إسطنبول - (وكالات): أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أن تركيا ترغب في القيام بدور أكبر في الأزمة السورية خلال الأشهر الستة المقبلة سعياً للتوصل إلى «وقف حمام الدم»، معتبراً أن «الرئيس بشار الأسد هو أحد الفاعلين في النزاع، وربما يكون له دور في المرحلة الانتقالية»، «مستبعداً أن يكون له دور في مستقبل سوريا». وقال يلديريم لصحافيين بخصوص نزاع أوقع خلال 5 سنوات ونصف سنة أكثر من 290 ألف قتيل في الجانب الآخر من الحدود، «نقول إنه يجب وقف حمام الدم، ينبغي ألا يقتل الرضع والأطفال والأبرياء». واستطرد «من أجل هذا ستكون تركيا فاعلة أكثر عبر السعي إلى منع استفحال الوضع خلال الأشهر الستة المقبلة». ولم يوضح رئيس الحكومة التركية أطر التحرك لأنقرة التي تدعم الفصائل المقاتلة المعارضة وتشارك في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة «داعش»، وتضع في تصرفه قاعدة انجرليك العسكرية جنوباً لتوجيه ضربات إلى المتطرفين وكانت تطالب حتى وقت قريب برحيل الأسد.
لكن أنقرة تصالحت مع روسيا وسرعت اتصالاتها مع إيران مع تبادل زيارات وزيري الخارجية إلى أنقرة وطهران خلال أسبوع واحد. وتدعم روسيا وإيران الأسد. وقال يلديريم «شئنا أم أبينا، الاسد هو أحد الفاعلين اليوم» في النزاع في البلد «ويمكن محاورته من أجل المرحلة الانتقالية» قبل أن يضيف على الفور أن «هذا غير مطروح بالنسبة لتركيا». وتابع «نعتقد أنه لا يتوجب أن يكون حزب العمال الكردستاني و»داعش» والأسد جزءاً من مستقبل سوريا» في إشارة إلى المقاتلين الأكراد في حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة.
وأضاف يلديريم «سنعمل بشكل أكبر. إن انعدام الاستقرار في سوريا يؤلمنا» علماً بأن بلاده تستقبل 2.7 مليون لاجئ سوري يقيم 10% منهم في مخيمات.
وفي أول رد فعل تركي على الضربات السورية غير المسبوقة الموجهة إلى المقاتلين الأكراد في الحسكة شمال شرق سوريا، اعتبر يلديريم أن دمشق «فهمت» أن الأكراد أصبحوا «تهديداً لسوريا أيضاً». وعبر عن تفاؤله بأن دول الخليج العربية وروسيا والولايات المتحدة وإيران يمكن أن يعملوا بشكل مشترك لإيجاد حل. لكنه أضاف أن المناقشات يجب أن تجرى بين الأطراف المحلية الفاعلة في الحرب «نظراء الأسد هناك هم الجماعات المعارضة للنظام. ليس من الوارد بالنسبة لنا أن نجلس مع الأسد أو أي جماعة أخرى هناك ونناقش أي شيء».
من ناحية أخرى، أعلن رئيس الوزراء التركي أن بلاده تريد تحسين علاقاتها مع مصر المتوترة منذ عزل الجيش الرئيس السابق المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في 2013، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة هي «شريكنا الاستراتيجي وليست عدونا»، داعياً إلى إزالة التوترات في وقت تشهد العلاقات توتراً بعد طلب أنقرة تسليم الداعية فتح الله غولن.