قد يمر الإنسان في حياته بمتاعب أو بظروف تقلق راحته، إما أن تكون جسدية أو نفسية. ومن لطف القدر ورحمه الله علينا أن ما نمر فيه من تجارب ومراحل قاسية قد تكون هي الدافع الأكبر والأقوى لنا للاستمرار في الحياة وتحمل مصاعبها. وكثير منا يعتقد أن العلاج يبدأ بالدواء وتناسى أن علاج الروح هو الدواء، فعندما يمرض الإنسان يحتاج إلى الدعاء ووقفة الأهل والأصدقاء، بقدر ما يحتاج إلى الدواء، وربما يكون أكثر.
«ليس بالدواء وحده» عنوان كتاب للزميلة الإعلامية هدى شديد، يختصر كل معاناتها مع المرض الجسدي. فالدواء وحده ليس علاجاً، ثم إن الراحة النفسية التي يزرعها الأطباء وحثهم المرضى على التفكير بإيجابية متواصلة وعدم التشاؤم مهما كانت الظروف حالكة، هي أحد أسرار الشفاء. فالصحة والشفاء يبدآن بعلاج الروح قبل الجسد. وهذا ما حدث لي في الآونة الأخيرة، إذ توجهت إلى مستشفى قوة دفاع البحرين «المستشفى العسكري»، وتحديداً إلى مركز الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب، أشتكي من أعراض مرض في القلب، وبعد الفحص والمتابعة الدقيقة من قبل العاملين في المركز، تبين أن قلبي يشتكي من ضرر، ولولا رحمة الله، ثم عطف ملائكة الرحمة المتواجدين في المستشفى، لكنت في حالة يرثى لها.
أول من شخص حالتي هو الدكتور حسام نور -استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية رئيس قسم قسطرة القلب والشرايين بالمركز- وتابع لإخراجي من حالة الصدمة إلى حالة تقبل الواقع بروح عالية، أنعم بالدكتور حسام، الإنسان قبل الطبيب، والأخ والأب والصديق، كم نفخر بوجود هذا الشخص العظيم، والذي يتمتع بكفاءة عالية تجعله من أهم أطباء القلب في وطننا الحبيب. وأيضاً لا يفوتني ملاك آخر، ساعدني على تخطي هذا المرض، وعمل لي القسطرة العلاجية، وهي الدكتورة سعاد راشد العامر -استشارية قلب وقسطرة الأطفال- إنها البحرينية الأولى والوحيدة المتخصصة في قسطرة طب الأطفال، ويحق لنا أن نفخر بإنجازاتها المتتالية في هذا المجال. فعندما شعرت بالخوف قبل إدخالي إلى غرفة العمليات، زودتني بالطمأنينة التي أحتاجها.
ها أنا اليوم، وبعد العملية، أعود شيئاً فشيئاً لممارسة حياتي الطبيعية، ويعود الفضل بعد الله، للطاقم الطبي في المستشفى العسكري، فالدكتور حسام، والدكتورة سعاد، وكل العاملين في المركز من أطباء وإداريين وفنيين ومن تبقى، هم تأثير الدواء، وبسمة الشفاء، وبلسم الحياة، وهم بالفعل ملائكة الرحمة على الأرض.
وفي الختام لا يسعني سوى أن أتوجه بالشكر الخالص إلى بلدي وحكومة بلدي التي وفرت لنا العلاج بدون أي مقابل مادي، وجعلت من مركز الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب المجهز بأفضل الطواقم الطبية، وبأحدث الأجهزة والتقنية، أهم المراكز على مستوى الشرق الأوسط..
منصور شاكر منصور الستري