كتب – حذيفة إبراهيم:
كشف الوكيل المساعد لشؤون المستشفيات د. أمين الساعاتي عن أن اجتماعات تجري حالياً لبلورة فكرة الاستفادة من الأطباء الاستشاريين المتقاعدين، وذلك بما لا يتعارض مع قوانين ديوان الخدمة المدنية، ويحقق الاستفادة القصوى لجميع الأطراف، فيما أشادت رئيسة جمعية الأطباء د. مها الكواري بفكرة الاستفادة من الأطباء الاستشاريين المتقاعدين، مؤكدة أنها فكرة ضرورية ومهمة للبحرين ومطبقة في العديد من دول العالم.
وقـــــال الساعاتـــــي إن الأطبــــــاء المتقاعدين لديهم خبرة كبيرة بسبب السنوات التي أمضوها في العمل بالميدان الطبي، مما يجعل الاستفادة منهم أمراً ضروري للبحريــــن، مضيفــــاً «سنكــــــون سعيدين إذا استطعنا الاستفادة من بعض الأطباء الاستشاريين المتقاعدين، ونعمل حالياً على نظام للاستفادة منهم، وذلك وفق قوانين وضوابط معينة بما لا يتعارض مع قوانين ديوان الخدمة المدنية في ذلك المجال».
وأكد أنها تجربة قديمة في البحرين، حيث هناك العديد من الأطباء الذين تقاعدوا وتم الاستفادة منهم بدوام جزئي، خصوصاً في التخصصات النادرة، مستطرداً بأنه لا يمكن نسيان الأطباء الكفاءة الموجودين في المستشفى قيد الخدمة.
وبين أن معدل الأطباء المتقاعدين سنويــاً هـــو 3 – 4 أطباء في العـــام الواحد، ويجب الاستفادة منهم.
وبخصوص تأثير ذلك القرار على «فصل الطب العام عن الخاص»، قال الساعاتي «لا نريد التسبب بالربكة لفصل القطاعين، لكننا نريد بلورة رؤية كاملة لذلك الموضوع بشكل جيد».
وأشار إلى أنه يجري حالياً دراسة الخيارات المتاحة لتطبيق هذا النظام، وهل سيتم إعطاؤهم «مجموعة كاملة من المهمات، مقابل مبلغ معين» أم غيرها، مشدداً على أن الرؤية لا تزال غير مكتملة في ذلك المجال.
من جانبها، قالت رئيسة جمعية الأطباء: من الضروري تطبيق نظام معين يتم الاستفادة فيه من الأطباء الاستشاريين المتقاعدين، مشيرة إلى أن الطبيب «ليس كأي موظف» يتم إحالته إلى التقاعد.
وأضافت أن الطبيب الخبير هو الأفضل ويجب الاستفادة منه في الوطن، في ظل قدرته على العطاء، حيث ما سيقدمه للطب سيكون مفيداً جداً.
وتابعت «طالبنا سابقاً كجمعية أطباء أن يتم تأخير سن التقاعد للطبيب بشكل اختياري، حيث له الحق في ذلك، والتمديد الذي يجري حالياً لبعض الأطباء يتم «بالواسطة»، وهو ما يفقده الجدوى منه».
وبينت أن الاستفادة من الأطباء بنظام الدوام الجزئي أمر ممكن، وهو سيفيد في التقدم بقرار «فصل الطب العام عن الخاص»، في ظل نقص الخبرات الذي من الممكن أن يحصل في حال خروج بعض الأطباء إلى القطاع الخاص».
ونوهت إلى أن طرق الاستفادة من الأطباء كثيرة ويجب أن تراعـي مصلحة الطبيب والمؤسسة التـــي يعمل بها، ويحقق أقصى استفادة من ذلك، وهو مطبق عالمياً.
وأشارت الكواري إلى أن الجمعية لا تمتلـــــك أي إحصــــــاءات حــــــول المتقاعديـــــن الموجوديــــن فـــي البحرين، إلا أن الأطباء البحرينيين بشكل عام بدؤوا في ستينات القرن الماضي، مما يجعل تجربة البحرين فتية في الأطباء.
وقالت إنه ليس شرطاً أن يبقى الطبيب المتقاعد بدوام كامل في المستشفى، حيث من الممكن أن يكون بهيئة استشارية أو يتم الاتصال به عند الحاجة أو غيرها من الطرق، مشيرة إلى أن الاستفادة من الطبيب ستعود عليه بنفع معنوي ومادي على حد سواء.
وأكدت أن الجمعية تدعم قرار فصل الطب العام عن الخاص، وفكرة عمل الأطباء بصورة جزئية أمر سيحل العديد من الإشكالات ويدفع إلى حله، مشددة على ضرورة أن يكون النظام محكماً، ولا يتم استغلاله بشكل سيء من قبل بعض الأطباء ضعاف النفوس في المخالفات المرتكبة حالياً وفي التجاوز على النظام والطوابير.
وكـــان مجلـــس الـــوزراء البحرينـي بحث في جلسته الأحد الماضي فكرة الاستفادة من خبرات الأطباء الاستشاريين المتقاعدين، بينما أجــل صاحب السمو الملكي الأميـــر خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء تنفيذ قرار فصل الطب العام عن الخاص للمزيد من الدراسة في مارس الماضي.