كتبت - سلمى إيهاب ونورهان طلال:
أكد مشاركون في جائزة البحرين للروائيين الشباب (24 ساعة) أن ضيق الوقت كان عاملاً إيجابياً دفعهم للكتابة والإبداع، فيما طالب آخرون بزيادة الساعات وعدد الصفحات، مشيرين إلى أن اختيار حلبة البحرين الدولية موقعا للمسابقة باعتباره مكاناً منعزلاً،كان اختياراً موفقاً جداً، وقالوا «هم كانوا يتسابقون بالسيارات ونحن نتسابق بالكتابة».
واستطاع 21 متسابقاً في مسابقة «الوطن» لجائزة المبدعين الشباب في مجال كتابة الرواية خلال 24 ساعة من أصل 24 اجتياز شرط الـ60 صفحة بعد أن أمضوا يومي الجمعة والسبت (12 ساعة لكل يوم) في كتابة رواياتهم. وكتب المشاركون 1532 صفحة بواقع ربع مليون كلمة.
وتمنى المشاركون، في تصريحات لـ»الوطن»، تكرار مثل هذه التجارب في جميع المجالات الشبابية ليتولد في المجتمع البحريني كفاءات جيدة وقدرات كبيرة مشرفة.
وأجمع المشاركون على فخرهم الشديد بأنفسهم وأنهم استطاعوا الانتهاء من رواية كاملة في 24 ساعة. معبرين عن شكرهم لجميع المنظمين في هذه المسابقة لما بذلوه من جهود لتوفير كافة وسائل الراحة والهدوء لهم وتحفيزهم المستمر.
ضيق الوقت عامل إيجابي
قال المتسابق صلاح عبد الرحيم إنه راضٍ تماماً عن أدائه حيث انتهى من روايته بـ 62 صفحة رغم عدم توقعه الوصول لهذا العدد تحت ضغط الوقت. إضافة إلى أنه قبل ساعتين من انتهاء الوقت المحدد للمسابقة كان متبقي عليه 14 صفحة حتى يصل لعدد الصفحات المشروط إلا أنه استطاع التغلب على نفسه وتعدى عدد الصفحات المطلوبة.
وأشار إلى أنه كان يفضل أن يتم تحديد عنوان معين للرواية في وقت المسابقة أو إخبارهم قبل موعد المسابقة بوقت كاف أن العنوان سيكون مفتوحاً.
وأكد أنه من خلال تلك المسابقة استطاع أن يحدد مستواه الأدبي وقدرته على إنجاز مهمته تحت ضغط الوقت.
فيما أكدت مروه سلطان أنها لم تتوقع أن تنجز 61 صفحة في الوقت المحدد خصوصاً وأنها كانت محبطة في بداية اليوم الثاني لأنها حتى الساعة الثانية ظهراً كان لديها 30 صفحة فقط، ولكن كان لديها من العزم ما يجعلها تصل لهذا العدد.
وأشارت إلى أن التنظيم كان رائعاً وإن كان للمسابقة نسخة ثانية فستكون من أول المشاركين. وترى أن ضيق الوقت كان عاملاً إيجابياً جعلها تكتب وتبدع الكثير.
زيادة الساعات وعدد الصفحات
ويرى عبد الرحمن الرفاعي أن عدد الصفحات لم يكن هدفاً مهماً بالنسبة له وإنما الأهم هو المضمون القوي واستطاع أن يتفوق على نفسه في هذه المسابقة وينتظر أن يعرف هل استطاع أن يتفوق على منافسيه أم لا.
واعتبر عامل الوقت وعدد الصفحات من أهم مميزات المسابقة ولكن إذا كانت عدد الساعات 36 مع زيادة عدد الصفحات إلى 100 صفحة كانت ستكون المسابقة أفضل.
ومن جانبه، لم يكن محمد مصطفى راضياً عن أدائه في المسابقة لأنه لم يصل لعدد الصفحات المطلوبة ولكنه يرى أن التجربة ناجحة بشكل عام ولم يخسر بل كسب شرف التعرف على الروائيين الشباب وعرف أن البحرين مليئة بالروائيين والمبدعين.
وأكد أن من أهم إيجابيات المسابقة إنه كانت لديه الحرية الكافية للتحرك والتحدث مع الآخرين دون أي قيود من المنظمين.
