فاجأت السباحة الأمريكية كاتي ليديكي، العالم كله، قبل أربع سنوات فقط، بإحرازها ميدالية ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية الماضية «لندن 2012»، وهي لا تزال في الخامسة عشرة من عمرها.
وخلال السنوات الأربع التالية، تطورت ليديكي، لتكون من أبرز السباحات في العالم.
وعادت ليديكي، لحصد الذهب الأولمبي، من خلال الأولمبياد الحالي، حيث أحرزت الأحد الماضي، الميدالية الذهبية لسباق 400 متر حرة، وحققت رقماً قياسياً جديداً للسباق حيث قطعت المسافة، في ثلاث دقائق 56.46 ثانية. وقالت ليديكي: «أعتقد أن كل سباحة، تركز فقط في مسيرتها وهكذا تقدم كل سباحة أفضل ما لديها. أركز دائماً في سباقي فحسب. أثق بأن الأخريات سيقلن نفس الشيء».
وحسنت ليديكي، رقمها القياسي، لتؤكد هيمنتها على السباحة الحرة، علماً بأنها الأسرع أيضاً في سباقي 800 متر و1500 متر على مستوى العالم.
والحقيقة أن الأسئلة الوحيدة التي يجب الإجابة عليها في السباق، هي: هل ستحطم ليديكي الرقم القياسي أو هل ستتنازل ليديكي عن الذهبية وتفوز بالفضية أو البرونزية ؟!.
وكانت ليديكي حاسمة وقاطعة، في ردها حيث حصدت الميدالية الذهبية بفارق ثانيتين عن رقمها السابق.
وأوضحت ليديكي أن قطع السباق في ثلاث دقائق و56 ثانية هو الهدف الذي وضعته لنفسها بعد بطولة العالم 2013 بمدينة برشلونة الإسبانية. وقالت: «لهذا ينتابني شعور جيد».
وخلال تصفيات سباق 400 متر، أضافت ليديكي إلى سجل إنجازاتها الرقم القياسي الأولمبي الجديد للسباق حيث قطعت المسافة في ثلاث دقائق 58.71 ثانية، ثم حطمت الرقم القياسي العالمي في النهائي.
وقالت ليديكي عن سباقها في التصفيات: «كنت قريبة للغاية من تحطيم هذا الرقم القياسي «العالمي». انتابني شعور جيد».
ومن الصعب معرفة ما إذا كانت ليديكي أبطأت في نهاية سباقها بالتصفيات عن عمد أم أن هذا جرى بشكل تلقائي.
ويأتي تألق ليديكي «19 عاماً» ليضع عدداً من السباحات البارزات في مرتبة ثانية خلفها.
وتصدرت ليديكي تصفيات سباق 400 متر بفارق أكثر من أربع ثوان عن أقرب منافساتها، كما فازت في النهائي بفارق نحو خمس ثوان، أمام البريطانية جاز كارلين صاحبة المركز الثاني، رغم أن كارلين حققت رقماً شخصياً جديداً.
وقالت الأمريكية ليا سميث، التي احتلت المركز الثالث في السباق: «تدربت معها خلال الشهر الماضي. الطريقة التي كانت تتدرب بها كانت تجعلني أبدو وكأنني أقطع مسافة السباق في خمس دقائق.. إنها سباحة مدهشة وكنت أعلم أنها ستسجل هذا الرقم في النهائي».
وحصدت ليديكي، بالفعل ميدالية أخرى في الأولمبياد الحالي، حيث توجت مع فريق التتابع الحر بالميدالية الفضية لسباق 4 × 100 متر تتابع حر، يوم السبت الماضي.
وأصبحت ذهبيتها في سباق 400 متر حرة هي الثانية لها من بين إجمالي خمس ميداليات تستطيع ليديكي حصدها في الأولمبياد الحالي.
ويبدو المنتخب الأمريكي مرشحاً قوياً في سباق 4 × 200 متر تتابع حر، كما لا يثور أي شك بشأن فوز ليديكي بسباق 800 متر حرة.
وبهذا ستكون المنافسة القوية الوحيدة، التي تنتظر ليديكي، هي المنافسة المرتقبة في سباق 200 متر حرة مع الإيطالية فيدريكا بيلجريني، صاحبة الرقم القياسي العالمي للسباق والسويدية سارة سويستروم، الفائزة بذهبية سباق الفراشة.
وقالت ليديكي: «سويستروم منافسة قوية وتسبح بشكل رائع الآن.. سيكون هناك العديد من المنافسات في هذا السباق».