عواصم - (العربية نت، وكالات): قامت قوات خاصة من الأمن الإيراني بقتل ناشط من القومية التركية الآذرية بإطلاق النار المباشر عليه بعد محاصرة منزله في قرية تقع على الحدود الإيرانية الأذرية، شمال غرب البلاد، وذلك أثناء اشتباكها مع شبكة تهريب مشروبات كحولية داخل القرية، بينما وضع النائب العام في طهران قيوداً جديدة أكثر صرامة على تنظيم الحفلات الموسيقية والثقافية في العاصمة الإيرانية، وهو موضوع يثير جدلاً حاداً في إيران منذ أسابيع عدة.
وبينما نقلت وسائل إعلام حكومية إيرانية عن رئيس محكمة ناحية خدا آفرين، أن المواطن صياد نجاد علي، قتل أثناء اشتباكات حصلت بين قوى الأمن ومهربي مشروبات كحولية في قرية حسرتان التي تقع على المثلث الحدودي الإيراني الأذري الأرمني، يقول ناشطون أتراك إن الناشط المدني قتل «عمداً» على يد عناصر الأمن.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، عن رئيس المحكمة قوله إن «شبكة التهريب المكونة من أعضاء إيرانيين وأجانب، حاولوا إدخال حمولة مشروبات كحولية تقدر بخمسة مليارات ريال «130 ألف دولار تقريباً»، من حدود أرمينيا، عن طريق نهر آراس، وقد اشتبكوا مع الشرطة حيث قتل أحدهم أثناء تبادل إطلاق النار بين البلدين».
لكن موقع «آراز نيوز» الذي يغطي أخبار إقليم آذربيجان الإيراني، نقل عن طاهرة علي بور، زوجة المقتول، قولها إن «دائرة الاستخبارات أبلغتهم بأن صياد قتل عن طريق الخطأ، بينما كان عناصر الأمن يبحثون عن شخص آخر من أعضاء شبكة تهريب المشروبات الكحولية».
وقالت زوجة المغدور إن «الاستخبارات أحالت الملف إلى المحكمة، وسط أنباء عن أن السلطات تنوي دفع دية المقتول لأسرته تفادياً للغضب الشعبي».
من جهتهم، وقع أهالي القرية على عريضة طالبوا خلالها السلطات بفتح تحقيق عن ملابسات الحادث وتقديم القتلة إلى العدالة.
من جهة أخرى، وضع النائب العام في طهران قيوداً جديدة أكثر صرامة على تنظيم الحفلات الموسيقية في العاصمة الإيرانية، وهو موضوع يثير جدلاً حاداً في إيران منذ أسابيع عدة.
وقال النائب العام عباس جعفري دولت أبادي، بحسب ما نقلت عنه وكالة «ميزان أون لاين» التابعة للسلطة القضائية «إن نيابة طهران تطلب بان تضمن المحافظة امن الحفلات الموسيقية، على أن تتأكد وزارة الثقافة من المضمون، وتصور الشرطة الحفلة».
وبات بذلك على وزارة الثقافة أن تعطي موافقتها على النص والموسيقى قبل خروج أي ألبوم غنائي، والأمر سيان بالنسبة إلى تنظيم حفل غنائي.
وقام مسؤولون محليون في العديد من المدن الإيرانية خلال الأسابيع القليلة الماضية بإلغاء حفلات موسيقية عدة بضغط من رجال دين متشددين، مع أنها كانت حصلت على الأذونات اللازمة من وزارة الثقافة.
وفي مدينة مشهد شمال شرق البلاد، حيث لم ينظم أي حفل غنائي منذ 11 عاماً، أذن وزير الثقافة علي جنتي بإقامة حفلات موسيقية، إلا أنه لقي معارضة قوية من رجال دين متشددين.
وقال أحمد عالم الهدى أمام مسجد مشهد الرئيس «إن مشهد مدينة دينية (...) وعلى الجميع أن يعلموا بأن المؤمنين لن يسمحوا بأن تتحول إلى مركز للفسق» مضيفاً «من يريد الاستماع إلى حفلات موسيقية ما عليه سوى الذهاب إلى مدن أخرى».
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية أن الوزير جنتي أجبر على التراجع «بسبب وجود ضريح الأمام الرضا ومعارضة البعض خصوصاً إمام مسجد المدينة».
وانتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني الأسبوع الماضي علناً وزير الثقافة لتراجعه.
والمعروف عن روحاني أنه يدعو إلى مزيد من الحرية السياسية والثقافية في البلاد وينوي الترشح لولاية ثانية في أبريل 2017.
وقال روحاني «لا يجوز لأي وزير أن يرضخ للضغوط ويتراجع عن قراره حتى لو كانت هذه الضغوط كبيرة» مضيفاً «إن إيران دولة قانون وفي حال لم يتم التقيد بالقوانين سندخل في الفوضى». إلا أن كلام روحاني لم يدفع وزير الثقافة إلى تغيير رأيه.
ووجه نحو 5 آلاف موسيقي رسالة مفتوحة إلى الرئيس روحاني يطلبون منه فيها التدخل «لاحترام حقوقهم والتقيد بالقوانين» بحسب ما نقلت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية.
واعتبر الموقعون في رسالتهم أن منع الحفلات الموسيقية في مشهد «كارثة تطيح بالموسيقي وقد تطيح غداً بما تبقى من الثقافة».
وحاول معترضون منع إقامة حفلة غنائية في مدينة يزد جنوب البلاد للمغني التقليدي الشهير شاهرام ناظري وابنه حافظ ناظري، بحسب ما قالت المسؤولة الصحافية للمغنيين. وأوضحت أنه تم بث أناشيد دينية خلال الحفلة الغنائية عبر مكبرات للصوت من خارج قاعة الحفلة، في محاولة واضحة للتشويش عليها.
وكان مسؤول في السلطة القضائية أعلن قبل فترة قصيرة أن «أقل من 1% من الحفلات الغنائية» التي تلقت الأذونات اللازمة، ألغيت بسبب تدخل سلطات محلية.
ويعتبر الخصوم المحافظون للرئيس روحاني أنه يتقصد إبراز الحفلات التي ألغيت لكسب رضا فئة من الناخبين بعد أن بات، بحسب قولهم، عاجزاً عن الدفاع عن حصيلته الاقتصادية.
بالمقابل يتهم أنصار روحاني المحافظين بالعمل على منع الحكومة من تنفيذ وعودها بمنح الإيرانيين مزيداً من الحريات.