وأشار محمد مصطفى إلى أن يتم توسيع مجال الفئة العمرية في النسخة الثانية وأن يتم إعطاء مساحات أكبر لكل متسابق.
وعبرت عبير علي أحمد في نهاية يومها الشاق عن مدى شعورها بالفرحة التي اقتحمت وجدانها لإنجازها رواية من 67 صفحة في غضون 24 ساعة.
وقالت «حسيت إني وضعت كياني في القصة واندمجت في كل تفاصيلها» مندهشة من كتابة رواية نتاج أفكارها الخاصة.
واستمتعت جداً عبير بالتجربة متمنية أن تكرر التجربة مرة أخرى معبرة عن مشاعرها قائلة «حزينة أن التجربة انتهت» فالأجواء الجميلة لا تعوض إلا نادراً، فخورة بمعرفة أصدقاء جدد واكتسبت خبرات جديدة.
وأشارت عبير إلى مكان المسابقة الذي اعتبرته بمثابة بيتها الثاني لألفة الأجواء بداخله حيث إنها لم تتوقع تخطي 65 صفحة ولكن لارتياحها الشديد باتت الأفكار والأحداث تتسلسل وكانت صعوبة الكتابة في نهاية الرواية.
وأضافت عبير «أخص بالشكر الأهل والأقارب والأصدقاء خاصة والدي وصديقتي نور التي كان حماسها يفوق حماسي وكانت دائماً تساندني لحظة بلحظة في أوقات استراحتي تدعمني بكلماتها المحمسة فتدفعني إلى الكتابة بقوة مرة أخرى وترجع الطاقة لي مرة أخرى».
كما إنها احتفلت بإنجازها لهذه الرواية في عشاء خاص مع الأهل بالخارج.
جو الحلبة والعزلة عن المدينة
وتوقع صالح يوسف أن يصل للعدد المطلوب ولكن ليس بالمستوى المطلوب فما سيكتبه سيكون بمثابة «الحشو» على حد قوله، لكنه استطاع أن يصل لمضمون قوي وعدد صفحات مرضٍ بالنسبة له ولتوقعاته.
وأشار إلى أن المنظمين للمسابقة وفروا كل سبل الراحة، مؤكداً أن اختيار جو الفورمولا وأنه مكاناً منعزلاً عن المدينة لإقامة المسابقة كان اختياراً موفقاً جداً، وقال «هم كانوا يتسابقون بالسيارات ونحن نتسابق بالكتابة».
أما ولاء الحميدي فكانت تفضل اختيار مكان أكثر هدوءاً حتى لا يتم التشويش أو قطع حبل أفكارها.
ووصلت ولاء الحميدي لـ79 صفحة وهو ما كانت تتوقعه منذ بدء المسابقة، وراضية تماماً عما كتبته وعن فكرتها ومحتواها.
وترى أن انتهاءها من هذا العدد في 24 ساعة يعتبر «انجازاً عظيماً» مما يجعلها فخوره بنفسها.
وذات الرأي قالته عائشة الشيخ التي قالت إن مكان المسابقة كان غير موفق حيث إنه كان «مزعجاً» نوعاً ما.
وكانت تفضل أن يكون توقيت المسابقة في وقت أفضل كإجازة منتصف العام أو نهايته لأنها كطالبة طب وضعت تحت ضغط شديد بسبب توقيت المسابقة.
وترى عائشة الشيخ أن التجربة كانت ممتعة ومميزة ولها نكهتها الخاصة وهي فخورة بما أنجزته، إضافة لرضاها التام عما قدمته في المسابقة.
«طقطقة» «الكيبورد» وترني
ورفضت المتسابقة بدور الكلداري التي أنهت يومها الأخير بـ 48 صفحة التعبير عن شعورها وانطباعها بعد سماعها صفارة النهاية لعدم وصولها إلى العدد المطلوب، قائلة: «أعتبر انطباعي شخصي لأني قدمت للمسابقة لتحدٍ شخصي»، مؤكدة أن الوقت كان كافياً جداً ولا تلم أحداً.
