دعا رواد مجلس الدوي إلى أهمية عقد الندوات التي من شأنها تحصن الداخل البحريني وفي الوقت ذاته تعاضد حراك القيادة في مواجهة التهديدات الإيرانية الخبيثة.
وطالبوا، خلال الندوة التي أقيمت بالمجلس، وأدارها د.عبد القادر المرزوقي، بحضور كل من النائب محمد الجودر ود.علي بوفرسن، والنائب السابق ناصر الفضالة، وعيسى العربي أمين عام الفدرالية العربية لحقوق الإنسان، بضرورة أخذ زمام المبادرة في التصدي لكل من يحاول العبث بسيادة البحرين ودول المنطقة.
من جانبه، قدم النائب محمد الجودر خلفيات تاريخية للمؤامرات الإيرانية على البحرين، وبداياتها الأولى، مشيراً في ذلك إلى العام 1919 عندما طالب البرلمان الإيراني بوضع ممثلين عن البحرين من ضمن محافظات إيران على اعتبار أن البحرين تابعة لإيران، وفي عام 1922 صادرت إيران جوازات سفر بعض البحرينيين عند زيارتهم لها، مدعية السلطات الإيرانية أن البحرينيين ليسوا بزوار وإنما هم في بلدهم وسلمتهم جوزات سفر إيرانية، ولم يكتفوا بذلك بل في عام 1934 اعترضت إيران على إبرام البحرين عقداً مع شركة أجنبية للتنقيب عن النفط بحجة أن البحرين لم تستشرها وتأخذ الموافقة منها.
وأشار إلى مقولة لا حقوق بلا أمن مقولة صحيحة على اعتبار أن الدول التي تفتقد الأمن في الوقت الحالي كالعراق وسوريا لا يمكن لشعوبها أن تطالب بالحقوق في ظل ما يحدث فيها من انتهاك للحقوق في جميع مناحيها الإنسانية والسياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، ودعا إلى أولوية إرساء الأمن والاستقرار ثم المطالبة بالحقوق.
وفي السياق نفسه، نوه عيسى العربي الأمين العام للفيدرالية العربية لحقوق الإنسان إلى أن الركيزة الأساسية لحقوق الإنسان في البحرين هو المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، لافتاً إلى الأحداث المؤسفة التي حدثت في 2011 بينت بشكل كبير حجم المؤامرة على المملكة.
بعدها، تناول المتحدثون موضوع التدخلات الإيرانية من وجهة نظرهم الخاصة، فيما كانت هناك مداخلات عديدة أثرت الندوة، وأكدت في مجملها على أهمية تداول ومناقشة كل المهددات التي تستهدف البحرين ودول الخليج العربية الشقيقة والعالم العربي والإسلامي، من أجل تحصين المجتمعات ورفع مستوى توعية المواطنين للوقوف بقوة ضد كل التحديات التي تستهدفهم في أرضهم ومكتسباتهم وتاريخهم ومستقبلهم.
وفي ختام الندوة قدم المتحدثون تقديرهم لمجلس الدوي، لافتين إلى جهود مجلس الدوي في محرق العز وفعالياته المتنوعة والمستمرة للدفاع عن الثوابت الوطنية بشكل أسبوعي، جهود تضاهي وربما أكثر من كل الجمعيات السياسية الحالية في الساحة البحرينية، وحتى أصبح مؤسسة ثقافية واجتماعية كبيرة لها دورها المتنامي في البحرين.
ومن جانبه، ثمن صاحب المجلس إبراهيم الدوي المشاركة الفاعلة للنواب والمشاركين في الندوة مساهمتهم الكبيرة في مناقشة موضوع الساعة محلياً وإقليمياً ودولياً التدخلات الإيرانية في البحرين ودول المنطقة، مشيداً بمستوى الحوار والنقاش، وهذا إن دل إنما يدل على مدى اهتمام المواطنين بقضاياهم الهامة والحرص على مناقشتها وسط حرية التعبير التي كفلها الدستور وهي من ضمن الإصلاحات القيمة للمشروع الإصلاحي لجلالة ملكينا المفدى.
وأكد الدوي أن المجلس سيواصل مناقشة كافة القضايا التي تهم المواطنين وتهم البحرين والمحيط الخليجي العربي والإسلامي، بالتعاون مع أصحاب الفكر والثقافة والمعرفة والإبداع في كافة المجالات.