عواصم - (العربية نت، وكالات): كشف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي عادل الجبير في جدة غرب السعودية عن «خطة جديدة لحل أزمة اليمن وإنهاء الحرب تتمثل في إطلاق المفاوضات المتوقفة، شريطة انسحاب المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من المناطق التي يسيطرون عليها خصوصاً صنعاء، وتسليم أسلحتهم الثقيلة وتشكيل حكومة وحدة وطنية».
وقال كيري إن «تنفيذ الخطة، التي أقرها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، سيبدأ بعقد جلسة مشاورات بين المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ وكافة أطراف الأزمة اليمنية». وشدد على أن دول مجلس التعاون اتفقت على ضرورة تزامن المسارين السياسي والعسكري في التسوية السياسية في اليمن.
وطالب كيري الميليشيات الحوثية بقبول المقترحات الجديدة للحل، مشيراً إلى أن «الحوثيين يشكلون أقلية في اليمن». وأوضح أن «الإطار العام» للمبادرة يشمل «تشكيلاً سريعاً لحكومة وحدة وطنية مع تشارك السلطة بين الأطراف»، و»انسحاب القوات من صنعاء ومناطق أساسية» في إشارة إلى خروج المتمردين من مناطق سيطرتهم لاسيما العاصمة التي سقطت بايديهم منذ سبتمبر 2014. كما يدعو إلى «نقل كل الأسلحة الثقيلة بما فيها الصواريخ الباليستية وقواعد إطلاقها من الحوثيين والقوات المتحالفة معهم إلى طرف ثالث». وحذر كيري طهران من «مواصلة تزويد المتمردين بالسلاح خصوصاً الصواريخ». وقال «التهديد الذي يشكله إرسال الصواريخ وغيرها من الأسلحة المتطورة إلى اليمن من قبل إيران، يمتد أبعد من اليمن بكثير، وهو ليس فقط تهديد للسعودية والمنطقة فقط، هو تهديد لأمريكا ولا يمكن أن يستمر». من جانبه، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير رفض بلاده كل الخطوات الأحادية من الانقلابيين. وأكد الجبير اهتمام المملكة بتسوية أزمة اليمن سلمياً، وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.
وطالب الميليشيات بفك الحصار على المدن والسماح بإدخال المساعدات. وأكد أن الانقلابيين استولوا على المدن اليمنية بقوة السلاح. وأضاف أن السعودية تدخلت لحماية الشرعية في اليمن حتى لا تقع البلاد في قبضة ميليشيات «حزب الله» اللبناني وإيران. إلى ذلك، قال كيري إن الاجتماعات حول قضايا المنطقة كانت بناءة ومثمرة، مشيراً إلى اجتماعاته مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزراء خارجية دول التعاون الخليجي.
وأكد حق السعودية في الدفاع عن مواطنيها من الصواريخ ومحاولات التسلل. وقال إن عودة الاستقرار إلى اليمن ضروري لمواجهة القاعدة و»داعش» بالمنطقة. وشدد كيري على إجماع كافة الأطراف على ضرورة حل الأزمة في اليمن بالطرق الدبلوماسية. وأوضح أن استمرار شحن الصواريخ إلى اليمن يهدد أمن المنطقة. وأعلن أن السعودية وأمريكا تتشاركان في القلق حيال المأساة الإنسانية في اليمن.
وطالب بالسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى كافة أنحاء البلاد، معلناً تقديم واشنطن مساعدة إضافية بقيمة 189 مليون دولار.