وقالت مروة القانع «توقعت أن أنجز أكثر» فجو «طقطقة» الكيبورد وترني قليلاً ومنع وصول الإلهام لي الذي لا يأتي بسهولة وصعوبة استحضاره في أي وقت لهذا السبب تعتقد أنها لم تتمكن من الكتابة والتعبير بالصورة التي رسمتها في مخيلتها قبل قدومها للمسابقة موضحة أنها لم تفرغ كل طاقاتها كما كانت آملة متمنية اختيارها من المرشحين العشر.
وأكدت المتسابقة أمل الشيخ فرحتها بإنجاز الرواية في 63 صفحة رغم أن طموحها الوصول إلى عدد أكبر من الصفحات قائلة: «كنت حاطة 65 صفحة بس الأمر طلع أصعب مما كنت أتخيل» وعلى ذلك فهي راضية تماماً بما قدمته موجهة كل الشكر إلى القائمين على هذه المسابقة ومنظميها متمنية أن تُكرر هذه المبادرة والاستضافة لفعاليات شبابية مماثلة ومتنوعة في جميع المجالات لاكتشاف المواهب البحرينية الشبابية الدفينة.
وأضافت إلهام عفيفي شعورها بالإنجاز والحماس لإكمالها الرواية في غضون 24 ساعة حيث إنها لم تتوقع إنجاز هذا الكم من العدد فارتياحها في المكان جعلها تسترسل في الأحداث متمنية اختيارها من العشر الأوائل المرشحين للجائزة لاقتناعها بمدى مناقشة روايتها قضية مهمة تمس المجتمع.
ووجهت شكرها لفريق «الوطن» وحلبة البحرين الدولية لاستضافتها مثل هذه الفعاليات وهذا النوع من المسابقات.
وعبرت المتسابقة زينب حسين عن شعورها بعدما انتهت من كتابة الرواية قائلة: «شعرت إني كنت تحت ضغط لولاه لما نتجت عني هذه الرواية» فكان الإصرار والحماس يملأها مروراً مع الوقت.
وأكدت أن هذه التجربة لن تُنسى من التاريخ كما إنها نصبت أمام أعينها مقولة باتت دائماً تسمعها من دكتورتها بالجامعة «على الرغم من الصعوبات أبدعوا لتجدوا أنفسكم منجزين».
وانفردت عبير مفتاح برأيها وروايتها التي توقفت عن كتابتها وأكملتها عند الصفحة 28 مقتنعة تماماً إنها اكتملت من كل عناصرها وحذافيرها مؤكدة على عدم حشوها للرواية فقط لتصل إلى العدد المطلوب. ووجهت شكرها لـ «الوطن» لجعلها في غضون 12 ساعة تُبدع وتنتج رواية مكتملة متطلعة أن تنفذها تمثيلية تلفزيونية إن لم يسعها حظها بالفوز. وأكدت أنها أسعد متسابقة بهذه التجربة ولا يوجد من يفوق سعادتها.
وأكد سعد الكواري عن اقتناعه التام بالمحتوى الذي قدمه في روايته دون اكتراثه إلى عدد الصفحات التي أنجزها مؤكداً على شعوره بالفرحة العارمة لتخطيه 60 صفحة. وأضاف أنه يتمنى تكرار هذه الفكرة والمبادرة ويكون هناك نسخة ثانية من المسابقة موجهاً جزيل شكره إلى «الوطن» والفريق المنظم على جهودهم المباركة لنقل هذا الحدث في أجمل صورة وعملهم على تهيئة أحلى الأجواء لمساعدتنا على الاندماج في التجربة سعيداً باختلاطه بالفريق المنظم وتعرفه عليهم عن قرب.
وقال الكواري عند وصوله أرض المسابقة متأخراً قليلاً: «ذهبت إلى المستشفى لإحضار عذر طبي لتقديمه إلى الدكتور في الجامعة لإعادة امتحان منتصف الفصل لي الذي «طوفته» من أجل المسابقة».
الشروط أعلى من سقف التوقعات
وعبر عبدالله إلهامي عن انطباعه الذي اتسم بالسعادة لإنجازه رواية مكتملة في غضون 24 ساعة وكان لديه توقع بأن يتخطى هذا العدد ولكن كان إحساسه الداخلي بعدم انحصار الكتابة في قدر معين من الكلمات.
وشعر إلهامي بمدى صعوبة الوصول إلى هذا العدد من الصفحات لأن الشروط كانت أعلى من سقف توقعاته والذي وصل إليه محاولاً وجاهداً أن يُكمل 60 صفحة في الوقت المشروط.
