحرس الثوري المنهجي للأقليات الشيعية في العالم وإرسالها للحرب الدائرة في سوريا تحت مسميات من قبيل «لواء فاطميون» و»لواء زينبيون» هو بمثابة «الزيت الذي تصبه طهران على نار الخلافات والخصومات والصراعات الطائفية». وتحوّل بذلك الأقليات الشيعية الضعيفة - خاصة في باكستان وأفغانستان - إلى أهداف متحركة للمجموعات المتطرفة التي لا تمثل الأغلبية السنية.
وعلى صعيد آخر كتب «ريموند تانتر»، العضو الأسبق في لجنة الأمن القومي للولايات المتحدة وممثل وزارة الدفاع الأميركية في مفاوضات الحد من سباق التسلح في إدارتي ريغن وبوش الأب، كتب أخيراً مقالاً نشرته مجلة «فارن بوليسي» تحت عنوان «إيران وتلاميذها»، حيث تساءل في مقدمة المقال: «ماذا لو نظرنا إلى كل من القاعدة وداعش على أنهما تلميذا إيران وليسا خصمين لها؟».