لا يزال الطريق الذي سلكه الإنسان القديم ليصل إلى أمريكا محل نقاش وخلاف بين العلماء، وقد أثير هذا الموضوع مجدداً الأربعاء مع باحثين يرفضون الفرضية السائدة حتى الآن.
فمعظم العلماء يميلون إلى القول إن الإنسان الأول وصل إلى أمريكا عابراً سيراً على الأقدام ما يعرف اليوم بمضيق بيرينغ بين أقصى الشرق الروسي وآلاسكا.
وبحسب الفرضية، سلك الإنسان ممراً ظهر بطول 1500 كيلومتر لدى انحسار كتلتين جليديتين، ثم غرق الممر وتكون المضيق البحري. لكن رأياً آخر يذهب إلى القول إن الإنسان عبر المحيط الهادئ ليصل إلى السواحل الغربية للقارة الأمريكية.
وما زال الانقسام حول هذا الأمر سائداً بين علماء الإنتروبولوجيا والآثار، وحول تاريخ استيطان الإنسان لأمريكا أول مرة، لكن دراسة نشرت في مجلة «نيتشر» البريطانية شككت في الفرضية الأكثر شيوعاً.
وذهب فريق العلماء الدوليين المعدين لهذه الدراسة إلى أن طلائع البشر الذين استوطنوا القارة الأمريكية قبل أكثر من 13 ألف عام، لم يسلكوا هذا الطريق. إلى ذلك رجح عدد من علماء الآثار أن يكون البشر وصلوا إلى أمريكا قبل هذا التاريخ، فصحيح أن الممر ظهر قبل 13 ألف سنة حين انحسر الجليد، لكنه لم يكن يضم أياً من الموارد اللازمة للإنسان الذي كان آنذاك صيادا وجامعا للثمار. فقد كان الممر خالياً من الحيوانات والنبات والخشب اللازم لإضرام النار، وفقاً للباحثين.