أبوذر حسينأكد السفير السوداني لدى البحرين عبد الرحمن خليل أحمد سفير، أن البحرين تستطيع أن تحقق اكتفاءها الذاتي من المنتجات الزراعية والحيوانية بالكامل من مشروع «خيرات البحرين» في السودان، مشيراً إلى أن المشروع يغطي الاكتفاء من المحاصيل الرئيسة والخضروات، ويوفر اللحوم الحمراء والبيضاء فضلاً عن الألبان ومنتجاتها.وأوضح السفير عبدالرحمن خليل لـ «الوطن» أن حكومة البحرين وضعت الأرض ضمن برنامج عمل الحكومة باعتبارها تمثل أضخم المشروعات التي ستحقق الأمن الغذائي للمملكة، وفق ما ذكره وكيل وزارة الزراعة الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة مؤخراً.وقال إن السودان ترفض كافة التدخلات الإيرانية في الشأن البحريني جملة وتفصيلاً، مضيفاً نحن دائماً مع البحرين في اتخاذ كل ما تراه مناسباً لمواجهة التهديدات الإيرانية الداعية لزعزعة الأمن والاستقرار داخل المملكة، كما إننا على أهبة الاستعداد لمساعدة ودعم البحرين في أي جانب من هذه الجوانب فلن نتأخر في ذلك أبداً. كيف تنظرون للعلاقات الراهنة بين البلدين الشقيقين في ظل التطورات المتلاحقة على الصعيدين الدولي والإقليمي؟- العلاقة بين البلدين عريقة والوجود السوداني قديم في البحرين، حيث سبقت العلاقات الشعبية العلاقات الرسمية، كما إن علاقة السودان بالدول الخليجية بشكل خاص والدول العربية بشكل عام تسير منذ القدم بشكل متطور سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، باعتبار أن القواسم المشتركة في العلاقات تتمثل في وحدة الدين واللغة والهوية والهوى والمصير المشترك بالإضافة إلى العروبة والثقافة الواحدة، والسودان يحتفظ بمكانة خاصة للبحرين في وجدانه، والآن تربطنا علاقات وثيقة واعدة ومتميزة تحت قيادة ورعاية جلالة الملك حمد والرئيس البشير، ولعله في الفترة الأخيرة أدت التهديدات الأمنية في المنطقة إلى زيادة قوة العلاقات مع البحرين بشكل خاص ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، إذ إن الدول العربية تواجه تحديات مثل محاربة الإرهاب وتدخلات بعض الدول في الشؤون العربية الأمر الذي يتطلب معه وقوف الدول العربية متحدة ومناصرة لبعضها للتصدي للتدخلات الخارجية حماية للأمن القومي المشترك.وما هو موقف السودان من التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي البحريني ودعمها وتدريبها للإرهابيين؟.- السودان دائماً كان واضحاً وسباقاً في الإعلان عن مواقفه ورفضه المبدئي لكل أشكال التدخل في الشؤون الداخلية للدول بشكل عام، وبالتالي فإن ما تقوم به إيران من أدوار في الشؤون الداخلية للبحرين هو أمر مرفوض جملةً وتفصيلاً، ولطالما أعلن السودان دعمه للبحرين وتأييده لكل الخطوات الضرورية التي اتخذتها وتتخذها حكومة المملكة لضمان أمنها وسلامتها واستقلالية قرارها.إن التدخل في شأن أي دولة عربية مرفوض، السودان يبني علاقاته مع جميع دول العالم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل. ومن خلال التنوير الراتب الذي تقوم به وزارة الخارجية البحرينية للسفراء، فإننا نتطلع عن كثب على حقائق الأوضاع ومجرياتها، خاصة عقب الأعمال الإرهابية التي تقف إيران خلفها من خلال دعمها أو تدريبها لبعض العناصر، فإننا في السودان ندين تلك الأعمال ونستنكرها بشكل رسمي سواء على مستوى وزارة الخارجية السودانية أو السفارة السودانية بالمنامة.