أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى على أهمية التواصل الأخوي بين مملكة البحرين وجمهورية تركيا الشقيقة، فالجمهورية التركية لها مكانتها التاريخية الكبيرة وهي نموذج ناجح يجب أن يحتذى به في المنطقة وأن مملكة البحرين تؤكد أن تركيا هي أخ وشقيق وحليف نعتز به.
وعقد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى اجتماعاً ثنائياً مع رئيس جمهورية تركيا الشقيقة رجب طيب أردوغان في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، تم خلاله استعراض العلاقات الثنائية الوثيقة، إضافة إلى بحث مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية.
ثم عقدت جلسة المباحثات الرسمية الموسعة بين الجانبين البحريني برئاسة عاهل البلاد المفدى والتركي برئاسة الرئيس رجب أردوغان بحضور الوفدين المرافقين.
وألقى جلالة الملك المفدى كلمة خلال الاجتماع اعرب فيها عن ترحيب مملكة البحرين باستتباب الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق بقيادة فخامة الرئيس التركي واستمرار الحكومة التركية لممارسة أعمالها، متمنياً جلالته لتركيا وشعبها دوام التقدم والرخاء والازدهار.
كما أعرب جلالة الملك المفدى عن الشكر والتقدير للرئيس التركي على الدعوة الكريمة لجلالته لزيارة جمهورية تركيا، معرباً جلالته عن تقديره لجمهورية تركيا قيادة وحكومة وشعباً لما حظي به وأعضاء الوفد المرافق من حفاوة واستقبال وكرم الضيافة.
وأكد جلالة الملك المفدى أن زيارته للجمهورية التركية الشقيقة ستفتح آفاقاً جديدة من العمل المشترك وستشكل دفعة قوية للعلاقات العريقة التي تجمع البلدين، منوهاً جلالته بما يجمع البلدين المسلمين من ثقافة متقاربة قوامها الدين الإسلامي الحنيف والتراث الثقافي والحضاري المشترك.
وأعرب صاحب الجلالة عن تقديره لجهود الجالية التركية في مملكة البحرين وإسهاماتها المتواصلة في دعم مسيرة التنمية الشاملة في المملكة على كافة مستويات التطور والبناء والتقدم.
كما أعرب جلالة الملك المفدى والرئيس التركي عن ارتياحهما لمسار العلاقات البحرينية التركية، مؤكدين أهمية مواصلة التشاور والتنسيق الثنائي وتبادل الزيارات والخبرات لما فيه خير البلدين والشعبين.
فيما رحب الرئيس التركي بجلالة الملك المفدى وبالزيارة التي يقوم بها إلى تركيا، وقال إن اتصال جلالة الملك بعد محاولة الانقلاب كان له أبلغ الأثر في نفوسنا جميعاً وأنتم لكم مكانة خاصة في قلوبنا وقلب الشعب التركي ولكم جزيل الشكر باسمي وباسم الشعب التركي لجلالتكم وللشعب البحريني الشقيق ولن ننسى لكم هذا الموقف من الشعب و الحكومة التركية، وستظل مواقف الدعم والمساندة من قبلكم في ذاكرتنا دائماً.
وقال الرئيس التركي «أرجو أن تبلغوا تحياتي لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء هذه الشخصية المعروفة بحنكتها السياسية في المنطقة».
وقال «أود بهذه المناسبة أن أشيد بالعلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وقد وجهت إلى زيادة التعاون والتنسيق في المجالات العسكرية والاقتصادية والتجارية بين تركيا والبحرين والاستفادة من الخبرات التركية في شتى المجالات الصحية ومجالات الطاقة والصناعات وتشجيع السياحة بين البلدين والاستفادة من الخبرة التركية في تنفيذ المشاريع الإسكانية السكن الاجتماعي».
ودعا الرئيس التركي إلى اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين خلال الربع الأخير من هذا العام في جمهورية تركيا من أجل بحث زيادة التعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري الذي سيكون هو هدفنا القادم.
ووجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدعوة إلى جلالة الملك المفدى لحضور مؤتمر الطاقة الذي سيعقد في جمهورية تركيا خلال أكتوبر القادم، مشيداً بمواقف مملكة البحرين تجاه المنظمات الإرهابية.