تمنى عبدالله أن رسالته من الرواية تصل كما هو متخيل ويتوقع أن القصة جيدة، متمنياً أن يتم ترشيحه من العشر الأوائل للجائزة. ووجه جزيل شكره للقائمين على الجائزة ويتمنى تكرار مثل هذه التجارب في جميع المجالات الشبابية ليتولد في المجتمع البحريني كفاءات جيدة وقدرات كبيرة مشرفة.
وأعربت هبة حبيب عن مدى فخرها بنفسها لإكمال روايتها خلال يومين مجزئين على 12 ساعة منكرة أسلوبها الذي كتبت به في الرواية قائلة: «هاي مو أسلوبي ولكن في الأخير كنت مستعجلة» تمنت أن يُمدد الوقت لتنتج بشكل أفضل خاصة وأن فكرة روايتها قوية تحتاج إلى تنظيم وترتيب في الأفكار أكثر ومتسع من الوقت أكبر. وأبدت شكوكها في انتقاء روايتها من العشر الأوائل المرشحين للجائزة لضعف أسلوبها من وجهة نظرها ولكن هذا يعتبر إنجازاً أنها أكملت 60 صفحة في 12 ساعة خاصة بعد خروجها من أرض المسابقة في اليوم الأول مبكراً. لم تُحبط هبة بل واصلت ليلتها في الخروج مع أصدقائها بعد المسابقة على الرغم من تعبها لكن فرحتها كانت أقوى مما أثر عليها في اليوم التالي وتغيبت عن الجامعة لعدم مقدرتها على الصحيان مبكراً.
وأشار عبدالله الرميحي إلى ضيق الوقت الذي لم يسعفه من إكمال ومراجعة وتعديل روايته بشكل كامل حيث إنه ترك جزءاً منها بـ «العامية» لضيق الوقت مضيفاً أنه سعيد بهذه المشاركة الفريدة من نوعها التي أضافت الكثير في حياته وذاكرته فمعرفته عن قرب بفريق «الوطن» أضاف له فخراً كبيراً وتعرفه على أصدقاء جدد أسعده كثيراً وأخص بالشكر رئيس تحرير «الوطن» يوسف البنخليل لقيامه وحرصه على تهيئة أفضل الأجواء للمتسابقين لتقديم أكبر قدر عندهم من إبداعهم وأفكارهم.
وواصل الرميحي سهرته مع رفاقه لمناقشة ما كتبه في الرواية ومشاركة أحاسيسه وتبادلها مع أقرب الناس إليه دون تأثير وقت المسابقة على أي التزامات مسبقة له مؤكداً على ترتيب أموره جيداً حيث لا يوجد شيء يؤثر على شيء آخر ويعطي كلاً منه حقه.
أما المتسابقة فاطمة طلال التي تميزت بأكبر عدد من الصفحات التي تم إنجازها خلال 24 ساعة اتسمت ملامح وجهها بالقلق والتوتر دون غيرها من المتسابقين متمنية الفوز لأنها تعبت كثيراً في الكتابة وتفريغ كل هذا الكم من الأفكار التي رأت إن كان لديها متسع من الوقت لكتبت أكثر لكن خوفها من إفلات العيار من يدها وعدم إلمام القصة في الوقت المشروط أجبرها على التوقف عند هذا الكم حيث إنها اختصرت كثيراً في أحداثها مما جعلها تشعر بالخوف لتأثير هذا العامل على قوة روايتها. وأضافت فاطمة «عجبتني جداً التجربة فالتحدي كان مميزاً وعلى كثرة تعبي لم يتوقف نشاطي فكانت لدي طاقة كبيرة في التحدث عن أفضل لحظات حياتي التي عشتها في هذه التجربة» ولتعلقها بالتجربة استيقظت اليوم التالي مبكراً لتعودها في يومين الاستيقاظ في هذا الوقت للذهاب إلى أرض المسابقة.
ووجهت جزيل شكرها إلى كل من شارك ولو بجزء قليل لإتمام هذه المسابقة في أحلى صورها من أصغر عامل إلى أكبر مبادر لاستضافة هذا الحدث النادر من نوعه وأخصت بالشكر إلى والديها وأصدقائها الذين دعموها كثيراً وانهالوا بدعواتهم لها في صلاتهم.