بيروت - (الجزيرة نت): انتقد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق مؤخراً «سرايا المقاومة» التابعة لـ «حزب الله» اللبناني، ووصفها بأنها سرايا «الاحتلال» و«الفتنة»، مما أثار جدلاً في البلاد، إذ يرى مراقبون أن الحزب يوظف هذه الميليشيات للسيطرة على لبنان، بينما أكد أحد قادة تيار المستقبل في لبنان الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق سعد الحريري والتابع لتحالف «14 آذار» المناهض لإيران والحزب ونظام الرئيس بشار الأسد أن «السرايا تنفذ الأعمال القذرة لـ «حزب الله» في لبنان وتسهم في توتير الشارع، مما دفع وزير الداخلية إلى إثارة الملف».
ويقول مصدر أمني إن هوية هذه المجموعات المسلحة تغيرت منذ ما بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف عام 2006 وانتشار مقاتلي الحزب في بيروت ربيع عام 2008، حيث خضعت هوية وأهداف السرايا إلى إعادة تأسيس تكون مهمتها «خاضعة لحسابات الحزب الداخلية».
ويضيف المصدر أن أهداف سرايا المقاومة لم تعد تتلخص في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتشكيل قوة حماية خلفية لمقاومة إسرائيل، وأن الحزب حوّل السرايا إلى مجموعات عسكرية تنفذ انتشاراً واسعاً ومدروساً في الداخل اللبناني.
ويقول إن السرايا المشكلة من مكونات لبنانية متنوعة طائفياً «تنتشر في مفاصل أساسية في الداخل اللبناني وتحديداً في أحياء من بيروت، وفي المدن والبلدات ذات الموقع الاستراتيجي، أو تلك التي يشكل موقعها الجغرافي عقدة مواصلات تعتبر شريانا حيوياً لحزب الله».
وبإعادة تشكيل سرايا المقاومة بعد عام 2006 وبعد التدخل العسكري في سوريا عام 2011، حققت تقدماً كبيراً في اختراق الكيانات الحزبية التي تجد في «حزب الله» حليفاً، فبعد أن كانت السرايا مجرد مجموعات غير منتمية لأحزاب أو تيارات ويشرف عليها قادة الحزب مباشرة، طوّر «حزب الله» - كما يقول المصدر الأمني - بنية السرايا بضم أجنحة عسكرية وأمنية تابعة لأحزاب صديقة له أو للنظام السوري، مما زاد من عددها وعتادها. ويقول المصدر إنه بالإضافة إلى الجناح الخاص بـ «حزب الله»، توجد في السرايا كيانات عسكرية تابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي، والحزب الشيوعي اللبناني، وحزب البعث العربي الاشتراكي التابع للنظام السوري، والتنظيم الشعبي الناصري، وحزب الاتحاد، والتيار الوطني الحر، والحزب الديمقراطي اللبناني، وحركة التوحيد الإسلامي - جناح الشيخ بلال شعبان، وحركة النضال اللبناني، والحزب العربي الديمقراطي في جبل محسن - طرابلس، ورابطة الشغيلة، وتيار العروبة والعدالة الاجتماعية.
وتتلقى هذه المليشيات تمويلاً من الحزب الذي خصص لها معسكرات للتدريب منفصلة عن معسكرات مقاتليه، ويقول المصدر الأمني إن الحزب «نظم مجموعات عسكرية لشخصيات منشقة عن أحزابها أو لها حيثيات شعبية محدودة في بيروت وطرابلس وعكار والضنية شمالاً وصيدا جنوباً والبقاع شرقاً، وفي كسروان والشوف والمتن بجبل لبنان».
مسمى «سرايا المقاومة» الذي نما سريعاً سمح لـ «حزب الله» بزرع «أحصنة طروادة في كل المناطق اللبنانية»، بحسب وصف أحد قادة تيار المستقبل.
ويضيف القائد -الذي رفض نشر هويته - أن «السرايا تنفذ الأعمال القذرة لـ «حزب الله» في لبنان وتسهم في توتير الشارع، مما دفع وزير الداخلية إلى إثارة الملف».
كما يرى أن «التسريب الإعلامي المتعمد» بشأن وصول عدد مقاتلي السرايا إلى 50 ألف مقاتل وأن لها مهمات داخلية، يثير الكثير من الشكوك بشأن حقيقة أهدافها في لبنان، معتبراً أن «حزب الله» يريد أن يقول إن البلاد كلها باتت في قبضته.