ونحن دائماً مع البحرين في اتخاذ كل ما تراه مناسباً لمواجهة التهديدات الإيرانية الداعية لزعزعة الأمن والاستقرار داخل المملكة، كما إن البحرين لو طلبت مساعدتنا في أي جانب من هذه الجوانب فلن نتأخر في ذلك أبداً. فعندما تعرضت سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مدينة مشهد للتعدي والحرق، كان الموقف السوداني حاضراً وحاسماً من خلال سحب البعثة الدبلوماسية السودانية من إيران وطرد السفير الإيراني من الخرطوم قاطعاً علاقاته الدبلوماسية إحقاقاً للإجماع العربي، ريثما تلتزم طهران بالمواثيق الدولية في عدم الاعتداء على البعثات الدبلوماسية، كما أدان السودان دعم إيران للعناصر التي أرادت تهديد الأمن الداخلي لمملكة البحرين الشقيقة، وأدان كامل المشروع التوسعي الإيراني في الإقليم. فالسودان ينظر لكل ما من شأنه أن يهدد الأمن العربي على أنه مهدد مباشر لأمنه القومي، ومن هنا بادر السودان للانضمام للحلف العربي ولم يتردد في التعاون الكامل مع البحرين وجميع الدول العربية فيما يخص تحقيق الأمن والاستقرار، ودبلوماسيا ً فإن السودان دائماً يدين التدخل الخارجي في شؤون الدول العربية، والدول الخليجية بالتحديد حيث تربط السودان بالعالم العربي مصالح مشتركة إلى جانب وحدة المصير. وفي هذا الصدد عندما دعت السعودية الدول العربية والإسلامية للمشاركة في «التحالف لإعادة الشرعية في اليمن» لم يتردد السودان شأنه في ذلك شأن كثير من الدول العربية، وقدم السودان ولايزال شهداءَ في سبيل إعادة الشرعية في اليمن، وكذلك عندما دعت القيادة السعودية للمشاركة في رعد الشمال والتي كانت رسالة لردع أي تدخل في الشأن العربي ومحاربة الإرهاب، شارك السودان بفاعلية وبنخبة من القوات الخاصة في رعد الشمال، فموقف السودان من قضية الأمن القومي العربي موقف مبدئي واستراتيجي لايقبل المساومة، وسوف يدعم السودان جهود الأمة الرامية لحماية مقدراتها ومكتسباتها واستقرارها وأمنها القومي، وسوف يشارك في ردع كل من تسول له نفسه العبث بالأمن القومي العربي والتدخل في الشأن العربي. نفهم من حديثك أنه لا وجود لإيران في السودان آنياً؟- بكل تأكيد لا وجود لإيران تماماً في السودان الآن، فالبعثة الدبلوماسية الإيرانية تم إغلاقها، وكذلك كل المرافق الخاصة بالتعليم والمراكز الثقافية الإيرانية، إذ إن السودان تنبه من وقت ليس بالقصير إلى أن الوجود الإيراني دائماً يصحبه نوعاً من عدم الاستقرار والتدخل في الشؤون الداخلية، وحفاظاً على الأمن ووأداً للفتنة وقطعاً للتدخلات الإيرانية تم طرد البعثة الدبلوماسية وإغلاق كل المدارس والمرافق التابعة لإيران في الخرطوم. وبالتالي لا وجود للأنشطة الإيرانية على كامل التراب السوداني.بعيداً عن السياسة، منحت الحكومة السودانية البحرين أرضاً زراعية لاستثمارها، كم تبلغ مساحتها؟ وماهي مميزاتها؟ وأين هي الآن من الإنتاج الفعلي؟- كما أوضحت سابقاً فإن علاقاتنا مع البحرين متجذرة ومصيرية، تأسيساً على ذلك تم منح البحرين أرضاً زراعية من أخصب الأراضي في السودان وخالية تماماً من الموانع، تقدر مساحتها بحوالي 420 كلم مربع (100 ألف فدان)، وقد شرعت حكومة المملكة بالفعل في إجراء دراسات الجدوى الاقتصادية للمشروع، وأتمت زيارة ميدانية لها، وتم تكليف جهة معينة لإجراء دراسة الجدوى، من حيث دراسة التربة والمناخ والطبيعة الجيولوجية وعمق وكمية المياه الجوفية وكيفية نظم الري الأمثل، وكذلك دراسة الآثار البيئية للمشروع والآثار الاجتماعية ومعرفة حجم العمالة السودانية الموجودة حول المشروع وماهية الخدمات التي يمكن أن يقدمها المشروع للمجتمع المحلي، باعتبار أن المسؤولية الاجتماعية تعتبر أحد أهم أهداف المشروع حسبما أوضح الأخوة في الحكومة البحرينية.ووقعت البحرين عقد دراسة الجدوى مع هذه الجهة، في مايو الماضي بالخرطوم. والتي تعهدت بدورها أن تنهي دراسة الجدوى في فترة أقصاها 6 شهور. وتعد هذه الدراسة مهمة بالنسبة للجانب البحريني باعتبار أنها تكشف عن المحصولات التي يمكن زراعتها ونظم الري المستخدمة والآثار البيئية والاجتماعية وغيرها.