في خضم ما نعيشه هذه الأيام من فوضى عارمة تجتاح معظم الشباب والمراهقين لا سيما في مواعيد النوم، الأمر الذي يؤثر سلباً على نمو أجسامهم وعقولهم، ناهيك عن اضطرابات في السلوك والتصرفات، وإصابة الكثير منهم بنوبة اكتئاب بسبب عدم انتظام ساعات النوم، والحرمان غالباً من نوم الليل، وبين هذا وذاك نجد أن كثيراً من الشباب والمراهقين ممن يعاني من هذه الحالة يلجأ مع بدء أيام الدراسة التي هي على الأبواب إلى تناول بعض العقاقير التي تساعد على النوم، ومن أشهر تلك العقاقير: بنادول نايت، الذي يباع - مع الأسف- في جميع الصيدليات والأسواق، ويسمح للجميع بشرائه من غير وصفة طبية.
وقد لا يخطر ببال أحد من أولياء الأمور خطورة هذا الدواء، إلا أنني بصدد نقل تجربة قد تغير المعادلة عند الأكثر بحول الله وقوته، ذلك أننا في جمعية التعافي من المخدرات قمنا بتحليل عينة من «بول» أحد النزلاء ممن تناول هذا العقار «بنادول نايت» مع أنه ليس مصنفاً من المخدرات، ولا يذكر في مكوناته بأن فيه شيئاً من المخدرات، إلا أن له تأثيراً على صاحبه كتأثير المخدر، فكانت المفاجأة بأن العينة جاءت موجبة، بما معناه أن الدواء قطعاً له تأثير كتأثير المخدر.
وللعلم توجد أدوية أقل تأثيراً من «بناول نايت» مما يصنف عالمياً ضمن الأدوية التي تحتوي على نسبة ولو بسيطة من المخدرات قد لا تظهر في التحليل الذي نعتمده داخل الجمعية، وبعض تلك الأدوية محظور بيعه وتداوله في عامة الصيدليات والأسواق ولا يصرف إلا بوصفة من قبل استشاري متخصص، فكيف بهذا الدواء؟!!
من هذا المنبر نتساءل.. لماذا تساهلت وتجاهلت الجهات المختصة أمره؟!! ولماذا يسمح ببيعه من غير وصفة طبية؟!! كل تلك الأسئلة أرجو أن أجد لها جواباً من قبل وزارة الصحة الموقرة، ولكن إلى تلك اللحظة أرجو من أولياء الأمور الحرص على عدم تناول أبنائهم لهذا الدواء أو غيره من الأدوية الجالبة للنوم، لأن أضرار هذا الأمر وخيمة، والتساهل في مثل هذه الأمور يفضي إلى ما هو شر منه لا قدر الله.
تغريدة: ابتعد عن الأدوية بشكل عام ما دمت بصحة وعافية، ولا تتناول شيئاً منها إلا بعد الرجوع للطبيب الحاذق والمختص، ودفع الله عنا وعنكم أنواع البلاء.
أحمد يوسف صلاح الدين
العضو المؤسس وأمين سر جمعية التعافي من المخدرات