سوريا- (أ ف ب): أفاد الإعلام الرسمي السوري أمس أن عشرات العائلات خرجت من أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة عبر الممرات «الإنسانية» التي فتحها النظام السوري بين شطري المدينة، لكن سكاناً ومقاتلين معارضين نفوا هذا الأمر.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) «أن عشرات العائلات خرجت صباح اليوم -أمس- عبر الممرات التي حددت (...) لخروج الأهالي المحاصرين من قبل المجموعات الإرهابية في الأحياء الشرقية ووصلت إلى حي صلاح الدين».
وأضافت الوكالة «قام عناصر الجيش باستقبالهم ونقلهم بالتعاون مع الجهات المعنية عبر حافلات نقل إلى مراكز الإقامة المؤقتة».
كما أشارت الوكالة إلى «وصول عدد من النساء ممن تزيد أعمارهن على 40 عاماً من أحياء حلب الشرقية إلى حي صلاح الدين».
وأكد الجيش الروسي في بيان أن 169 مدنياً و69 من مقاتلي المعارضة سلموا أسلحتهم سلكوا منذ الجمعة أحد الممرات «الإنسانية» الثلاثة.
وأعلن أيضاً فتح 4 ممرات إضافية حول الأحياء الشرقية المحاصرة والتي تسيطر عليها المعارضة في حلب.
ونشرت سانا صوراً تظهر نساء في معاطف سوداء يمشين في صف بصحبة أطفال أو يصعدن في حافلة.
وبثت قناة الإخبارية السورية صوراً لعدد من النساء والأطفال يعبرون طريقاً تحيط به أبنية مهدمة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن خروج نحو عشرين مدنياً أمس من الأحياء الشرقية عبر ممر في حي صلاح الدين للانتقال إلى الأحياء التي يسيطر عليها النظام.
لكن سكاناً لأحياء حلب الشرقية ومراسلاً لفرانس برس في المكان نفوا وجود أي مؤشر لعمليات مغادرة مؤكدين أن عوائق لاتزال تمنع الوصول إلى حي صلاح الدين.
وقال إياد أبومحمد أحد قادة حركة نورالدين الزنكي المعارضة «يقول النظام إنه فتح معبراً عبر صلاح الدين لكنها شائعات وأكاذيب».
وأبلغ قيادي معارض آخر هو ياسر فليس مراسل فرانس برس «نحن على معبر (حي) بستان القصر. النظام يكذب. لم يفتحوا شيئاً (...) على العكس، لقد كثفوا القصف وغاراتهم الجوية على المعبر».
وتفرض قوات النظام حصاراً تاماً على شرق حلب منذ 17 يوليو. ولم يتلقَ السكان منذ السابع يوليو أي مساعدة.
ويرى محللون أن خسارة الفصائل المقاتلة مدينة حلب ستشكل ضربة كبيرة لها وتحولاً في مسار الحرب التي أودت منذ منتصف مارس بأكثر من 280 ألف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية.
ورحبت الأمم المتحدة بفتح الممرات كما عرضت الإشراف عليها.
إلا أن الولايات المتحدة أبدت الجمعة تشكيكاً كبيراً فيها ووصل الأمر بوزير خارجيتها جون كيري إلى حد التخوف من أن تكون هناك «خدعة» روسية وراءها.
كما شككت المعارضة بنوايا النظام وحليفه الروسي.
وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان لفرانس برس «ليس هناك أي ممرات في حلب توصف بممرات إنسانية، فالممرات التي تحدث عنها الروس يسميها أهالي حلب بممرات الموت».
من جهته، قال أبومحمد (50 عاماً) وهو أب لأربعة أولاد «أريد الخروج ولكنني لا أرغب بالتوجه إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام» معرباً عن خوفه «من أن يقتادوا ابني البالغ من العمر17 عاماً لأداء الخدمة الإلزامية والقتال على الجبهة».
وأضاف «أن الوضع الإنساني يزداد سوءاً ونجد صعوبة بالحصول على الغذاء».
ويستخدم نظام الأسد سياسة الحصار لتجويع المناطق الخارجة عن سيطرته وإخضاعها، بهدف دفع مقاتليها إلى تسليم سلاحهم.
ويشن سلاح الجو السوري غارات مكثفة على مواقع في منطقتي الشقيف وضهرة عبدربه الواقعتين شمال مدينة حلب، بهدف تشديد الحصار أكثر على الأحياء الشرقية، بحسب المرصد السوري.
كما يسعى بذلك إلى عرقلة أي محاولة يقوم بها المقاتلون من أجل إرسال تعزيزات أو شن هجوم مضاد لفك الحصار على الأحياء الشرقية.