كما أشادا بما تحقق من تقدم ملحوظ ونجاح كبير على مستوى التعاون بين القطاع الخاص ورجال الأعمال من الجانبين، حيث نوه جلالته والرئيس التركي بأهمية مواصلة هذا التعاون وتطويره خاصة في ظل ما تقدمه البحرين من مزايا للمستثمرين وما توفره من بيئة مناسبة لإقامة مختلف المشاريع وبما تمتلكه تركيا من خبرات واسعة في مجال الصناعة والتجارة والاقتصاد، مشيداً جلالته بالإنجازات الاقتصادية والتنموية البارزة التي حققتها تركيا بفضل قيادة الرئيس التركي والتي أهلتها لكي تتبوأ المكانة المتميزة في محيطها الإقليمي والعالمي.
وجرى خلال جلسة المباحثات بحث الأوضاع الراهنة في المنطقة وتبادل وجهات النظر حيال التطورات ومستجدات الأحداث السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية ومواقف البلدين تجاهها، حيث أكد الجانبان أهمية التشاور والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي بما يعزز من دور البلدين في خدمة القضايا والمصالح العربية والإسلامية. وأكدا دعمهما لكل الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة لما فيه خير ورخاء دولها ومصلحة شعوبها.
وأشاد الملك المفدى في هذا الجانب بالدور المحوري الذي تلعبه جمهورية تركيا في دعم القضايا العربية والإسلامية ومساهماتها الإيجابية مع المجتمع الدولي في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وخدمة قضايا السلام العالمي.
وبحضور حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى و الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا، تم التوقيع على عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم بين البلدين وهي:
1- مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشباب والرياضة بين حكومة مملكة البحرين وحكومة الجمهورية التركية، وقعها من الجانب البحريني سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، بينما وقعها من الجانب التركي وزير الرياضة والشباب تشاغاتاي كيليتش.
2- اتفاقية التعاون القانوني في المسائل المدنية والتجارية والجنائية بين حكومة مملكة البحرين وحكومة الجمهورية التركية، وقعها من الجانب البحريني وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، بينما وقعها من الجانب التركي وزير العدل بكير بوزداغ.
3- بروتوكول تعديل واستكمال بعض أحكام الاتفاقية المبرمة بين حكومة مملكة البحرين وحكومة الجمهورية التركية بشأن الخدمات الجوية، وقعها من الجانب البحريني وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، بينما وقعها من الجانب التركي وزير المواصلات والملاحة البحرية أحمد أرسلان.
4- البرنامج التنفيذي بين حكومة مملكة البحرين وحكومة الجمهورية التركية للتعاون في مجال الثقافة، وقعه من الجانب البحريني وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، فيما وقعه من الجانب التركي وزير التربية والتعليم نابي أفجي.
5- بروتوكول تعاون بين جامعة البحرين ومعهد يونس ايمري التركي، وقعه من الجانب البحريني وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بينما وقعه من الجانب التركي رئيس معهد يونس ايمري التركي البروفيسور د.شريف اتش.
وبارك حضرة صاحب الجلالة والرئيس التركي توقيع هذه الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي ستسهم في تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الوثيق في مختلف المجالات بما يعود بالخير والمنفعة على البلدين والشعبين.
وحضر عاهل البلاد المفدى مساء أمس مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا الشقيقة تكريماً لجلالته والوفد المرافق بمناسبة زيارة جلالة الملك المفدى لتركيا في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، حضرها الوفد المرافق لجلالة الملك المفدى وكبار المسؤولين في الحكومة التركية.
وتبادل صاحب الجلالة مع الرئيس التركي الأحاديث الودية حول ما يجمع البلدين الشقيقين من علاقات وطيدة وتعاون وثيق على كافة المستويات.
كما تم تبادل الهدايا التذكارية بهذه المناسبة، حيث قدم الرئيس رجب طيب أردوغان هدية تذكارية إلى جلالة الملك المفدى، بينما قدم جلالته هدية تذكارية للرئيس التركي.