خديجة عبدالسلام
كشف استشاري الطب النفسي بمستشفى سيرين للطب النفسي د.عبدالكريم مصطفى أن مستشفى الطب النفسي الحكومي لا يحظى بثقة العامة في البحرين لعدم وجود خصوصية للمرضى وللخلط بين المرضى المتدهورين والحالات البسيطة.
وأوضح لـ«الوطن» أن الطبيب بالمستشفى لا يستطيع إعطاء المريض الوقت اللازم لازدحامه، كما إن تغير الأطباء على المريض والخدمة المتردية جعلت المرضى وذويهم يحجمون عن طلب خدمات المستشفى ويفضلون السفر للعلاج خارج البحرين وهو ما جعل ظهور مستشفى سيرين العام الماضي ضرورة للمرضى وذويهم.
وأوضح أن احتياجات المجتمع للطب النفسي أقل بـ 85% مما يحصل عليه المجتمع في دولة مثل البحرين.
وذكر أن مريضاً واحداً يتلقى رعاية صحية كاملة من بين كل خمسة مرضى هم في حاجة ماسة للمعالجات النفسية.
وأشار إلى أنه لا يوجد في البحرين مستشفيات طب نفسي خاصة، لافتاً إلى أن مستشفى سيرين للطب النفسي هي أول مستشفى طب نفسي خاص في تاريخ البحرين وعمرها عام واحد فقط.
ونوه إلى أنه قبل ذلك لم يكن هناك أي سرير واحد مرخص للطب النفسي في القطاع الخاص رغم وجود عشرين مستشفى خاص به جميع التخصصات ما عدا الطب النفسي. كما يستوعب المستشفى 28 مريضاً أصبحت متنفساً لمن يريد طلب الخدمة
ولفت إلى أن الفهم الخاطئ للمرض النفسي باعتباره وصمة عار على الفرد والأسرة والمجتمع يؤدي إلى تفاقم المرض، ومثال ذلك ما ذكرته منظمة الصحة العالمية أن الاكتئاب سيحتل المركز الأول للأمراض المسببة للوفاة بحلول عام 2030، فالاكتئاب إذا لم يعالج في بدايته يؤدي لتدهور صحة المريض الجسدية والنفسية وقد يؤدي للانتحار.
وذكر أن المريض يفضل الطب النفسي الخاص عن الحكومي لما فيه من الخصوصية، إضافة لتنوع العلاج الذي يتلقاه من علاج دوائي ونفسي وفردي أو جماعي.
من جانبه دعا د.عبدالكريم الجهات المعنية لعمل مسح طبي وتوعية نفسية للوقاية من الأمراض النفسية بالوصول إلى المدارس وتشجيع المجتمع لطلب المساعدة المبكرة لعلاج الأمراض النفسية. وأشار إلى أهمية الإعلام والساحة الفنية في توعية المجتمع بالصورة الصحيحة عن الأمراض النفسية.
أعباء اقتصادية
وأوضح د.عبدالكريم أن هناك فراغاً كبيراً بين احتياجات المجتمعات للرعاية النفسية وما هو مقدم في الواقع في الدول الأقل تقدماً، حيث بينت أبحاث منظمة الصحة العالمية أن من يتلقى الرعاية الصحية هو مريض واحد فقط من كل خمسة في حاجة ماسة للعلاج، ومثال ذلك أنه يوجد 7 من كل عشرة مرضى بالفصام لا يتلقون علاجاً.
وأشار في ندوة عن تكاليف الرعاية الصحية للأمراض النفسية إلى أن نسبة البطالة بسبب الأمراض النفسية تصل ما بين %70 إلى 90% وان تكلفة علاج الأمراض النفسية تمثل نسبة 13% من العبء الناشي من إجمالي تكلفة جميع الأمراض مجتمعة، والأمراض النفسية منتشرة بنسب تتراوح ما بين 12% و 49% على مستوى العالم، إضافة إلى أن الأمراض النفسية تزيد من تكاليف الأمراض الجسدية، حيث يمتنع مريض الاكتئاب عن أخذ العلاج بانتظام بنسبة تزيد ثلاث أضعاف عن المرضى الذين لا يعانون من الاكتئاب.
