عواصم - (وكالات): أرسلت تركيا أمس المزيد من الدبابات إلى جرابلس شمال سوريا ووجهت تحذيراً شديد اللهجة إلى القوات الكردية لتنسحب من مواقعها غداة سيطرة فصائل مقاتلة سورية مدعومة من أنقرة على البلدة السورية الحدودية من المتطرفين، في وقت استمرت قوات المعارضة السورية في مطاردة عناصر تنظيم الدولة «داعش».
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومسؤولون حكوميون كبار إن هدف «عملية درع الفرات» هو منع وحدات حماية الشعب الكردية السورية من السيطرة على مزيد من الأراضي من خلال ملء الفراغ الذي يخلفه خروج «داعش» قدر استهداف العملية طرد عناصر التنظيم المتشدد نفسه.
وستنضم الدبابات إلى أخرى عبرت الحدود فجر أمس الأول في إطار عملية «درع الفرات» التي نفذتها تركيا بدعم من التحالف الدولي لمكافحة المتطرفين بهدف إبعاد «داعش» والوحدات الكردية عن المنطقة الحدودية مع سوريا. وقد أعلن أردوغان أن الهجوم أدى إلى طرد «داعش» من بلدة جرابلس فيما أعلنت الفصائل السورية المدعومة من أنقرة «انسحاب تنظيم الدولة إلى مدينة الباب» جنوباً.
لكن وزير الدفاع التركي فكري ايشيك دعا وحدات حماية الشعب الكردي إلى الانسحاب والعودة إلى شرق نهر الفرات وإلا فإنها ستواجه تدخلاً تركياً. والعملية الأكبر التي تطلقها تركيا منذ بدء النزاع في سوريا قبل 5 سنوات ونصف السنة، شاركت فيها قوات خاصة تركية على الأرض فيما ضربت المقاتلات التركية أهدافاً لـ»داعش».
ويأتي ذلك دعماً لهجوم بري نفذه مئات من مقاتلي الفصائل المدعومة من أنقرة الذين دخلوا جرابلس بعد مواجهة مقاومة ضعيفة.
وأوضح وزير الدفاع التركي «سنتصرف بطريقة تمنع حزب الاتحاد الديمقراطي من الحلول مكان «داعش» في المنطقة». وفي ستوكهولم، قال نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي زار تركيا مؤخراً إن «الأتراك مستعدون للبقاء طالما كان ذلك ضرورياً في سوريا بهدف القضاء على «داعش»».
وفي تطور آخر، كشف تحقيق أجرته الأمم المتحدة أن جيش الرئيس بشار الأسد شن هجومين كيميائيين في سوريا بينما استخدم «داعش» غاز الخردل. وخلص المحققون إلى أن المروحيات العسكرية السورية ألقت غاز الكلور على بلدتين في محافظة إدلب السورية، هما تلمنس في 21 ابريل 2014 وسرمين في 16 مارس 2015. وأضاف التقرير أن «داعش» استخدم من جهته غاز الخردل في مارع بحلب في 21 أغسطس 2015.
من جهة أخرى، قتل 15 مدنياً بينهم 11 طفلاً في قصف جوي لقوات النظام السوري بالبراميل المتفجرة على حي باب النيرب في الجهة الشرقية لمدينة حلب والخاضع لسيطرة المعارضة السورية. إنسانياً، قال مسؤولون من الأمم المتحدة إن روسيا وافقت على هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في حلب للسماح بتوصيل المساعدات لكن المنظمة الدولية تنتظر ضمانات أمنية من أطراف أخرى على الأرض.
في سياق آخر، توصلت الحكومة السورية والفصائل المقاتلة في مدينة داريا قرب دمشق إلى اتفاق يقضي بخروج آلاف المسلحين والمدنيين من البلدة المحاصرة منذ 2012، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي. وأكد مصدر عسكري أن «الخطوة المقبلة ستكون بدخول جيش الأسد إلى المدينة».