عواصم - (وكالات): تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تقاتل بلاده متطرفي تنظيم الدولة «داعش» والمقاتلين الأكراد السوريين «بالعزيمة نفسها» وذلك في اليوم الخامس من العملية العسكرية التركية «درع الفرات» في سوريا، دعماً لفصائل سورية ضد «داعش» والمقاتلين الأكراد، فيما أعلن الجيش التركي قتله «25 إرهابياً» كردياً، مؤكداً اتخاذه الإجراءات اللازمة «لتفادي» سقوط مدنيين، وفق ما أوردت وكالة الأناضول الرسمية.
وتوغل الجيش التركي وحلفاؤه من المعارضة في سوريا ليسيطروا على أراض كانت تحت سيطرة قوات مرتبطة بالأكراد في اليوم الخامس من «درع الفرات».
وقال أردوغان في تجمع في مدينة غازي عنتاب جنوب شرق البلاد «سنقدم كل أشكال المساهمة للعمل لإخراج «داعش» من سوريا».
وأضاف «بالنسبة لحزب الاتحاد الديمقراطي الإرهابي في سوريا، فإننا سنقاتله بالعزيمة نفسها»، في إشارة إلى الحزب الموالي للأكراد شمال سوريا ووحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل جناحه العسكري.
وكثفت القوات التركية هجومها وقصفت الطائرات والمدفعية التركية مناطق تسيطر عليها قوات موالية للأكراد في مدينة جرابلس. واكد اردوغان امام الاف من انصاره كانوا يلوحون بالعلم التركي في غازي عنتاب انه «مستعد ومصمم على تطهير المنطقة من الجماعات الإرهابية».
وأضاف «لن نسمح مطلقاً بأي نشاط إرهابي على حدودنا أو قربها».
واعلن الجيش التركي أنه قتل «25 إرهابياً» من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في غارات على منطقة جرابلس. وأكد في بيان نقلته وكالة الأناضول التركية الرسمية أنه «تم اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية الممكنة لتفادي إصابة المدنيين الذين يعيشون في المنطقة» مضيفاً «نعتمد أكبر قدر من الحذر في هذا الصدد». وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية منظمتين «إرهابيتين».
وأقرت أنقرة بمقتل جندي تركي وإصابة 3 جراء هجوم صاروخي استهدف دبابتين تشاركان في الهجوم قرب جرابلس. واتهمت مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية باستهداف الدبابتين.
وأفادت قناة إن تي في التلفزيونية بأن المدفعية التركية ضربت أهدافاً تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية في وقت شنت مقاتلات تركية ضربات خلال طلعات جوية. ومنذ بدء الهجوم، تمكنت الفصائل المدعومة من أنقرة من السيطرة على جرابلس، التي كانت تعد أحد آخر معقلين للتنظيم المتطرف في محافظة حلب. كما تمكنت من السيطرة على نحو 10 قرى في ريف جرابلس الجنوبي، آخرها قريتا العمارنة وعين البيضا.
وفي تطور آخر، قال القيادي بالمعارضة السورية المسلحة وقائد جماعة السلطان مراد العقيد أحمد عثمان إن معارضين مدعومين من تركيا يتطلعون لانتزاع السيطرة على مدينة منبج من قوات متحالفة مع الأكراد بينما تصاعد الصراع بين الطرفين شمال سوريا. وانتزع تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي يضم وحدات حماية الشعب الكردية مدينة منبج الواقعة على الضفة الغربية من نهر الفرات هذا الشهر من قبضة «داعش» في هجوم مدعوم من أمريكا. وذكر أن «القوات المعارضة المدعومة من تركيا تتوجه بالتأكيد باتجاه منبج لأن قوات سوريا الديمقراطية لم تخلِ مواقعها ولكن قامت بالتحصين». وطالبت الولايات المتحدة وتركيا بأن تنسحب القوات الكردية إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات.
من جهة أخرى، وثقت الكاميرات في حي الوعر بحمص مشهداً مؤلماً جديداً لضحايا من الأطفال السوريين ممن يفتك بهم القصف. وأظهر مقطع نشر على وسائل التواصل الاجتماعي طفلاً سوريا أصيب بحروق بالغة في إثر تعرض الموقع الذي كان فيه لقصف شنته قوات النظام مستخدمة على ما يبدو قنابل حارقة.
وفي جنيف، لا يزال الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا ينتظر ردود اطراف النزاع على اقتراحه هدنة إنسانية من 48 ساعة في مدينة حلب، بعدما أعربت روسيا عن تأييدها لوقف إطلاق النار.
وأبدت 8 فصائل مقاتلة، بينها حركتا نور الدين الزنكي وأحرار الشام الإسلامية، في بيان «كامل الاستعداد» للتعاون مع الأمم المتحدة من أجل «تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى حلب» لكنها أبدت اعتراضها على اعتماد طريق الكاستيلو، شمال حلب، لإدخال المساعدات.
من ناحية أخرى، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت روسيا إلى التنديد باستخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي، وذلك قبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي في هذا الشأن.
وخلص تقرير للأمم المتحدة إلى أن النظام السوري نفذ هجومين كيميائيين في محافظة إدلب.
لكن موسكو أحجمت عن إدانة حليفها. وقال جان مارك ايرولت إنه يضغط من أجل إقناع أعضاء مجلس الأمن لإدانة النظام السوري.