مفاهيم خاطئة
وأكد أن أغلب المفاهيم الخاطئة جاءت من وسائل الإعلام، مثل الأفلام والمسرحيات والسينما التي تعرض المرض النفسي كعار لابد من إخفائه وبالتالي تشّوه عمل الطبيب النفسي وصورة العلاج النفسي.
وأشار إلى أن كره التعامل مع المرض من الأهل والمريض نفسه سببه وصمة المرض على المريض بسبب الفهم الخاطئ، علماً أن أغلب الأمراض النفسية مؤقته وتزول بعد العلاج، فلابد أن يقوم الإعلام بتوعية المجتمع بتطور الطب النفسي ووسائل العلاج.
وأوضح أن أهم المشاكل هي الوصمة التي تمنع المرضى من مواجهة المرض قبل أن يستفحل، إضافة إلى قلة الوعي بأهمية طلب المساعدة المبكرة وانعدام الوعي بتوافر خدمة الطب النفسي الخاص بالبحرين.
وذكر أهمية الوعي بأبسط الأمراض النفسية ومثال أن بعض الأشخاص نصِفهم بالصرامة والشدة والقدرة على التحكم، وفي الحقيقة يعانون المرض النفسي أياً كان الذي يجعلهم شديدي التسلط والتحكم بالآخرين.
وعن كيفية التعامل مع المريض المتهيج أو العنيف، أوضح د.عبدالكريم أنه من الضروري أن تكون لدى الشرطة والمسؤولين خبرة أو تدريب في التعامل مع المرضى النفسيين والأشخاص المتهيجين.
وقال إننا لا نلوم الطبيب الذي يستدعي الشرطة أو رجال الأمن، فلا نحجر على الشخص الخائف على حياته أو إذا كان تحت التهديد.
وشدد على أنه من الضروري أن يزيد الوعي لدى المسؤولين بالتصرف في مثل هذه الأحوال لأن المرض النفسي انتشر بشكل اكبر مما كان عليه في السابق. بالإضافة إلى أن الوعي والقدرة على التصرف سيقل من حدوث أذية للطرفين.
أشار أن أفضل طريقة للتعامل مع المريض الهائج والغاضب هو السماع له، حيث إن السماع له يضعك في وضعية كما لو كنت وضعت قيد في يديه لأنه يريد أن يجد من يحاول أن يفهمه، وحتى تسمع له لابد أن تكون متحكم بنفسك ومحيطك، فتبعده عن مكان فيه خطر أو أدوات خطرة، إضافة إلى استدراجه إلى مكان فيه ناس أكثر قادرين على السيطرة عليه وإخطار الشرطة عند الحاجة.
المرض العقلي
وأشار د.عبدالكريم إلى حادثة في الولايات المتحدة أطلق فيها شرطي الرصاص على شاب أسود بعد أخبره أن معه مسدس مرخص، وحين وضع الشاب يده في جيبه ليخرج الورق أراده الشرطي قتيلاً في لحظة بسبب خوفه وعدم قدرته على التصرف السريع في هذا الموقف، ولابد أن يكون هناك وعي عام لدى الناس وخصوصاً المسؤولين من رجال الأمن وفي المستشفيات وأماكن العمل بطريقة التصرف مع الشخص الهائج سواء كان مريضاً نفسياً أو لا، والكثير من الأشخاص بهم مرض نفسي بسيط يتفاقم مع الوقت لعدم مراجعتهم للطبيب.
ونوه إلى أن المجلس الأعلى للصحة بصدد عمل مشروع الضمان الصحي لتطوير الخدمة الصحية في البحرين وإيجاد تنافس بين المستشفيات للرقي بالخدمة الصحية حيث سيكون للمواطن حرية اختيار المستشفى التي يثق في تلقي العلاج الجيد بها وهذا المشروع من المشاريع الرائدة لمنع الفساد وإيصال الدعم لمستحقيه.
وذكر أن مستشفيات الطب النفسي يفترض بها أن تقدم جميع الخدمات المتعارف عليها عالمياً مثل العيادات الخارجية، التنويم بالقسم الداخلي، وجميع أنوع العلاج الدوائي والنفسي بما في ذلك العلاج النفسي الفردي والجماعي والزواجي والأسري ومنه العلاج السلوكي والمعرفي والتحليلي والتدعيمي، بالإضافة للعلاج بمنظم إيقاع المخ».
