عواصم - (وكالات): قتل وأصيب عشرات المدنيين في غارات روسية على مدينة إدلب شمال سوريا، كما سقط ضحايا في حلب وريف دمشق، في حين قالت المعارضة السورية إنها صدت هجمات لقوات النظام السوري والميليشيات على مواقعها جنوب حلب وغربها، في وقت أكدت روسيا أنها لا تنتهك قرار الأمم المتحدة الذي يستهدف إيران، فيما قصف الطيران الروسي لليوم الثاني على التوالي مواقع في سوريا منطلقاً من قاعدة همدان الجوية الإيرانية.
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن استخدام بلاده لقاعدة همدان لا يشكل في أي حال انتهاكاً لحظر الأسلحة أو نقلها الذي يستهدف إيران كما قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية.
وقال «في الوضع الراهن، لم يحصل بيع أو تسليم أو نقل طائرات عسكرية إلى إيران. هذه الطائرات تشارك في عملية لمكافحة الإرهاب في سوريا بناء على طلب السلطات الشرعية السورية وبموافقة إيران».
من جهته، رد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشنكوف أن الضربات الجوية للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في سوريا انطلاقاً من قاعدة انجرليك التركية تتنافى وميثاق الأمم المتحدة.
وقصفت روسيا لليوم الثاني مواقع في سوريا انطلاقاً من قاعدة همدان الإيرانية، قالت إنها تستهدف جهاديين. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان «إن الطائرات كانت محملة بقدرتها القصوى من القنابل».
وهذه الضربات سمحت بحسب الوزارة بتدمير موقعي قيادة ومعسكرات تدريب لتنظيم الدولة «داعش» وكذلك «القضاء على أكثر من 150 مقاتلاً بينهم مرتزقة أجانب».
وقد ضربت روسيا للمرة الأولى أمس الأول أهدافاً في سوريا انطلاقاً من مطار همدان شمال غرب إيران، في خطوة إضافية في إطار التعاون العسكري بين ابرز حليفين داعمين للنظام السوري.
وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها روسيا أراضي بلد آخر للقيام بضربات في سوريا منذ بدء حملتها العسكرية قبل نحو عام.
وبررت إيران استخدام الطيران الروسي لقاعدتها، مؤكدة أنها تتحرك «بما ينسجم مع المعايير الدولية».
وقال علاء الدين بوروجردي رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني أن «الأمر الوحيد الذي يحصل هو أن المقاتلين الروس سمح لهم باستخدام هذه القاعدة لتلقي الإمدادات».
ويرى خبراء أن استخدام القاعدة الإيرانية إضافة إلى قاعدة حميميم الروسية شمال غرب سوريا يمنح موسكو أفضلية تكتيكية ويتيح لها إرسال قاذفات ثقيلة محملة بعدد أكبر من القنابل وتنفيذ الطلعات في وقت قصير نسبيا. من جانبه، انتقد البرلماني وعضو لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه استخدام روسيا لقاعدة همدان العسكرية الإيرانية في شن غارات على مواقع في سوريا، بينما نفى رئيس البرلمان أن تكون بلاده قد منحت روسيا قاعدة عسكرية.
ورفض حشمت الله فلاحت بيشه السماح بوجود قاذفات روسية ثقيلة في قاعدة جوية بمدينة همدان في إيران.
وأكد النائب أن استخدام روسيا للقاعدة الجوية يخالف المادة رقم 146 من الدستور التي تنص على أنه لا يجوز منح أي قاعدة عسكرية إلى أي دولة أجنبية حتى ولو كان ذلك لاستخدامات سلمية. وأشار إلى أن السياسة الخارجية الروسية تختلف عن سياسة إيران الإقليمية والدولية. من جانبه نفى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أن تكون بلاده قد منحت روسيا قاعدة عسكرية، وقال في رد خلال جلسة البرلمان أن تعاون البلدين في المسألة السورية لا يعني إعطاء موسكو قواعد عسكرية.
على صعيد متصل، قال رئيس وزراء العراق حيدر العبادي إن بلاده سمحت منذ أكثر من عام للطائرات الروسية المقاتلة باستخدام المجال الجوي للقيام بعمليات داخل سوريا ضد «داعش». وأضاف العبادي أن العراق أعطى لروسيا ممراً جوياً يبدأ من الحدود العراقية الكويتية والحدود السعودية ثم الحدود الأردنية وصولاً إلى سوريا.
من ناحيته، قال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي لمحاربة «داعش» العقيد كريستوفر غارفر إن روسيا أخطرت الولايات المتحدة بعزمها استخدام قواعد جوية إيرانية لتنفيذ غاراتها داخل سوريا، مشيراً إلى أن الطلعات لن تؤثر على عمليات التحالف.
لكن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر قال إن استخدام روسيا للقواعد الجوية الإيرانية منطلقاً لعملياتها العسكرية في سوريا «قد يعد خرقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2231».