إن للمراكز الثقافية أهمية كبرى لما تحمله من رسالة عظيمة للمواطن بحيث تعكس الثقافة البحرينية الأصيلة؛ ما مكنها من أخذ دور فعال في شتى المجالات، وهذا ما صب اهتمام القيادة الرشيدة نحو إصدار التوجيهات السامية بإنشاء هيئة البحرين للثقافة والآثار، وذلك لأهمية تنظيم الفكر وتقويمه، وهذا ما تحقق عند طريق الجهود المبذولة لمعالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في دعم الثقافة، ومثلت جسراً تنتقل عبره ثقافة وفنون وآداب تلك المجتمعات الأخرى.
ولقد تكاتفت كل الجهود الثقافية الرسمية وغير الرسمية لإحداث التغيير و التحديث من خلال دور المراكز الثقافية في بناء وتنمية المجتمع، وتزويد الشباب بمعلومات حول ضرورة الحاجة إلى التغيير لمستقبل أفضل للثقافة، حيث تقوم هذه المراكز الثقافية عادة بإحداث فارغ التغيير للشباب عن طريق نشر الوعي الثقافي.
إن ما تقدمه المراكز الثقافية لا ينبغي أن ينظر إليه على أنه عمل عادي، بل هو بمثابة مشروع ثقافي متداخل الجوانب، فهو أداة للترويح وتكوين فكر ثقافي متميز ومؤثرة في المجتمع، إذا ما استخدم بشكل يتماشى مع متطلبات التنمية والتحديث، وتطوير العمليات التثقيفية والمعرفية، والمساهمة في نشر الوعي المعرفي، وإثراء أوجه النشاطات الثقافية المتنوعة.
إن المراكز الثقافية تقوم في الأساس على التنمية الشاملة وتبني برامج ونشاطات تصاغ وفق دراسات واقعية وميدانية للمجتمع، وتأخذ بعين الاعتبار حاجات المجتمع، وتعمل المراكز على رفع دعامة المجتمع ودعم مؤسساته بالخبرات الضرورية والكفاءات الثقافية المتميزة لاستمرار مسيرة المراكز الثقافية.
ويجب أن تمتاز بدافعية عالية وأن تكون ذات صبغة أكثر تحديا وبعيدة عن التقليد، وأن تركز في برامجها على النوع وليس الكم، وتتصف بالدقة والتمييز على أن يتم اختبارها ميدانياً لضمان الجودة وقابلية التنفيذ، وحتى تكون البرامج فاعلة ومتطورة ينبغي أن تواكب التطورات والتغيرات الحضارية من اسـتخدام للتـقنـيات الحديثة والوسـائل المتعددة، والبرامج المتطورة واستخدام كافة الوسائط السمعية والبصرية.
كما اقترح بأن تنشأ مراكز ثقافية في جميع محافظات مملكة البحرين ليتم الاستفادة منها، واستغلال المكتبات بدلاً من أن تقتصر تلك المكتبات على الكتاب والقراءة فقط علينا أن نحولها لتصبح مراكز ثقافية وعلمية تقام فيها المحاضرات وتعقد بها الندوات ويجتمع فيها الأدباء والمفكرون والمثقفون والشعراء والمختصون في جميع المجالات، وصياغة منهج يسد أوقات الفراغ الاجتماعي الذي يقضى من قبل الكثير من الشباب من التيارات الفكرية المنحرفة عقائدياً ودينياً واجتماعياً، وأننا نتطلع يأن يكون ذلك من خلال إعداد دراسة وافية تحقق الأهداف.
أحمد عقاب