كشف استشاري الطب النفسي بمستشفى سيرين للطب النفسي د.عبدالكريم مصطفى أن مستشفى الطب النفسي الحكومي لا يحظى بثقة العامة في البحرين لعدم وجود خصوصية للمرضى وللخلط بين المرضى المتدهورين والحالات البسيطة.
وأوضح لـ«الوطن» أن الطبيب بالمستشفى لا يستطيع إعطاء المريض الوقت اللازم لازدحامه، كما إن تغير الأطباء على المريض والخدمة المتردية جعلت المرضى وذويهم يحجمون عن طلب خدمات المستشفى ويفضلون السفر للعلاج خارج البحرين وهو ما جعل ظهور مستشفى سيرين العام الماضي ضرورة للمرضى وذويهم.
وأوضح أن احتياجات المجتمع للطب النفسي أقل بـ 85% مما يحصل عليه المجتمع في دولة مثل البحرين.
وذكر أن مريضاً واحداً يتلقى رعاية صحية كاملة من بين كل خمسة مرضى هم في حاجة ماسة للمعالجات النفسية.
وأشار إلى أنه لا يوجد في البحرين مستشفيات طب نفسي خاصة، لافتاً إلى أن مستشفى سيرين للطب النفسي هي أول مستشفى طب نفسي خاص في تاريخ البحرين وعمرها عام واحد فقط.
ونوه إلى أنه قبل ذلك لم يكن هناك أي سرير واحد مرخص للطب النفسي في القطاع الخاص رغم وجود عشرين مستشفى خاص به جميع التخصصات ما عدا الطب النفسي. كما يستوعب المستشفى 28 مريضاً أصبحت متنفساً لمن يريد طلب الخدمة
ولفت إلى أن الفهم الخاطئ للمرض النفسي باعتباره وصمة عار على الفرد والأسرة والمجتمع يؤدي إلى تفاقم المرض، ومثال ذلك ما ذكرته منظمة الصحة العالمية أن الاكتئاب سيحتل المركز الأول للأمراض المسببة للوفاة بحلول عام 2030، فالاكتئاب إذا لم يعالج في بدايته يؤدي لتدهور صحة المريض الجسدية والنفسية وقد يؤدي للانتحار.
وذكر أن المريض يفضل الطب النفسي الخاص عن الحكومي لما فيه من الخصوصية، إضافة لتنوع العلاج الذي يتلقاه من علاج دوائي ونفسي وفردي أو جماعي.
من جانبه دعا د.عبدالكريم الجهات المعنية لعمل مسح طبي وتوعية نفسية للوقاية من الأمراض النفسية بالوصول إلى المدارس وتشجيع المجتمع لطلب المساعدة المبكرة لعلاج الأمراض النفسية. وأشار إلى أهمية الإعلام والساحة الفنية في توعية المجتمع بالصورة الصحيحة عن الأمراض النفسية.
أعباء اقتصادية
وأوضح د.عبدالكريم أن هناك فراغاً كبيراً بين احتياجات المجتمعات للرعاية النفسية وما هو مقدم في الواقع في الدول الأقل تقدماً، حيث بينت أبحاث منظمة الصحة العالمية أن من يتلقى الرعاية الصحية هو مريض واحد فقط من كل خمسة في حاجة ماسة للعلاج، ومثال ذلك أنه يوجد 7 من كل عشرة مرضى بالفصام لا يتلقون علاجاً.
وأشار في ندوة عن تكاليف الرعاية الصحية للأمراض النفسية إلى أن نسبة البطالة بسبب الأمراض النفسية تصل ما بين %70 إلى 90% وان تكلفة علاج الأمراض النفسية تمثل نسبة 13% من العبء الناشي من إجمالي تكلفة جميع الأمراض مجتمعة، والأمراض النفسية منتشرة بنسب تتراوح ما بين 12% و 49% على مستوى العالم، إضافة إلى أن الأمراض النفسية تزيد من تكاليف الأمراض الجسدية، حيث يمتنع مريض الاكتئاب عن أخذ العلاج بانتظام بنسبة تزيد ثلاث أضعاف عن المرضى الذين لا يعانون من الاكتئاب.
