واشنطن - (وكالات): ذكرت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية -نقلاً عن مسؤولين عسكريين أمريكيين- أن نحو 100 ألف مقاتل من الميليشيات الشيعية المدعومين من إيران يخوضون معارك برية في العراق، مما يثير مخاوف من أنهم قد يصبحون قوة أخرى معادية للولايات المتحدة بعد نجاحهم في دحر تنظيم الدولة «داعش».
ونسبت الشبكة الإخبارية في تقرير على موقعها الإلكتروني إلى الكولونيل كريس غارفر -المتحدث العسكري الأمريكي المقيم في بغداد- أن تلك الميليشيات المعروفة باسم «قوات الحشد الشعبي» شهدت زيادة في تعداد المقاتلين في صفوفها ليصل إلى نحو 100 ألف، معظمهم من العراقيين، وذلك منذ بروز تنظيم الدولة في العراق.
غير أن غارفر استدرك قائلاً إن الميليشيات الشيعية في العراق ليست كلها مسنودة من إيران، وإن عدد المقاتلين في صفوف من يحظى منها بدعم إيراني في حدود 80 ألفا، وهو رقم في نظر بعض الخبراء يظل كبيراً لدرجة مقلقة. ومهما يكن من أمر، فسواء كان عدد تلك القوات 80 ألفاً أو مائة ألف، فإن هذه الأرقام تعد أول إحصائيات تقديرية عن المقاتلين المدعومين من إيران، وأحدث دليل على مدى تورط طهران في الحرب بالعراق.
وترى «فوكس نيوز» أن من شأن ارتفاع أعداد هؤلاء المقاتلين أن يشكل خطراً أكبر على الأمريكيين العاملين في العراق، حيث توعدت جماعة واحدة على الأقل مدعومة من إيران في وقت سابق من العام الحالي بمهاجمة القوات الأمريكية المساندة للعراقيين.
على أن ما يثير قلق الجيش الأمريكي أكثر تلك التقارير التي تفيد بأن الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، يتواجد حالياً في منطقة خارج مدينة الموصل استعداداً لشن عملية عسكرية مرتقبة لاسترداد ثاني أكبر المدن العراقية التي ظلت ترزح تحت سيطرة التنظيم المتطرف طوال السنتين الماضيتين.
وبالرغم من الشواهد على وجود عناصر مدعومة من طهران، فإن الكولونيل غارفر علق على ذلك الأسبوع المنصرم بالقول إن «الحكومة العراقية هي التي تتولى مسؤولية الحرب، ونحن هنا لتقديم الدعم لها، وعليه فإن الأمر يعود لها في ما يتعلق بمن تريد أن يشارك في هذه العملية».
ومع ذلك فإن المتحدث العسكري الأمريكي شدد في مؤتمر صحفي أمس الأول على أنه لا يوجد تنسيق بين الولايات المتحدة والإيرانيين، وقال في هذا الصدد «نحن لا ننسق مع الإيرانيين بأي حال من الأحوال، ولا نعمل معهم البتة. على أي حال، تقدمت الحكومة العراقية بالخطة ونحن ندعمها من أجل السيطرة على الموصل».
ونوهت «فوكس نيوز» إلى أن الجنرال سليماني محظور عليه السفر خارج بلده بموجب قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما صنفته الولايات المتحدة عام 2005 إرهابياً، واعتبرته وزارة العدل متورطا في المؤامرة الإيرانية الفاشلة لاغتيال السفير السعودي السابق لدى واشنطن ووزير الخارجية الحالي عادل الجبير بأحد مطاعم العاصمة الأمريكية.
ووصفت القناة الإخبارية فيلق القدس بأنه «الجناح الخارجي» للحرس الثوري الإيراني «المنوط به تقديم الإسناد لوكلائها الإرهابيين عبر الشرق الأوسط».
وألمح رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، في شهادة أدلى بها العام الماضي، إلى أن عدد الأمريكيين الذين لقوا مصرعهم على يد الميليشيات المدعومة من إيران تحت إمرة سليماني بلغ نحو 500 جندي. وقالت «فوكس نيوز» إن الخطر المحدق بالقوات الأمريكية في العراق يظل ماثلا، ففي الشهر الماضي دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره إلى قتل الجنود الأمريكيين. وهددت جماعة «عصائب أهل الحق» الشيعية العراقية عبر قناتها التلفزيونية بأنها ستتصدى للأمريكيين بوصفهم «قوة احتلال»، وذلك «في حال لم تسحب الإدارة الأمريكية قواتها على الفور».
وطبقاً لتقرير أعده معهد دراسة الحرب، فإن تلك الجماعة المسنودة من إيران -التي تعمل تحت إشراف قاسم سليماني- تبنت مسؤولية أكثر من 6 آلاف هجوم ضد القوات الأمريكية في العراق منذ عام 2006.