عواصم - (وكالات): أرسلت تركيا أمس 6 دبابات إضافية إلى سوريا لتعزيز العملية العسكرية «درع الفرات» ضد متطرفي تنظيم الدولة «داعش» والمقاتلين الأكراد، في وقت أعلنت فيه مصادر عسكرية أن طائرات تركية دمرت مستودعاً للذخيرة لـ «مجموعات إرهابية» جنوب بلدة جرابلس الحدودية السورية، فيما تتواصل الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في سوريا، رغم فشل أمريكا وروسيا في التوصل لاتفاق بشأن التعاون العسكري ووقف العمليات القتالية في سوريا، لكن البلدين أعلنا أن أمامهما قضايا قليلة «محدودة» يتعين حلها قبل إمكان الإعلان عن التوصل لاتفاق.
واندلعت مواجهات بين دبابات تركية ومقاتلين يدعمهم الأكراد شمال سوريا، في اليوم الرابع من هجوم غير مسبوق لأنقرة يستهدف «داعش» والمقاتلين الأكراد.
وهذه المواجهات هي الأولى منذ أرسلت تركيا الأربعاء الماضي دباباتها إلى الأراضي السورية في إطار عملية «درع الفرات» التي تشكل مرحلة جديدة في النزاع السوري الذي خلف أكثر من 290 ألف قتيل منذ اندلاعه في 2011. ويأتي التطور الميداني غداة إعلان واشنطن وموسكو عدم إحراز تقدم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار فيما تستمر المعارك عنيفة في سوريا وخصوصاً في مدينة حلب شمال البلاد. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بـ «اندلاع مواجهات في محيط قرية العمارنة بين مجلس جرابلس العسكري المدعوم من القوات الكردية ودبابات تركية».
وبحسب المرصد، بدأت الاشتباكات «بعدما تقدمت دبابات تركية إلى محيط القرية» الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي على بعد 8 كيلومترات جنوب مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا والتي سيطرت فصائل معارضة تدعمها أنقرة عليها هذا الأسبوع بعد طرد مقاتلي «داعش» منها.
وجنوب جرابلس أيضاً، دمر الجيش التركي مركز قيادة لـ «مجموعات إرهابية»، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول شبه الحكومية، لكن مقاتلين معارضين يدعمون الأكراد السوريين أكدوا أن الطيران التركي استهدفهم. وقال المجلس العسكري لجرابلس المرتبط بـ «قوات سوريا الديمقراطية» التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، في بيان أن «طائرات تركية قصفت مواقعنا جنوب جرابلس وفي قرية العمارنة».
وفي وقت سابق، أرسل الجيش التركي 6 دبابات إضافية إلى الأراضي السورية بحسب مصادر في قرية كركميش على الحدود التركية. وبعد 3 أيام من العمليات، بات الجيش التركي ينشر 50 دبابة و380 جندياً في سوريا وفق صحيفة «حرييت» التركية.
وتسعى أنقرة من عملية «درع الفرات» إلى التصدي للمتطرفين وفي الوقت نفسه منع الأكراد السوريين من السيطرة على منطقة محاذية لحدودها تشكل تهديداً مباشراً لأمنها.
وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي، أكبر الأحزاب الكردية في سوريا، وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية تنظيمين «إرهابيين».
وتتعرض قوات الأمن التركية لهجمات شبه يومية يشنها مقاتلو حزب العمال الكردستاني، أسفر آخرها الجمعة الماضي في جيزري جنوب شرق تركيا عن مقتل 11 شرطياً.
من جهة أخرى، استعاد جيش الرئيس بشار الأسد السيطرة على مدينة داريا بالكامل قرب دمشق بعد حصارها لأربعة أعوام، إثر إخراج آخر المقاتلين والمدنيين منها، وفق ما أكد مصدر عسكري سوري.
وقال المصدر بعد خروج آخر الحافلات التي أقلت مدنيين ومقاتلين من المدينة «باتت مدينة داريا بكاملها تحت سيطرة الجيش ولم يعد هناك وجود لأي مسلح فيها»، مضيفاً «دخل الجيش داريا كلها».
ميدانياً أيضاً، قتل وأصيب عشرات المدنيين جراء سقوط برميلين متفجرين بفاصل دقائق بينهما على حي تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب السورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونشرت وكالة شهبا برس المحلية للأنباء التي أفادت بمقتل عشرات المدنيين جراء سقوط البرميلين، صوراً للمنطقة المستهدفة، تظهر جثتين من جثث القتلى.
وتشهد مدينة حلب منذ صيف 2012 معارك مستمرة بين قوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية والفصائل المعارضة التي تسيطر على الأحياء الشرقية. وغالباً ما تتعرض الأخيرة لقصف جوي بالبراميل المتفجرة أوقعت آلاف القتلى فيما ترد الفصائل بإطلاق القذائف على الأحياء الغربية.
في غضون ذلك، حض المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا أطراف النزاع في البلد على أن يعلنوا بحلول اليوم ما إذا كانوا سيلتزمون الهدنة الإنسانية التي مدتها 48 ساعة في مدينة حلب التي تستمر فيها المواجهات.
من ناحية أخرى، قال وزير خارجية فرنسا جان مارك إيرولت إن تقريراً أصدرته الأمم المتحدة بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا هو فرصة لدفع روسيا لقبول قرار يدين النظام السوري واستئناف المفاوضات السياسية.
وخلص تحقيق مشترك للأمم المتحدة والمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية إلى أن قوات الحكومة السورية مسؤولة عن هجومين بغاز سام وأن تنظيم الدولة استخدم غاز خردل الكبريت.