عواصم - (وكالات): سيطرت قوات كردية سورية بشكل شبه كامل على مدينة الحسكة فيما أنهى وقف لإطلاق النار أسبوعاً من القتال مع الحكومة ليحكم الأكراد قبضتهم على شمال شرق سوريا بينما كثفت تركيا مساعيها لكبح نفوذهم.
وتوصل المقاتلون الأكراد وقوات النظام السوري وبرعاية روسية إلى اتفاق «نهائي» لوقف إطلاق النار ينهي أسبوعاً من المعارك العنيفة في مدينة الحسكة التي بدأت الحياة بالعودة إليها تدريجياً شمال شرق البلاد. ورأى محللون أن الاتفاق يصب في مصلحة الأكراد الذين نجحوا في تحقيق «انتصار» عسكري في المدينة.
وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية - وهي جزء مهم من الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة «داعش» - بالفعل على مناطق شمال سوريا حيث أقامت جماعات كردية حكماً ذاتياً فعلياً منذ بداية الحرب في سوريا في 2011. وأثار تنامي نفوذهم قلق تركيا التي تحارب تمرداً للأقلية الكردية في أراضيها. وقال مقاتلون بالمعارضة السورية تدعمهم تركيا إنهم في المراحل النهائية من الإعداد لهجوم من الأراضي التركية على مدينة جرابلس الحدودية السورية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة بهدف إجهاض أي محاولة لوحدات حماية الشعب للاستيلاء عليها. وتمثل معركة الحسكة أعنف مواجهة بين وحدات حماية الشعب ودمشق منذ نشوب الحرب الأهلية في سوريا قبل أكثر من 5 سنوات واستخدم سلاح الجو السوري ضد القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة للمرة الأولى الأسبوع الماضي. واقتصر وجود المسؤولين الحكوميين الباقين في الحسكة على عدد قليل من المباني وسط المدينة بينما سيطر الأكراد على باقي المدينة. في غضون ذلك، أبدت تركيا استعدادها لتقديم دعم كامل لعملية تهدف إلى طرد «داعش» من مدينة جرابلس السورية قرب الحدود التركية، فيما يستعد مقاتلون سوريون معارضون تدعمهم أنقرة للهجوم على المدينة من الأراضي التركية. وأمرت تركيا سكان مدينة كركميش الصغيرة التي تقع قبالة جرابلس بإخلائها «لدواعٍ أمنية».