ذكر تقرير أصدرته شركة «نفط الهلال»، أن تراجع فرص التعاون بين المنتجين يزيد من فرص انخفاضات جديدة على أسعار النفط، وفي المقابل تكثر العقبات والتحديات التي تواجهها الأسواق نتيجة الفجوة القائمة بين الخطط وتطلعات المنتجين وقدرات المستوردين.
كما تواجه الأسواق صعوبة تقدير مصادر نمو أو تراجع العرض تارة والطلب تارة أخرى، وتتأثر تقلبات الأسواق بتخمة المعروض إلى جانب الخلاف بين المنتجين على الحصص السوقية وإدارة الإنتاج، وبالتالي الاتجاه نحو المزيد من التقلبات وعدم الاستقرار إلى ما لانهاية وهذا ما تؤكده مسارات الأسعار والتي لا تملك مقومات التماسك حتى اللحظة.
وفي ظل وصول إنتاج منظمة أوبك إلى حدوده القياسية وعند مستوى 32.64 مليون برميل يومياً خلال الربع الثاني من العام الحالي، نجد أن الأسعار لم ترتفع لتتجاوز مستوى الـ 50 دولاراً نتيجة تحسن مستوى التعاون والتفاهم من قبل المنتجين، ولم تأت نتيجة قيام المستهلكين رفع أحجام الاستهلاك لديهم، إلا أن الانخفاض الحاد الذي سجلته أسعار النفط كان له الأثر الأكبر في الحد من إمدادات المنتجين الذين ترتفع لديهم كلف الإنتاج.
يذكر أن صعوبات العودة إلى تحديد حصص الإنتاج وتخفيض مستويات المنافسة بين المنتجين وعودة «أوبك» إلى القيام بدورها التاريخي في الحد من المعروض لدعم استقرار الأسواق والأسعار سيكون له تبعات خطيرة وطويلة على الأسواق والاقتصاديات مع التأكيد أن فرص تصحيح المسار تتضاءل مع ارتفاع حدة المنافسة في الأسواق.
وبات واضحاً أن الاستمرار في رفع حد المنافسة للوصول إلى المستويات القصوى من الطاقات الإنتاجية لن يمثل الحل الأمثل لما تواجهه أسواق الطاقة واقتصاديات المنتجين ولم يفلح أي من المنتجين من الاستحواذ على حصص سوقية كبيرة تضمن له استمرار الإمداد في ظل ظروف سوقية متقلبة.