حسن الستري
أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن البحرين لن تلتفت للحظة واحدة لأي صوت يحاول أن يبتزها من الخارج، وخصوصاً من «مجلس حقوق الإنسان»، منتقداً «حجم التسييس» الموجود في مجلس حقوق الإنسان.
وحث، خلال مؤتمر صحفي أمس بمقر الوزارة مع الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى ضرورة التعامل مع البحرين بجدية، والابتعاد عن المواقف السياسية التي لا تخدم أي وضع بأي شكل من الأشكال.
وأضاف أن مجلس حقوق الإنسان في الفترة الأخيرة سيّس الكثير من الأمور ونحن لا يهمنا ذلك ولا يؤثر علينا بشيء، وما يهمنا في المقام الأول الالتزام بالاتفاقيات والالتزامات الدولية والآليات الصحيحة والمضي قدماً بها.
واعتبر الوزير البحرين من أكثر دول العالم تعاوناً مع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وبين أن مباحثاته مع أبو الغيط تمحورت حول العمل العربي المشترك والأوضاع في سوريا واليمن والعلاقات مع دول الجوار ومسألة الإرهاب، مع وجود رؤية واضحة للتعامل معها.
وكشف أن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى سيزور روسيا، حيث وجهت لجلالته دعوة لحضور معرض دفاعي كبير، وسيجتمع جلالته على هامشه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة.
وجدد وزير الخارجية التهنئة لأبو الغيط بتوليه منصب أمين عام جامعة الدول العربية، مؤكداً أن البحرين لن تدخر أي جهد لدعم جامعة الدول العربية ومساعي أمينها العام أبو الغيط في منصبه الجديد لتقوية العمل العربي المشترك وهو أساس استقرار العالم العربي في هذا التوقيت المهم.
بدوره، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط دعم الجامعة العربية لموقف البحرين في الدفاع عن أمنها واستقرارها، معرباً عن ثقته بإمكانية أن تحقق البحرين كل التقدم والرخاء الذي تطمح له بقيادة صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى.
وقال أتقدم بالشكر الجزيل لصاحب الجلالة الملك المفدى ورئيس الوزراء وولي العهد ووزير الخارجية على دعم ترشحي لمنصب الأمين العام، لقد اتسمت البحرين خلال رئاستها للمجلس الوزاري بتقديم الإنجازات الكثيرة وأبدأ سلسة من الزيارات من البحرين، لأن رئاسة البحرين للمجلس الوزاري تتبعها تونس، وسأغادر من البحرين إلى تونس استمراراً في الإعداد لذلك.
وأشار إلى أنه قام بمناقشة قضايا الشأن العربي خلال اجتماعه مع وزير الخارجية، موضحاً أن الشأن العربي هو الاهتمام الأساسي للجامعة العربية وأن الوضع العربي يحتاج إلى الكثير من العمل البناء والجهد لتستقيم الأمور.
وقال «ناقشنا الملف السوري والليبي واليمني، واتفقنا على ضرورة تجميع الإرادة العربية وتسوية اختلافات الرؤى بين الأشقاء لندفع بالعمل العربي المشترك للأمام. وكوني أميناً عاماً للجامعة العربية فإنني أقف وبقوة مع البحرين ونؤيدها ضد أي تهديدات خارجية وهناك قرارات صادرة عن الجامعة العربية لدعم البحرين ضد هذه التهديدات ودائماً سنقف معكم، وأثق أن البحرين ستمضي في الطريق الصحيح الذي يؤمن لها كل التقدم والرخاء.
وعن الملف السوري، قال:»من المؤسف أن أقول إن الجامعة العربية تمت تنحيتها في الأزمة السورية منذ سنوات عديدة، ومن أجل عودتها نحتاج إلى تجميع الموقف العربي لنستطيع وضع الجامعة في جوهر واجهة التسوية، وبما يتعلق بالمدن التي تدمر وتحاصر، وتابعنا بقدر من القلق التطورات التي حدثت بتفريغ سكان مدينة من أهلها لأنه يشير إلى التغيير الديمغرافي وبالتالي هذا أمر لابد من أن تنتبه له الأمم المتحدة، التوصل إلى اتفاقات تؤدي إلى التغيير الديمغرافي أمر خطير».
وعن قضية الجزر الثلاث الإماراتية، قال: «هناك بيانات تأييد لموقف الإمارات من الجزر الثلاث ومطالبة بإنهاء الاحتلال الإيراني لهذه الجزر ولكن في الأسابيع الأخيرة تم تنشيط اجتماعات لجنة الخبراء لتفعيل القرارات الصادرة من القمة، واللجنة مكونة من خبراء من كل من: البحرين والسعودية ومصر والإمارات وهم يبحثون آلية لتقديمها للتصدي لأي تهديدات خارجية، والخبراء أعدوا تقريراً لتقديمه في الاجتماع المقبل وآمل استمرار الجامعة العربية للتصدي لهذا الشأن.
وعن الترتيبات الأمنية في المنطقة، قال:» في تقديري، إن الترتيبات الأمنية في هذه المنطقة يجب أن تنبع من البيت العربي وتكون الترتيبات عربية، ونستطيع أن نعطي الآخرين حق التعامل معنا والتوصل إلى اتفاقات معنا، ومن المهم أن يغير الطرف الآخر الرئيسي المطل على الخليج تعامله، نرى توجهات إيران للتهديد والانتشار وفرض السياسات والرؤى وهذه المواقف لابد من تغييرها لإمكانية الالتقاء، من الطبيعي أن القوى الرئيسة والعظمى في العالم لها اهتماماتها بمنطقة الخليج لأنها منطقة طبرى للنفط وأي تفاهمات في هذا الصدد لابد أن تأخذ في الحسبان البيت العربي، القدرة العربية، الأطراف العربية، ودول العمق العربي الأردن ومصر.