عواصم - (وكالات): قتل عشرات المدنيين في محافظات حلب وحمص ودمشق وإدلب أثناء غارات لسلاح الجو السوري والروسي، بينما قالت جبهة فتح الشام إن قتلى قوات النظام و»حزب الله» اللبناني والميليشيات الموالية لهما عند مدخل مدينة حلب وريفها الجنوبي، بلغوا 150 في أسبوع واحد. وأفادت مصادر في حلب بمقتل 9 مدنيين جراء غارة روسية على حافلة صغيرة كانوا يستقلونها من المدينة باتجاه ريفها الجنوبي خلال الساعات التي يفترض أن تشهد هدنة إنسانية طبقاً لما أعلنت روسيا. وشنت طائرات روسية وأُخرى تابعة للنظام الحاكم عدة غارات أخرى على الأحياء السكنية بمدينة حلب وريفها، وكذلك على مدينة إدلب وريفها سقط على إثرها العديد من المدنيين بين قتيل وجريح.
وقتل 333 مدنياً خلال 3 أسابيع من القصف المتواصل في مدينة حلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ومنذ 31 يوليو الماضي، تاريخ بدء الفصائل المقاتلة معارك لفك الحصار عن أحياء حلب الشرقية، قتل «333 مدنيا» جراء القصف المتبادل بين طرفي النزاع في المدينة المقسمة.
في غضون ذلك، واصلت الطائرات الحربية السورية التحليق في سماء مدينة الحسكة شمال شرق سوريا برغم تحذيرات واشنطن لدمشق بعدم شن أي غارات جديدة ضد حلفائها الأكراد من شأنها أن تهدد سلامة مستشاريها العسكريين. وتحدثت تركيا، التي تخشى توسع الأكراد بالقرب من حدودها، بإيجابية عن الغارات السورية، معتبرة أن دمشق فهمت أخيراً أن الأكراد يشكلون «تهديداً» لسوريا أيضاً.
وتدور معارك عنيفة بين المقاتلين الأكراد من جهة وقوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها من جهة ثانية في مدينة الحسكة التي يتقاسم الطرفان السيطرة عليها منذ 2012. وتصاعدت حدة الاشتباكات مع تنفيذ الطائرات السورية غارات على مواقع للأكراد في الحسكة للمرة الأولى منذ بدء النزاع في سوريا قبل أكثر من 5 سنوات. وهي المرة الأولى أيضاً التي تتدخل فيها الطائرات الأمريكية لحماية مستشاريها على الأرض من الطائرات السورية.
واستعر القتال بين الجيش السوري والقوات الكردية مثيراً مخاطر بفتح جبهة جديدة في الحرب الأهلية المتعددة الأطراف التي تعصف بسوريا. وغالباً ما تجنب الطرفان المواجهة على مدار 5 أعوام من الصراع مع تركيز الحكومة جهودها ضد معارضيها من العرب السنة في الغرب في يقاتل الأكراد بشكل رئيس تنظيم الدولة «داعش» شمال سوريا.
إنسانياً، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» إلى اتخاذ إجراء عاجل لمساعدة أكثر من 100 ألف طفل «محاصرين في رعب شديد» في مدينة حلب شمال سوريا. وأطلقت اليونيسف نداءها عبر بيان لمديرها التنفيذي أنطوني ليك أصدره عقب الصورة التي انتشرت في وسائل الإعلام العالمية للطفل السوري عمران دقنيش البالغ من العمر 5 سنوات، والذي انتشل من تحت أنقاض مبنى في حلب تهدم إثر قصف جوي.