عواصم - (وكالات): أماطت منظمة العفو الدولية اللثام عن جوانب مرعبة مما يعانيه المعتقلون السوريون في سجن صيدنايا من تعذيب وحشي وضرب مفض للموت، وأكدت أن نحو 18 ألفاً قضوا في سجون نظام الرئيس بشار الاسد منذ اندلاع الثورة في مارس 2011، فيما أعلنت روسيا استعدادها لتطبيق هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في حلب شمال سوريا اعتبارا من الأسبوع المقبل، وقالت إنها تدعم مقترح المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا بشأن ذلك. من جهته دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري للقتال في حلب. ميدانياً، قصف الطيران السوري وللمرة الاولى منذ اندلاع النزاع مناطق تحت سيطرة المقاتلين الأكراد مستهدفاً 6 منها في مدينة الحسكة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، كما نفذت الطائرات السورية والروسية غارات كثيفة على مناطق شمال وشمال غرب سوريا في محاولة لمنع الفصائل المقاتلة من ارسال تعزيزات الى جنوب حلب، حيث تدور معارك عنيفة منذ اسبوعين. ويوثق تقرير «إنه يحطم إنسانيتك: التعذيب والمرض والموت في سجون سوريا»، جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها القوات الحكومية السورية في ذلك السجن.وأحصت المنظمة وفاة 17 ألفاً و723 شخصاً أثناء احتجازهم بين مارس 2011 وديسمبر 2015، أي بمعدل أكثر من 300 شخص شهرياً، مقارنة مع «ثلاثة إلى أربعة أشخاص في الشهر» خلال السنوات العشر التي سبقت الثورة.ويستعيد التقرير تجارب آلاف المعتقلين من خلال استعراض حالات 65 ناجيا من التعذيب وصفوا انتهاكات مروِّعة وظروفا غير إنسانية في الفروع الأمنية التي تشرف عليها أجهزة المخابرات السورية، وفي سجن صيدنايا العسكري بأطراف العاصمة دمشق.وقال معظم المعتقلين إنهم شاهدوا سجناء يموتون في الحجز، وذكر آخرون أنهم احتجزوا في زنازين إلى جانب جثث لمعتقلين.ولخص مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة فيليب لوثر، معاناة المعتقلين منذ لحظة توقيفهم بالقول «كثيراً ما تكون هذه الرحلة مميتة، حيث يكون المعتقل عرضةً للموت في كل مرحلة من مراحل الاحتجاز».وأول ما تحدث عنه المعتقلون الناجون هو ما يسمى «حفلة الترحيب» فور وصولهم إلى مركز الاحتجاز، وهي عبارة عن ضرب مبرح «بقضبان من السيلكون أو بقضبان معدنية أو بأسلاك كهربائية».ونقل التقرير عن سامر -وهو محام قبض عليه قرب مدينة حماة- قوله «كانوا يعاملوننا كالحيوانات (...)، كنت أرى الدماء تسيل بغزارة كالنهر». وأضاف «لم تكن لديهم أي مشكلة في أن يقتلونا».وأثناء التحقيق معهم في فروع المخابرات، يتعرض المعتقلون لشتى أنواع التعذيب التي من بينها الصعق بالصدمات الكهربائية ونزع أظافر الأيدي والأرجل والسلق بالمياه الساخنة. وروت بعض المعتقلات ما تعرضن له من اغتصاب واعتداء جنسي.ويقول عمر المعتقل السابق في صيدنايا، «في فرع المخابرات يكون الهدف من التعذيب والضرب إجبارنا على الاعتراف. أما في صيدنايا، فيبدو أن الهدف هو الموت».وقال سلام عثمان -وهو محام من حلب أمضى عامين في صيدنايا- «عندما أخذوني إلى داخل السجن كان بوسعي أن أشم رائحة التعذيب، إنها رائحة خاصة تمتزج فيها روائح الرطوبة والدم والعرق».وروى كيف ضرب حراس السجن مدربا لرياضة الكونغ فو حتى الموت، بعدما اكتشفوا أنه كان يدرب آخرين في الزنزانة.وفي رواية أخرى، قال عمر إن أحد الحراس أجبر اثنين من المعتقلين على خلع ملابسهما، وأمر أحدهما باغتصاب الآخر، وهدده بالموت إن لم يفعل.وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها عن تعذيب وحشي في السجون الحكومية في سوريا واكتظاظ ونقص في الطعام والرعاية الطبية، إذ سبق لمنظمات حقوقية أن أكدت وجود «أدلة دامغة» على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.وبحسب منظمة العفو الدولية، يُستخدم التعذيب في إطار حملة منظمة واسعة النطاق ضد كل من يُشتبه في معارضته للحكومة من السكان المدنيين، وهو يُعد بمثابة جريمة ضد الإنسانية، ويجب تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة إلى ساحة العدالة.إنسانياً، أعلن الوسيط الأممي لسوريا ستافان دي ميستورا تعليق مهمة فريق المساعدات الإنسانية لسوريا بسبب عجزها عن إيصال المعونات إلى حلب، مؤكداً أن «المساعدات الإنسانية لم تصل أي منطقة بسوريا في الأسبوع الأخير».وكشف أن «المساعدات الإنسانية لم تدخل المناطق المحاصرة في سوريا منذ شهر»، مضيفاً «لم تصل أي مساعدات إنسانية للسكان في حلب منذ أسابيع».واحصت الامم المتحدة 18 منطقة او مدينة محاصرة في سوريا، سواء من القوات الحكومية، او الفصائل المقاتلة والاسلامية. ويعيش تحت الحصار 600 الف شخص. وفي حين لم تتمكن اي قافلة من دخول 17 من المناطق، فان برنامج الأغذية العالمي يواصل في المقابل إلقاء المواد الغذائية من الجو لسكان دير الزور الذين يحاصرهم تنظيم الدولة «داعش». وأسفرت الحرب خلال 5 سنوات في سوريا عن مقتل أكثر من 290 ألف شخص وتشريد الملايين.
970x90
970x90