لندن - (رويترز): انخفضت أسعار النفط أمس إلى مستويات جديدة هي الأدنى منذ أبريل مع تباطؤ النمو الاقتصادي الذي ينذر بتفاقم التخمة الحالية في معروض الخام والمنتجات المكررة.
وجرى تداول خام القياسي العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة بسعر 42.20 دولار خلال التعاملات منخفضاً 50 سنتاً بعدما سجل 41.82 دولار للبرميل أدنى مستوى له منذ أبريل. ويتجه الخام القياسي لتكبد خسارة شهرية تتجاوز 15.5 بالمائة هي الأكبر منذ ديسمبر 2015.
وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 18 سنتاً إلى 40.96 دولار للبرميل لينزل عن 41 دولاراً للمرة الأولى منذ أبريل. ويتجه الخام لتكبد خسائر شهرية 15% هي الأكبر له في عام.
وبسبب وفرة المعروض الحالية قال بنك «جولدمان ساكس» الأمريكي هذا الأسبوع إنه لا يتوقع انتعاشاً كبيراً للأسعار قريباً، وقال البنك «ما زلنا نتوقع أن تظل أسعار النفط محصورة في نطاق بين 45 دولاراً و50 دولاراً للبرميل حتى منتصف 2017 مع ميل مخاطر الأمد القريب إلى الاتجاه النزولي».
غير أن بعض المحللين قالوا إن الانخفاضات التي شهدتها أسعار النفط في الفترة الأخيرة مبالغ فيها خصوصاً وأن الطلب لا يزال قوياً رغم المخاوف المتعلقة بالنمو الاقتصادي في المستقبل.
فيما أظهر مسح لرويتز نشرت نتائجه أمس، أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» من المرجح أن يسجل أعلى مستوى في التاريخ الحديث في الوقت الذي يضخ فيه العراق المزيد من الخام بينما تحقق نيجيريا نجاحاً في تصدير كميات إضافية من الخام على الرغم من الهجمات التي يشنها مسلحون على منشآتها النفطية.
وتبين من المسح أن المملكة العربية السعودية العضو في «أوبك» أبقت الإنتاج قرب مستوى قياسي مرتفع مع تغطيتها للطلب الموسمي الأعلى في الوقت الذي تركز فيه على المحافظة على حصتها السوقية بدلا من تقليص الإنتاج لدعم الأسعار.
وارتفع انتاج «أوبك» إلى 33.41 مليون برميل يومياً في يوليو مقارنة مع 33.31 مليون برميل يومياً في قراءة يونيو بحسب المسح الذي استند إلى بيانات الشحن ومعلومات من مصادر في القطاع.
وتسببت زيادة إنتاج أوبك في المزيد من الضغوط النزولية على أسعار الخام. وهبط النفط من أعلى مستوى في 2016 الذي اقترب من 53 دولارا للبرميل في يونيو إلى 42 دولاراً للبرميل أمس تحت ضغط المخاوف بشأن ضعف الطلب.
وقد يرتفع إنتاج «أوبك» أكثر إذا نجحت المباحثات الخاصة بإعادة فتح منشآت نفطية ليبية بعدما ظل إنتاج البلاد عند مستويات منخفضة جداً مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب.
وقال المحلل لدى «كوميرتس بنك» كارستن فريتش: «هذا قد يؤدي إلى ضخ المزيد من النفط في وقت قريب في سوق بها وفرة في المعروض بالفعل من الخام» على الرغم من أن الآمال السابقة باستئناف الإنتاج لم تتحقق..يبقى أن يتبين ما إذا كان الوضع سيصبح مختلفاً هذه المرة.»
وقفز إنتاج أوبك بسبب عودة العضو السابق إندونيسيا في 2015 وانضمام الجابون أيضا هذا الشهر. كما إن إنتاج باقي الأعضاء في يوليو تموز بلغ 32.46 مليون برميل يومياً وهو الأعلى على الإطلاق في مسوح رويترز التي بدأت في 1997
وارتفعت الإمدادات أيضاً منذ أن تخلت «أوبك» في عام 2014 عن دورها التاريخي المتمثل في خفض الإنتاج لدعم ارتفاع الأسعار حيث ضخ كبار المنتجين مثل السعودية والعراق وإيران كميات أكبر من الخام.