اليوم العالمي للعمل الإنساني هو يوم لتكريم الذين يواجهون الأخطار والمحن لمساعدة الآخرين، والذي يوافق 19 أغسطس من كل عام، حيث أقرت الجمعية العامة في الأمم المتحدة هذا اليوم عام 2008 لزيادة الوعي بالأنشطة والمساعدات الإنسانية، وأهمية التعاون الدولي وتكريم العاملين في هذا المجال، ويحتفل العالم باليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار (إنسانية واحدة) وسط ظروف صعبة في كثير من المناطق.
وللمواطن البحريني بصمة وأعمال إنسانية جليلة في البحرين والدول العربية ومختلف دول العالم. فتحية لكل أولئك الذين يخاطرون بأرواحهم من أجل الإنسانية، ولكل من طوع علمه أو ماله أو عمله من أجل الإنسانية والآخرين.
والمقصد من هذا اليوم هو التذكير بالوحدة الإنسانية في إطار التنوع وضرورة احترام الاتفاقات الدولية، وبالتالي رفع مستوى الوعي بأهمية هذه القضية والحث على تقديم مبادرات لتقليص حجم المعاناة والتخفيف منها. ونستطيع القول بأن العمل الإنساني التطوعي هو عمل نبيل تحث عليه جميع الأديان السماوية بلا استثناء، كيف لا وهو يدل على عمق الرحمة والعطف على الضعفاء والفقراء والمهمشين وغيرهم من الذين ألجأتهم الظروف والكوارث والحروب والنزاعات إلى ذلك العيش المرير والتهجير.
والإنسانية من القضايا التي حرص الإسلام على التأكيد على أهميتها في كثير من النصوص والأدلة، بل تعدى ذلك ليشمل حتى الحيوانات والنباتات، فقد جاء في الحديث «في كل كبد رطبة أجر»، وجاء أيضاً في ديننا العظيم والإنساني حديث مهم في هذا الجانب وهو «إن الله كتب الإحسان على كل شيء»، وقد كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد -رضي الله عنهما- بالقادسية فمروا عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض أي أهل الذمة، فقالا إن النبي (صلى الله عليه وسلم) مرت به جنازة فقام فقيل له: إنها جنازة يهودي فقال: أليست نفساً، ويكفي في هذا الجانب أيضاً الشمولية في قوله سبحانه وتعالى: «ولقد كرمنا بني آدم».
أضف إلى ذلك أنه كان ومازال تقديم المساعدة للآخرين والعمل التطوعي يعد من أنبل الأعمال، وفوائده تتعدى المستفيدين منه إلى القائمين عليه، ولعل المجال لا يسمح بإلقاء الضوء على الجانب الإيجابي في العمل التطوعي الإنساني بصورة موسعة، ولكن في عجالة نذكر بعض ملامحها وهي الشعور بالسعادة والغبطة حين ترسم ابتسامة على وجه الضعفاء لينعكس ذلك على روحك ومعنوياتك يقول جبران خليل جبران: «لا قيمة لعطاء إن لم يكن جزءاً من ذاتك».
ومن فوائد العمل الإنساني التطوعي تعلم العمل ضمن فريق، اكتساب مهارات وخبرات جديدة خدمة للمجتمع، واكتساب صدقات ومعارف والانتشار في بناء علاقات إنسانية متنوعة، وهو أيضاً مجال رحب لاستقطاب الشباب في عمل مفيد ونافع يشغل بعضاً من أوقاتهم وينمي عندهم الشعور بالمسؤولية، كما أنه يخفف العبء على الحكومات والقطاعين العام والخاص من ناحيتين اقتصادية واجتماعية، ويساعد أكثر على التماسك بين فئات المجتمع المتعددة.
وربما من الاقتراحات أن يكون هناك معرض سنوي رسمي يعرض الأزمات والصراعات والكوارث الإنسانية التي يتعرض لها الإنسان عامة والعرب والمسلمون خاصة في مختلف بقاع الأرض، ما قد يحرك النفوس لتقديم يد العون والمساعدة على مختلف الأصعدة سواء المادية أو المعنوية، فالعمل التطوعي ينطلق من مبدأ تغيير حياة الناس للأفضل وبالتالي حياتنا ككل، لأننا نحن جميعاً نعيش على موارد مشتركة من ماء وهواء وغذاء وإذا لم يكن هناك تعاون وتفاهم أكثر فسيكون هناك صراع أكبر.
أحمد عقاب