عدلت المحكمة الكبرى الصغرى الشرعية المستعجلة «الجعفرية»، أوقات زيارة الأب لطفله والمقضي بها بالحكم سابقاً بتقليصها ليوم واحد بدل يومين ولمدة ساعتين فقط نظراً للحالة الهستيرية وتدهور الوضع النفسي لطفل بحريني بعد كل زيارة لوالده.
وقالت وكيلة الأم المحامية هدى الشاعر، بأن موكلتها كانت على ذمة الخصم وأنجبت منه على فراش الزوجية طفلاً واحداً يبلغ من عمره الآن 6 سنوات، ومن شدة الشقاق افترق الأب والأم بمحل الإقامة، وبقي الطفل بحضانة الأم.
وصدر حكم من المحكمة الصغرى الشرعية الأولى «الجعفرية» يلزم موكلتها بتمكين الأب من رؤية ابنه يومي الجمعة والسبت كل أسبوع من الساعة 4 حتى 7 مساء دون المبيت.
ونفذت الأم الحكم، والسماح للأب برؤية ابنه، لكنها لاحظت في الفترة الأخيرة انتكاس حالة طفلها بعد كل زيارة للأب في المركز الاجتماعي، وتأزم حالته النفسية ما يشكل خطراً داهماً ومحدقاً بالطفل.
وقالت الشاعر «إن الطفل بعد كل زيارة يصبح حاد الطباع وعصبياً، وهو أمر دفع الأم للجوء للطبيب النفسي لمعرفة ما يمر به طفلها، ناهيك عن أن الطفل بدأ يصدم رأسه بمقاعد السيارة بشكل هستيري بعد كل زيارة ويكرر بأن والده سيأخذه من المدرسة، فاضطر الطفل للتغيب عن المدرسة عدة أيام خوفاً من أخذ والده له أثناء الفترة الدراسية».
وأكدت أن «التقرير الوارد في لائحة الدعوى المتعلق بحالة الطفل وما آلت إليه وخطورة ما ستؤول إليه نفسية الطفل مستقبلاً في حين لم يتم تدارك المسألة بتوفير البيئة المناسبة لنشأته واستكمال علاجه».
وقالت الشاعر «لما كان من المقرر شرعاً أن لكل من الأبوين الحق في رؤية صغيره سواء كان في يد حاضنته أو في يد من هو صاحب يد عليه، بالاتفاق بين صاحب الرؤية ومن بيده الصغير، وإن تعذر عليهما الاتفاق على تنظيم الرؤية نظمها القاضي في مكان وزمان لا يقع على الصغير فيه ضرر جسدي أو نفسي أو مادي حيث استقر العمل القضائي على مبدأ إيلاء المحضون المصلحة الفضلى كون النظام الإسلامي للحضانة شرع لمصلحة المحضون وتقدم على مصلحة الحاضن».
وذكرت أن ركن الاستعجال يتجسد في الضرورة الملحة لدفع الضرر الحاصل بالطفل من جراء استمرارية تنفيذ الزيارة على النحو المقضي به في الحكم السابق وما من شأن استمرار تنفيذ الحكم من إلحاق ضرر إضافي بسلامة الطفل النفسية. وبناء على ذلك قضت المحكمة بصفة مستعجلة بتعديل وقت الزيارة للولد ليكون يوم الجمعة من الساعة العاشرة صباحاً إلى الساعة 12 صباحاً من ذات اليوم من كل أسبوع ويكون داخل المركز الاجتماعي الأقرب لمنزل الأم.
وعقدت المحكمة برئاسة الشيخ حسن بن الشيخ أحمد العصفور وبحضور أمين السر عدنان جعفر محمد هاشم.