إلى ماذا تعزون تأخر الاستثمار الفعلي في هذا المشروع (مشروع خيرات البحرين) بالنظر إلى أن الأرض منحها السودان للبحرين منذ عدة سنوات؟- ما يمكن قوله إن المشروعات المماثلة التي تقام في ذات المنطقة، كانت قد بدأت دراساتها سريعاً وحققت نتائج مبهرة، ولعلي أشير في ذلك إلى أن تجربتي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بدأت تثمر من خلال بدء الإنتاج الفعلي للقمح والحبوب الزيتية والأعلاف «البرسيم» والبقوليات والفول والبصل، كما إن هناك إنتاجاً مقدراً من الفاكهة كالبرتقال والموز، نعم تأخر دخول المشروع لمرحلة الإنتاج الفعلي ولكن نتوقع اتخاذ خطوات سريعة لتنفيذ المشروع فور الانتهاء من دارسة الجدوى. ما هي الخطوة التي تعقب دراسة الجدوى؟- حكومة البحرين وضعت الأرض ضمن برنامج عمل الحكومة باعتبارها ستمثل أضخم المشروعات التي ستحقق الأمن الغذائي للمملكة» وفق ما ذكره وكيل وزارة الزراعة والثروة البحرية الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة مؤخراً، ونحن ما يهمنا في السودان أننا قد سلمنا الأخوة في البحرين قطعة الأرض خالية من الموانع، وكل الامتيازات التي يطلبها المشروع فيما يتعلق بالإعفاءات الجمركية للمعدات المستخدمة في المشروع أو السماح بتصدير المنتج في وقت لاحق، وفقاً لذلك نتوقع أن يبدأ الجانب البحريني في تنفيذ المشروع عقب الانتهاء من دراسة الجدوى مباشرة، وبالنظر للمساحة الكبيرة لمشروع خيرات البحرين وللتجارب المماثلة للدول الخليجية الأخرى فضلاً عن توفر امتيازات الموقع والري والخصوبة، فنحن على ثقة أن المشروع سوف يحقق نجاحاً باهراً.ماذا يمكن للبحرين أن تستفيد من المشروع بشكل عام؟- الأرض منحت للبحرين وليس لنا فرض آراء لكيفية استغلالها ولكننا على استعداد لتقديم النصح والمشورة لإنجاح المشروع. إجمالاً ووفقاً للقراءات السابقة فإنه من المنتظر أن تستفيد البحرين من المشروع بشقيه النباتي والحيواني وتربية الدواجن، وذلك من خلال إنتاج القمح والحبوب الزيتية والخضروات والأعلاف لتسمين الماشية «سواء التي يتم تربيتها داخل السودان أو في البحرين» كما يمكن الاستفادة من المشروع من خلال تربية المواشي والأبقار ومن ثم تصديرها حية أو مذبوحة، بالإضافة للاستفادة من الألبان ومنتجاتها المختلفة وكذلك الدواجن، فإن المشروع يمكن أن يحقق اكتفاء ذاتياً كاملاً للبحرين ومن ثم يمكن أن يتم تصدير المنتج الفائض لأماكن أخرى في العالم. إذ إن المشروع الذي يبلغ مساحته 100 ألف فدان إذا ما تم فقط استغلال 20 ألف فدان منه يمكن أن يحقق اكتفاء ذاتياً لمملكة البحرين من المنتجات الزراعية والحيوانية.كما إن تربية 5 آلاف من الأبقار و10 آلاف من الضأن داخل المشروع يمكن أن تحقق اكتفاء ذاتياً من اللحوم لمدة عام كامل للسوق البحريني، وربما يمكن تصدير جزء منها. وأشير في ذلك إلى قصص نجاح كل من الاستثمارات السعودية والقطرية التي اعتمدت لنفسها مسالخَ داخل السودان، فكان الإنتاج جيداً من اللحوم السودانية نظراً لتوفر المراعي الطبيعية وقد أصبح السوق السعودي والإماراتي قبلةً للحوم السودانية لما عرف عنها من جودة عالية، فضلاً عن أنه يمكن للبحرين أن تستفيد من زراعة الحبوب الزيتية بشتى أنواعها من السمسم والفول السوداني وعباد الشمس بما يحقق اكتفاء السوق البحريني، كما إن سوق الأعلاف داخل وخارج السودان كبير جداً وعليه يمكن بيع المنتج من الأعلاف داخل السودان أو يمكن تصديرها.هل ترى القطاع الخاص البحريني مؤهلاً للدخول في استثمارات «خيرات البحرين» بالسودان؟