عواصم - (وكالات): أعلنت موسكو أن مقاتلات روسية قصفت مواقع في سوريا انطلاقاً من إيران للمرة الأولى في حين تستمر المعارك للسيطرة على مدينة حلب، بينما نددت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» باستخدام الطائرات الحربية السورية والروسية وبشكل متكرر أسلحة حارقة ضد المدنيين في محافظتي حلب وإدلب شمال وشمال غرب سوريا، واصفة الهجمات بأنها «مشينة». وبهذه الغارات تكون روسيا أعلنت للمرة الأولى أنها تستخدم قاعدة في بلد شرق أوسطي غير سوريا منذ بدأ الكرملين حملة الضربات الجوية دعماً لحليفه الرئيس بشار الأسد في سبتمبر الماضي.ميدانياً، أعلنت مصادر مقتل 63 شخصاً بغارات للنظام وروسيا على حلب وأرياف حمص وإدلب ودير الزور، بينما قصف حي الزبدية شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة بمادة الفسفور الحارق المحرم دولياً. وتشهد مدينة حلب ومحيطها منذ أسبوعين معارك يحشد فيها طرفا النزاع آلاف المقاتلين هي الأكثر عنفاً منذ عام 2012، تاريخ انقسامها بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة قوات النظام. ومع تصاعد وتيرة المعارك في حلب، يزداد القلق على مصير مليون ونصف مليون مدني موجودين في المدينة بينهم 240 ألفاً في الشطر الشرقي الذي تسيطر عليه المعارضة.وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان «أقلعت أمس قاذفات «تي يو-22 ام3» و»اس يو-34» مسلحة من مطار همدان في إيران وقصفت أهدافاً للجماعتين الإرهابيتين «داعش» وجبهة النصرة في مناطق حلب ودير الزور وإدلب». وأضافت الوزارة أن الضربات أتاحت تدمير «5 مخازن كبرى للأسلحة والذخائر» ومعسكرات تدريب في دير الزور وسراقب في ريف إدلب والباب، المدينة التي يسيطر عليها «داعش» في منطقة حلب. واستهدفت الطائرات الروسية ايضاً 3 مراكز قيادة في مناطق الجفرة ودير الزور ما أدى إلى مقتل «عدد كبير من المقاتلين» بحسب البيان. وعبر شن غارات من إيران، تختصر المقاتلات الروسية البعيدة المدى، بشكل كبير الوقت الذي يلزمها للوصول إلى سوريا، بعدما كانت تقلع في الآونة الأخيرة من قاعدة جنوب روسيا. وقال المحلل بافل فيلغنهاور «إنها خطوة جديدة في الحملة العسكرية الروسية في سوريا». وأضاف «استخدام القاعدة يعطي روسيا تقدماً تكتيكياً لأن قاذفاتها الثقيلة يمكنها نقل قذائف أكثر بكثير إذا كان وقت طيرانها أقل» معتبراً أن الاستراتيجية ستنطوي على إلقاء «عدد هائل من القنابل». وتستخدم روسيا طائرات حربية متمركزة في قاعدة حميميم قرب مدينة اللاذقية الساحلية السورية وكذلك سفناً حربية متمركزة في بحر قزوين وغواصة في البحر المتوسط لإطلاق صواريخ عابرة في سوريا. وقال مسؤول روسي الأسبوع الماضي إن بلاده تدرس خططاً لتوسيع قاعدتها الجوية في سوريا لكي تصبح منشأة عسكرية دائمة. وقال مصدر عسكري إن الجيش الروسي أرسل طلبات إلى إيران والعراق لإطلاق صواريخ تعبر مجالهما الجوي. واعتبر الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن موسكو وطهران «تتبادلان الإمكانات والبنى التحتية في إطار مكافحة الإرهاب» كما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. من جهتها، نددت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» باستخدام الطائرات الحربية السورية والروسية وبشكل متكرر أسلحة حارقة ضد المدنيين في محافظتي حلب وإدلب شمال وشمال غرب سوريا، واصفة هذه الهجمات بأنها «مشينة». بدورها، أعربت لجنة التحقيق حول سوريا في الأمم المتحدة في بيان عن «قلقها الشديد حيال سلامة المدنيين» في حلب ودعت إلى إبداء «الاهتمام الفوري والاستجابة» لمعاناتهم. وروسيا وإيران أبرز حليفتين للنظام السوري وتقدمان له الدعم المالي والسياسي والعسكري في مواجهة مسلحي المعارضة في النزاع الذي أسفر عن أكثر من 290 ألف قتيل منذ اندلاعه في مارس 2011. وأعلنت موسكو أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف توجه إلى طهران حيث استقبله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لبحث النزاع السوري بشكل خاص. من جانب آخر، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن موسكو وواشنطن اقتربتا من اتفاق حول تعاون عسكري في حلب، لكن الولايات المتحدة لم تؤكد المعلومات. وقال الدبلوماسي الروسي الكبير في جنيف الكسي بورودافكين إن الجيشين الروسي والأمريكي في خضم عملية «الاتفاق على بعض القضايا العملية الملموسة» بخصوص إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة. من جهة ثانية، تشهد مدينة القامشلي شمال شرق سوريا توتراً كردياً داخلياً على خلفية اعتقال قوات الاسايش أعضاء من حزبين منضويين في المجلس الوطني الكردي الممثل في الائتلاف السوري المعارض، هما حزب الوحدة الكردي «يكيتي» والحزب الديمقراطي الكردي.