عواصم - (العربية نت، وكالات): أكد السفير السعودي في بغداد، ثامر السبهان أن «سياسة السعودية ثابتة ولا ترتبط بالأشخاص، ولن تتخلى المملكة عن عروبة العراق»، مشيراً إلى أن «العراقيين يعانون من ضغوط وأجندات معينة تفرض سياستها عليهم»، مضيفاً «أعان الله العراقيين بسبب مجاورتهم لدولة عدوانية ضد جيرانها».
وجاءت تصريحات السبهان لقناة «العربية» رداً على مطالبة وزارة الخارجية العراقية باستبداله.
وقالت مصادر أن بغداد طلبت من الرياض تغيير سفيرها بعد تصريحاته عن تدخل إيران في الشؤون العراقية وعن اضطهاد السنة مما أثار غضب الساسة الشيعة المحليين وقادة فصائل مسلحة.
وأوضح السبهان أن السعودية تتفهم «الضغوط التي يفرضها مستشارون عسكريون من دول أخرى على العراقيين»، في إشارة إلى التدخل الإيراني.
وذكر أن «سياسات المملكة في العراق لن تتغير وأن العلاقات السعودية مع السياسيين العراقيين ودية».
وتابع أن «العلاقة ودية مع السياسيين العراقيين»، مضيفاً «ما يحدث معنا، التحدث أمام بعضنا البعض هو يختلف اختلافاً كلياً عما يحدث في الإعلام وتصريحاتهم في الإعلام، وأنا مقدر لظروفهم ومقدر للضغوط التي تمارس عليهم والتهديدات التي تمارس عليهم وهذا شيء طبيعي من دولة توجد فيها تدخلات عسكرية من دول أخرى ومستشارين عسكريين من دول أخرى».
وقال السبهان «أعان الله العراقيين بسبب مجاورتهم لدولة عدوانية ضد جيرانها».
وكانت وزارة الخارجية العراقية طلبت من نظيرتها السعودية استبدال سفيرها لدى بغداد، ثامر السبهان، إثر تصريحات وصفها الجانب العراقي بأنها «تجاوز للتمثيل الدبلوماسي».
وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد جمال إنه «تم توجيه طلب رسمي إلى الرياض، يتضمن استبدال سفيرها لدى بغداد، بسبب بعض التصريحات الإعلامية للسفير»، وفق المتحدث.
وأعادت السعودية فتح سفارتها في بغداد في ديسمبر الماضي بعد أن أبقتها مغلقة منذ الغزو العراقي للكويت عام 1990.
والسبهان هو أول سفير سعودي يعين منذ إعادة فتح السفارة التي اعتبرت إيذاناً بتعاون أوثق في محاربة تنظيم الدولة «داعش» الذي يسيطر على مساحات كبيرة من أراضي العراق وسوريا وأعلن مسؤوليته عن تفجيرات في السعودية.
وقدم ساسة شيعة في العراق وفصائل مسلحة طلبات متكررة لاستبعاد السبهان الذي دعا الحكومة العراقية إلى استبعاد الفصائل الشيعية المسلحة من حملتها العسكرية على «داعش» لتجنب انتهاكات ضد السنة في العراق.
وتحدث السبهان مراراً في الأيام الأخيرة عن «مخطط إرهابي» لاغتياله بعد أن قال أوس الخفاجي زعيم أحد الفصائل الشيعية المسلحة في حديث مع قناة تلفزيونية عراقية محلية إن «قتل السفير السعودي شرف».
ورد السبهان على رسائل تعبر عن التضامن معه بعد إعلان العراق رغبته في استبداله قائلاً على تويتر «أنا خادم لهذا الدين ولهذه القيادة حفظها الله التي تسعى لنصرة الحق وما فيه خير للإسلام والمسلمين وللوطن وأبنائه الذين اعتز وأتشرف أني منهم».
من جهة أخرى، قال الأمين العام لميليشيا حركة «النجباء» في العراق أكرم الكعبي إن الحشد الوطني صنيعة أجنبية، مضيفاً من العاصمة الإيرانية طهران أنه لن يكتب للحشد النجاح، كما أقر بوجود عناصر من «حزب الله» اللبناني في العراق.
وفي مؤتمر صحفي من طهران، قال الكعبي إن الحشد الوطني أنشئ من قبل من سماهم «دواعش السياسة»، وهم من أهالي منطقة الموصل بمحافظة نينوى شمال غرب العراق الذين طلبوا من تركيا إرسال مستشارين عسكريين لمساعدة تلك القوات، وفق قوله. وأضاف «هذا الحشد لأنه بني بأجندات خارجية لن يكتب له النجاح».
وأكد أن لـ «حزب الله» اللبناني علاقة وثيقة بحركة النجباء، وأنه يوجد في العراق أفراد تابعون للحزب منذ «عهد الاحتلال الأمريكي».
وأشار إلى أن عناصر «حزب الله» يعملون في العراق مستشارين إلى جانب مليشيا «الحشد الشعبي»، على اعتبار أنهم «ينقلون خبرتهم في مقاومتهم ضد إسرائيل إلى العراق».من جهة ثانية، حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من تحويل الحكومة القادمة إلى حكومة ميليشيات في حال مشاركة فصائل «الحشد الشعبي» في انتخابات مجالس المحافظات والبرلمان.
وأفاد بيان لمكتب الصدر بأن تصريحات الأخير جاءت رداً على معلومات حول تسجيل مفوضية الانتخابات كيانات تتضمن أسماء تشير إلى «الحشد الشعبي»، تمهيداً لدخولها في الانتخابية المقبلة.
وقال الصدر إن مثل هذه التسميات ستؤدي إلى زج المعركة ضد تنظيم «داعش» في السياسة، ما يعني تشويه سمعة المعركة وتحوّل الحكومة إلى حكومة عسكرية أو ميليشياوية، وكسب أصوات الشعب بغير وجه حق.