قال النائب الشيخ عبدالحليم مراد إن القلب ينخلع وينفطر ألماً على ما تعانيه الأمة -بسوريا والعراق وفلسطين وليبيا واليمن خاصة- من أوضاع مأساوية ثقيلة كريهة أصبحت فيها أرواح المسلمين ودماؤهم رخيصة مستباحة تسيل أنهاراً وبحاراً ولا بواكي لهم، تكالب علينا شرار الخلق وحثالة الناس، بسبب ذنوبنا وتعلقنا بالدنيا، فأخذوا يقتلون فينا وينكلون بنا ويقعدون لنا كل مرصد حتى تلطخت الأرض بدماء المسلمين من كل فج ومضر، وتسابقت الأمم المنحلة الجاحدة لربها والكافرة بنعمته في الظفر بنا والتقتيل فينا وسرقة ثرواتنا ومواردنا ونشر الفجور والانحلال بديارنا، ورغم كثرتنا وثروتنا يأبى الله إلا أن تتحقق نبوءة المصطفي صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قلنا: من قلة بنا يومئذ؟ قال: لا، أنتم يومئذ كثيرٌ، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل، ينزع الله المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن، قيل: وما الوهن؟ قال: حب الحياة وكراهية الموت). فالأمم تتداعى من كل حدب وصوب على الإسلام لتشويه صورته في الصحف وسائل الإعلام والمنتديات وفي كل مكان وللكيد بأهله والتآمر عليهم وإنزال المصائب بهم.
إن المجازر التي تشهدها حلب والغوطة بالشام والفلوجة والأنبار بالعراق على مرأى ومسمع من العالم هي عار في جبين المجتمع الدولي الذي يتغنى بحقوق الإنسان، فحرق الأطفال والنساء ودفنهم أحياء بعد حصارهم وتجويعهم مشهد نراه كل يوم وكل لحظة، وأصبح وللأسف مستساغاً وكان دماء المسلمين هي أرخص الدماء ولا حول ولا قوة إلا بالله. إن سوريا تعاني وضعاً بشعاً منذ خمس سنوات قتل فيها مئات الآلاف، كثير منهم أطفال ونساء وشيوخ أبرياء مساكين، وشرد فيها وعذب الملايين، سفكت دماؤهم على أيدي بشار وأعوانه من الإيرانيين والروس، والعراق مكلوم جريح يشكو الاحتلال الإيراني بعد الاحتلال الأمريكي، يصرخ شعبه من الطائفية والحقد الصفوي، قتل وتعذيب وتشريد ومشانق لأهل السنة دون ذنب ارتكبوه إلا إرضاء الولي الفقيه الذي لا يرتوي من دماء المسلمين.
وشجب مراد بشدة النفاق الغربي الصفيق، حين ينتفض الغرب كله على قتل أفراد في بلاد أوروبية مثل فرنسا وألمانيا -ولاشك أن قتل النفس المعصومة مسلمة كانت أو غير مسلمة محرم أشد التحريم- لكنه يغض الطرف عن قتل مئات الآلاف في سوريا والعراق واليمن من قبل العصابات والميليشيات الصفوية والحقوقية ومن وراءها من الروس والتحالف الدولي.