العربية.نت: قال الدكتور محمد ملكي، وهو معارض ونشاط حقوقي بارز وأول رئيس منتخب لجامعة طهران بعد ثورة 1979 من مقر إقامته في طهران، إن الإعدامات الجماعية التي نفذت ضد 25 ناشطاً كردياً» جريمة ضد الإنسانية، يجب أن يحاسب عليها نظام الملالي». مؤكداً عدم وجود محاكمات قانونية في إيران.
وانتقد محمد ملكي «82 عاماً» صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم النظام الإيراني وقال «ما دام هذا النظام يتربع على عرش السلطة في طهران فإن القمع والبطش والإعدامات وانتهاكات حقوق الإنسان ستستمر».
وأعرب الحقوقي البارز الممنوع من السفر، والذي سجن عدة مرات بسبب نشاطاته وقيادته تجمعات احتجاجية عن أمله في أن يستمر الإيرانيون بمختلف انتماءاهم بحراكهم من أجل التغيير وبناء نظام ديمقراطي يحترم حقوق شعبه ويعيش بسلام مع دول الجوار».
وقال إن جوهر نظام ولاية الفقيه في إيران قائم على استخدام العنف منذ الأيام الأولى بعد انتصار الثورة وحتى يومنا هذا. بدأ هذا النظام بقتل وإعدام رؤوس النظام الملكي السابق ومن ثم الإعدامات بحجج مختلفة ضد النشطاء السياسيين أو متهمي المخدرات، وبعدها اغتيالات في الخارج. أما تصفية عشرات آلاف السجناء في الثمانينيات فكانت أبرز هذه الجرائم، والآن قتل إخواننا الأكراد بحجج مختلفة وواهية وإعدامهم جماعياً بشكل غير قانوني.
وأضاف أنا متأكد من أنه لا توجد في إيران محاكمات قانونية في الأساس. وعندما كنت في السجن من عام 1981 حتى 1986 لم يكن آنذاك في المحاكم شيء اسمه محام، ثم بعد ذلك بفترة عينوا أشخاصاً بصفة محامي دفاع، بينما المحاكم كانت سرية، بالرغم من أن الدستور الإيراني ينص على أن تجرى المحاكمات السياسية بشكل علني وبحضور هيئة دفاع، لكن لا يوجد شيء من ذلك.
وبين شاهدت بنفسي المحاكمات التي تتم بدقيقتين ويتم فيها إطلاق أحكام الإعدام ضد الناشطين السياسيين. هذا الأمر ليس جديداً. في الثمانينيات، أعدم حوالي 30 ألف سجين كان قد حكم على أغلبهم بالسجن وليس الإعدام ولكن تمت تصفيتهم بأوامر قادة النظام. حتى إن بعضهم كان قد أنهى فترة سجنه ويجب أن يطلق سراحه، لكنهم أعدموا جميعا. الآن قالوا لذوي السجناء السنة بأن يأتوا الساعة 12 ظهراً لتوديع أبنائهم ولكن عندما ذهبت العوائل أبلغوهم أنهم يجب أن يذهبوا للطب العدلي لتسليم جثث أبنائهم! هؤلاء يفعلون كل هذا القتل من اجل ترهيب الناس. أنا كنت مسجوناً وأعلم كيف أنهم يطلقون التهم الواهية والمزيفة ضد المتهمين، وأنا متأكد أن هؤلاء الشباب الـ 25 الأكراد، أبرياء ولا صلة لهم بأية تنظيمات متطرفة. كما أن أصدقائي في السجن أكدوا لي ذلك من خلال معايشتهم لهؤلاء السجناء حيث كانوا يقولون لي عنهم بأنهم شبان نزيهون وملتزمون دينيا، حيث يؤدون الصلاة في جماعة بشكل منتظم. وبكل الأحوال، هذه الجرائم مستمرة ما دام هذا النظام موجوداً ويقوم بالإعدامات لبث الرعب بهدف البقاء في السلطة.