مفاهيم خاطئة
وأكد أن أغلب المفاهيم الخاطئة جاءت من وسائل الإعلام، مثل الأفلام والمسرحيات والسينما التي تعرض المرض النفسي كعار لابد من إخفائه وبالتالي تشّوه عمل الطبيب النفسي وصورة العلاج النفسي.
وأشار إلى أن كره التعامل مع المرض من الأهل والمريض نفسه سببه وصمة المرض على المريض بسبب الفهم الخاطئ، علماً أن أغلب الأمراض النفسية مؤقته وتزول بعد العلاج، فلابد أن يقوم الإعلام بتوعية المجتمع بتطور الطب النفسي ووسائل العلاج.
وأوضح أن أهم المشاكل هي الوصمة التي تمنع المرضى من مواجهة المرض قبل أن يستفحل، إضافة إلى قلة الوعي بأهمية طلب المساعدة المبكرة وانعدام الوعي بتوافر خدمة الطب النفسي الخاص بالبحرين.
وذكر أهمية الوعي بأبسط الأمراض النفسية ومثال أن بعض الأشخاص نصِفهم بالصرامة والشدة والقدرة على التحكم، وفي الحقيقة يعانون المرض النفسي أياً كان الذي يجعلهم شديدي التسلط والتحكم بالآخرين.
وعن كيفية التعامل مع المريض المتهيج أو العنيف، أوضح د.عبدالكريم أنه من الضروري أن تكون لدى الشرطة والمسؤولين خبرة أو تدريب في التعامل مع المرضى النفسيين والأشخاص المتهيجين.
وقال إننا لا نلوم الطبيب الذي يستدعي الشرطة أو رجال الأمن، فلا نحجر على الشخص الخائف على حياته أو إذا كان تحت التهديد.
وشدد على أنه من الضروري أن يزيد الوعي لدى المسؤولين بالتصرف في مثل هذه الأحوال لأن المرض النفسي انتشر بشكل اكبر مما كان عليه في السابق. بالإضافة إلى أن الوعي والقدرة على التصرف سيقل من حدوث أذية للطرفين.
أشار أن أفضل طريقة للتعامل مع المريض الهائج والغاضب هو السماع له، حيث إن السماع له يضعك في وضعية كما لو كنت وضعت قيد في يديه لأنه يريد أن يجد من يحاول أن يفهمه، وحتى تسمع له لابد أن تكون متحكم بنفسك ومحيطك، فتبعده عن مكان فيه خطر أو أدوات خطرة، إضافة إلى استدراجه إلى مكان فيه ناس أكثر قادرين على السيطرة عليه وإخطار الشرطة عند الحاجة.
المرض العقلي
وأشار د.عبدالكريم إلى حادثة في الولايات المتحدة أطلق فيها شرطي الرصاص على شاب أسود بعد أخبره أن معه مسدس مرخص، وحين وضع الشاب يده في جيبه ليخرج الورق أراده الشرطي قتيلاً في لحظة بسبب خوفه وعدم قدرته على التصرف السريع في هذا الموقف، ولابد أن يكون هناك وعي عام لدى الناس وخصوصاً المسؤولين من رجال الأمن وفي المستشفيات وأماكن العمل بطريقة التصرف مع الشخص الهائج سواء كان مريضاً نفسياً أو لا، والكثير من الأشخاص بهم مرض نفسي بسيط يتفاقم مع الوقت لعدم مراجعتهم للطبيب.
ونوه إلى أن المجلس الأعلى للصحة بصدد عمل مشروع الضمان الصحي لتطوير الخدمة الصحية في البحرين وإيجاد تنافس بين المستشفيات للرقي بالخدمة الصحية حيث سيكون للمواطن حرية اختيار المستشفى التي يثق في تلقي العلاج الجيد بها وهذا المشروع من المشاريع الرائدة لمنع الفساد وإيصال الدعم لمستحقيه.
وذكر أن مستشفيات الطب النفسي يفترض بها أن تقدم جميع الخدمات المتعارف عليها عالمياً مثل العيادات الخارجية، التنويم بالقسم الداخلي، وجميع أنوع العلاج الدوائي والنفسي بما في ذلك العلاج النفسي الفردي والجماعي والزواجي والأسري ومنه العلاج السلوكي والمعرفي والتحليلي والتدعيمي، بالإضافة للعلاج بمنظم إيقاع المخ».