سلط تقرير مطول لوكالة «رويترز» للأنباء الضوء على التنكيل الذي حل بأهل الفلوجة العراقية على يد عناصر ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية بعد سيطرة الحكومة عليها في يونيو الماضي.
ولا يزال -وفق الوكالة- أكثر من 700 سني من البالغين والقصر مفقودين بعد ما يزيد على شهرين من سقوط المدينة التي كانت معقل تنظيم الدولة «داعش». وهزأ التقرير بالجهود الأمريكية لوقف تلك الفظاعات، قائلاً إنه رغم تلك «الجهود» والتهديد بسحب الدعم الجوي فإن عناصر «الحشد الشعبي» لم تنسحب من الفلوجة وشارك بعضها في جرائم سلب ونهب، وهي الآن تتهيأ للمشاركة بمعركة الموصل. ونقلت الوكالة عن مصادر متعددة أن المليشيات قتلت 66 سنياً وانتهكت حقوق 1500 آخرين أثناء فرارهم من منطقة الفلوجة، وفق ما ورد في لقاءات مع أكثر من 20 شخصاً ما بين ناجين وشيوخ عشائر وساسة عراقيين ودبلوماسيين غربيين.
وقال هؤلاء إن مقاتلين من الحشد أطلقوا النار على رجال وصبية وضربوا آخرين بل وذبحوا البعض. واتفقت الروايات مع نتائج تحقيق أجرته السلطات العراقية المحلية وشهادات مسجلة بالفيديو وصور فوتوغرافية التقطت لناجين فور خلاصهم.
وروى دبلوماسي غربي أنه في 29 مايو الماضي غرب منطقة سجار الزراعية فصل عناصر الحشد الشعبي 20 من ذكور مجموعة من السنة أثناء فرارهم و«بدؤوا يقتلونهم». وأبلغ ناجون مصادر عراقية بأنهم كانوا ضمن 50 شخصاً مختبئين داخل أحد المنازل حين رأوا الشرطة العراقية ترفع علم العراق على مدرسة قريبة. ولوحت المجموعة بقطع من القماش الأبيض وطلبت منهم الشرطة ترك المنزل.
وقال الناجون إنه حين خرجت المجموعة فصلت الشرطة الذكور عن بقية أفراد أسرهم، وإن ضابطاً أطلق النار وقتل 17 من الذكور، وإن الثلاثة نجوا حين تدخل ضابط آخر. ووفق شهود التقت بهم «رويترز» وعاملين بـالأمم المتحدة ومسؤولين عراقيين ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش»، تعرض أكثر من 5 آلاف سني فروا من منطقة الصقلاوية شمال غرب الفلوجة لكمين حين توجهوا صوب ما ظنوه خطوطاً حكومية يمكنهم أن يجدوا عندها الأمن والأمان.
وذكرت الروايات أن عناصر الحشد الشعبي فصلوا ما يقدر بنحو 1500 من الذكور الذين يبلغون من العمر 15 عاماً فأكثر، ونقلوهم في مجموعات إلى مواقع مختلفة منها مخازن ومنها قاعدة عراقية يطلق عليها معسكر طارق.
ووصف الناجون كيف تكدسوا في غرف صغيرة وقاعات ضيقة وحرموا من الطعام والشراب وكيف كابدوا لالتقاط الأنفاس في أجواء خانقة.وفي تسجيل فيديو صوره مسؤولون محليون، قصّ ناج آخر كيف أعطت العناصر المسلحة الأسرى العطشى -الذين كانوا يتوقون لقطرة مياه- زجاجات كي يتبولوا فيها ثم أمروهم أن يشربوا منها.