عواصم - (وكالات): أكدت تركيا أنها ستواصل استهداف المقاتلين الأكراد شمال سوريا طالما أنهم لم ينسحبوا إلى شرق الفرات، وذلك في اليوم السادس من دخول القوات التركية إلى شمال سوريا، في تجاهل لقلق أعلنت عنه واشنطن، فيما اتهم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو وحدات حماية الشعب الكردي بالقيام بعمليات «تطهير عرقي» في سوريا، في وقت أعلنت فيه أن مقاتلين مدعومين من قوات «سوريا الديمقراطية» تراجعوا في جرابلس جنوباً إثر تقدم القوات التركية والمعارضة السورية، بينما أفاد ناشطون بأن نظام الرئيس بشار الأسد طالب مسلحي المعارضة المحاصرين في بلدة المعضمية غرب دمشق بتسليم أسلحتهم والخروج منها، مهددا باقتحام البلدة وإخلائها من المدنيين في حين كثف طيران النظام قصفه حي الوعر بحمص وريفها في محاولة لإخلائه على غرار ما حدث في بلدة داريا المجاورة. بينما أعلن فصيل جند الأقصى وفصائل عسكرية من الجيش السوري الحر التابع للمعارضة المسلحة، السيطرة على 4 حواجز تابعة لقوات النظام بريف حماة الشمالي، إثر معركة «كبيرة» أطلقتها في المنطقة.
وواصلت القوات التركية عملية «درع الفرات» داخل سوريا التي تستهدف تنظيم الدولة «داعش» ووحدات حماية الشعب الكردي وقصفت عشرات الأهداف.
وأعلن الجيش التركي في بيان أنه أطلق النار 61 مرة على مواقع شمال سوريا، فأصابت 20 هدفا خلال الساعات الـ 24 الماضية. وقالت أنقرة إنها قتلت 25 كردياً «إرهابياً» في ضربات استهدفت مواقع وحدات حماية الشعب الكردي، بعد يوم من مقتل جندي تركي في هجوم صاروخي اتهمت تلك الوحدات بشنه.
وتخشى تركيا من أن يؤدي إنشاء منطقة كردية تتمتع بحكم ذاتي في سوريا إلى تقوية المسلحين الأكراد في جنوب شرق البلاد.
وكان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن الأربعاء الماضي في أنقرة أن واشنطن أبلغت بوضوح الوحدات الكردية بالتراجع شرقاً إلى ما وراء نهر الفرات وأنها «لن تحظى تحت أي ظرف كان بدعم الولايات المتحدة في حال لم تحترم تعهداتها».
إلا أن أنقرة قالت إنها لم تر دليلاً على ذلك.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في مؤتمر صحافي إن وحدات حماية الشعب الكردي «وكما وعدت الولايات المتحدة بنفسها وقالوا هم أنفسهم، يجب أن ينتقلوا إلى شرق الفرات في أسرع وقت ممكن وطالما لم يفعلوا ذلك سيبقون هدفاً».
واتهم الوزير التركي المقاتلين الأكراد في وحدات حماية الشعب الكردي بالقيام بـ»تطهير اتني» في سوريا. وقال في هذا الصدد «في الأماكن التي تحل فيها ترغم وحدات حماية الشعب الكردي الجميع على النزوح بمن فيهم الأكراد الذين لا يفكرون مثلها، وتقوم بتطهير اتني».
وأضاف أن المنطقة المحيطة بمدينة منبج غرب الفرات والتي استولت عليها الوحدات الكردية المقاتلة في الآونة الأخيرة من أيدي «داعش»، تضم غالبية عربية.
وتتهم تركيا وحدات حماية الشعب الكردي بأنها منبثقة من حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمرداً دامياً في الأراضي التركية منذ 3 عقود. وقصفت طائرات عسكرية تركية مواقع لحزب العمال الكردستاني شمال العراق، بحسب وكالة الأناضول.
ورحب وزير الخارجية التركي بنجاح العملية الخاطفة في بلدة جرابلس التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية المدعومة من أنقرة اعتباراً من الأربعاء الماضي. وقال إن «هدف هذه العملية هو تطهير المنطقة من تنظيم «داعش» الإرهابي».
وينشر الجيش التركي 50 دبابة ومئات الجنود على الأراضي السورية في إطار عملية «درع الفرات».
وقال المجلس العسكري لجرابلس والتابع لقوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردي، إن قواته انسحبت إلى جنوب نهر ساجور على بعد 20 كلم جنوب جرابلس.
ويلبي ذلك المطالب التركية، إلا أن القوات التابعة لقوات «سوريا الديمقراطية» لا تزال في مدينة منبج وشمالها غرب الفرات.
وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتلموش أن أحد أبرز أهداف عملية «درع الفرات» التي أطلقتها تركيا الأسبوع الماضي شمال سوريا هو منع إقامة ممر كردي ممتد من العراق إلى شواطى البحر المتوسط. وأشار إلى أنه تم إبلاغ جميع الأطراف بالعملية التي بدأتها تركيا في سوريا بما في ذلك نظام الرئيس بشار الأسد العدو اللدود لأنقرة. وقال «تم إبلاغ جميع الأطراف المعنية (..) بما فيها الإدارة السورية التي تم إطلاعها من خلال روسيا، نحن متأكدون من ذلك». من جانبه، قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي عمر جليك إنه لا يحق لأحد أن يحدد لتركيا أي تنظيم إرهابي يمكنها قتاله. وأضاف في مؤتمر صحفي في أنقرة «لا يحق لأحد أن يقول لنا أي تنظيم إرهابي يمكننا قتاله وأي تنظيم نتجاهله».