- أعتقد أنه من ناحية مالية وفنية فهو بلا شك مؤهل ومقتدر، ولكن قد يحتاج للاستعانة بالمستثمرين الذين لهم خبرات في هذا المجال (المشروعات الزراعية الكبري)، خاصة من السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن، فضلاً عن جنوب أفريقيا.هل أنتم على تنسيق وتواصل مع الجانب البحريني بخصوص المشروع؟ - نحن على تواصل أسبوعي وتنسيق مستمر مع الأخوة البحرينيين من جانب ومع الجهاز الاستثماري في السودان للوقوف على كل المعوقات والمشاكل المحتملة والسعي الجاد لتذليل العقبات التي تطرأ أياً كان نوعها، هنالك اتصال شبه يومي لمتابعة آخر خطوات دراسة الجدوى حتى تنتهي في الوقت المحدد والأهم من ذلك فإن القيادات السياسية في البلدين تبدي اهتماماً بالغاً وجدية كبيرة في متابعة تنفيذ المشروع الذي سيعود بالنفع للبلدين ويساهم في تطور علاقات البلدين الشقيقين.كم يبعد مشروع دولة الإمارات العربية المتحدة في السودان عن المشروع البحريني؟- المشروع الإماراتي مجاور تماماً لـ «خيرات البحرين» وموقع المشروعين يتمتع بكثير من المزايا، إذ يقع المشروع بالقرب من الطريق الرئيسي الرابط بين منطقة الإنتاج وميناء التصدير في مدينة بورت سودان شرق السودان، وعلى مقربه من النيل ومن مطار مروي الدولي، إلى جانب أن المنطقة تتوفر بها كافة الخدمات من كهرباء وماء فضلاً عن تمتعها بالخصوبة اللازمة لإنتاج كافة المحاصيل.بعض أفراد الجالية السودانية يشكون من الرسوم القنصلية العالية بالسفارة.. ما قولكم؟- بطبيعة الحال فإن مسألة رسوم المعاملات القنصلية هذه مسألة مركزية وتحددها وزارة المالية في السودان وفقاً لدراسات وتقديرات معينة ومن ثم تعمل بها مختلف السفارات في العالم، وليس لنا حق نقصها أو زيادتها، وفي حال تمت المقارنة بينها وبين الرسوم القنصلية لسفارات دول أخرى تجدها تقل عنها وبالتالي هي معقولة.ما هي الخطوات التي اتخذتموها لمعالجة المآسي بشأن استخراج الجواز الإلكتروني؟- ربما لقلة عدد السودانيين في البحرين لم تقرر إدارة الجوازات والهجرة في السودان إرسال ضابط مقيم بالبعثة رغم مطالباتنا المتكررة، حيث إن وزارة الداخلية في الخرطوم تتعامل مع هذا الأمر وفقاً لمعايير معينة، لذلك فنحن في البعثة نقوم بحلول مؤقتة تساعد المواطنين السودانيين في استخراج الجواز وذلك من خلال الطلب من الجهات المتخصصة إرسال بعثات مخصصة تقيم في البحرين لفترة ولو محدودة يستفيد منها كل المواطنين في تكلمه إجراءاتهم القنصلية والهجرية، وحالياً نحن في تواصل مستمر مع رئاستنا للإسراع بإرسال هذه الفرق الهجرية إلى البحرين.عضوية النادي السوداني تبلغ فقط حوالي 90 عضواً ولا تشمل جميع الجالية.. لماذا تستفيد مجموعة قليلة من دعم المسؤولين الزائرين دون بقية الجالية؟.- أولاً: ليس صحيحاً أن الحكومة السودانية تصرف على النادي السوداني إنما يتم الصرف على أنشطته من اشتراكات الأعضاء. ثانياً: لابد من توضيح بعض الحقائق، إذ لا يوجد جسم موحد أو منتخب يمثل كل الجالية السودانية الموجودة في البحرين، والنادي حسب القانون البحريني نادٍ اجتماعي ثقافي مسجل عند الجهات البحرينية وفقاً للوائح والنظم البحرينية لعضوية محددة وتلتزم باشتراكات شهرية، وبالتالي فهو نادٍ وليس تنظيماً للجالية السودانية بالبحرين بالمعنى العام وبالتالي فإن النادي للأعضاء المشتركين فقط، فهو مكان يلتقي فيه أبناء السودان (الأعضاء) ونحن كسفارة نتعامل مع أي وجود أو تجمع سوداني ونتعامل مع النادي كمكان يجتمع فيه عدد من أبناء السودان وتقام فيه المناسبات والسفارة من واجبها تشجيع الوجود السوداني في اتخاذ مقرات للتلاقي مثل الأندية وغيرها.
970x90
970x90