أنس الأغبش



فقد المجتمع البحريني أمس، رجل الأعمال الوجيه عبدالعزيز بن جاسم كانو، بعد أن غيبه الموت عن عمر يناهز الـ 85 عاماً، حيث كان الفقيد يشغل منصب رئاسة مجموعة يوسف بن أحمد كانو وأحد مؤسسيها في المملكة العربية السعودية ونائباً لرئيس مجلس الإدارة للشركة في البحرين.
والفقيد هو والد علي وسعود وبدر ونواف، وشقيق كل من المرحوم محمد ومبارك والمرحوم عبدالرحمن و د.عبداللطيف، وكان من مؤسسي جائزة «يوسف بن أحمد كانو» التي تساهم في تشجيع المبدعين والمفكرين العرب، وكان ورئيس مجلس إدارة عدة شركات داخل وخارج مملكة البحرين وكانت للفقيد إسهامات خيرية عديدة.
وسيوارى جثمان المرحوم الثرى اليوم الخميس بعد صلاة العصر في مقبرة المنامة. وتقبل التعازي للرجال في مجلس كانو في الماحوز ابتداءً من غد الجمعة واليومين التاليين، وللنساء في منزل المتوفى بمجمع كانو في الماحوز.
وأكد اقتصاديون لـ»الوطن»، أن للفقيد بصمات واضحة في العمل الإنساني الخيري ليس على مستوى البحرين فحسب بل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، حيث إن كثيراً من أفرد المجتمع يعيشون على نفقة مؤسسة «يوسف بن أحمد كانو».
واعتبروا أن المرحوم يعتبر فقيد للمجتمع البحريني ككل حيث كانت له أيادٍ بيضاء لخدمة المجتمع، حيث كان يتميز بالعمل الخيري الجليل والذي لا ينكره أحد، على اعتبار أن عائلة كانو ككل لها إسهامات كبيرة في خدمة المجتمع.
وقال الخبير الاقتصادي د. أكبر جعفري إن وفاة الوجيه عبدالعزيز كانو تعتبر فقداً للبحرين ككل، موضحاً أن الفقيد كان له تأثير مباشر وكبير في خدمة المجتمع كبناء بيوت الله ومد يد العون إلى الفقراء، حيث كان متواجداً في كافة المحافل الاجتماعية قبل الاقتصادية.
وأضاف أن «هناك الكثير من العائلات ما زالت تعيش على نفقة مؤسسة يوسف بن أحمد كانو وهناك الكثير من الأشخاص يتم توظيفهم في هذه المؤسسة العريقة».
وقال جعفري «حتى في بداية القرن الماضي كان لعائلة كانو دور أساس في تنمية الاقتصاد البحريني الحديث»، موضحاً في الوقت نفسه أن هدف الفقيد وأسرة كانو عموماً إنساني واجتماعي قبل أن يكون اقتصادياً وتجارياً.
ولفت إلى أن عائلة كانو، لها دور كبير من الناحية الإنسانية إلى جانب مساهمتها في القطاع التجاري كذلك، حيث لها إسهامات كبيرة في المجالات الاجتماعية إلى جانب كونها ساهمت في النمو الاقتصادي وما زالت مستمرة في هذا الاتجاه.
فيما أكد رجل الأعمال إبراهيم زينل أن الشارع البحريني فقد رمزاً من رموزه، حيث كانت وفاته فقداً للمجتمع البحريني ككل بسبب إسهاماته الخيرة والجليلة نحو المجتمع البحريني، حيث كانت له أيادٍ بيضاء تمد يد العون والمساعدة إلى كل محتاج. وأوضح أن الفقيد كانت له علاقة وطيدة ومتميزة مع كافة رجال الأعمال والتجار والاقتصاديين، إلى جانب علاقته المتميزة لمساعدة أفراد المجتمع، حيث تعتبر إسهاماته الاجتماعية واضحة للعيان. وأشار زينل إلى أن المجتمع ككل فقد رمزاً وشخصية بارزة وفرداً من أفراد عائلة كانو الكبيرة القديرة، حيث كان يشارك الفقيد الوجيه عبدالعزيز كانو أفراد المجتمع في السراء والضراء، داعياً الله أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
ويعتبر المرحوم الوجيه عبدالعزيز بن جاسم كانو، أحد رواد العمل التجاري والاجتماعي والاقتصادي في مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، حيث كانت له عدة إسهامات اجتماعية بارزة.
وبدأ المرحوم عبدالعزيز كانو يتعلم بشكل منتظم عندما بلغ عبدالعزيز الخامسة من عمره، وفي ذلك الوقت من عام 1937، كان التعليم بدائياً الى أبعد الحدود، وكان مصدره الأساس الكُتاب، فقد أدخله الحاج يوسف كانو وأقرانه من آل كانو كتاب المطوع «خليل ملاهو» لختم القرآن الكريم.
واستفاد المرحوم الوجيه عبدالعزيز كانو كثيراً من قراءة القرآن الكريم في الكتاب، فإلى جانب معرفة الدين وأحكامه أصبح ملماً باللغة العربية، وقواعدها، سهل عليه ذلك كثيراً عندما التحق بالمدرسة.
ونجح عبدالعزيز كانو في ختم القرآن الكريم، وتم التأكد من إجادته للقراءة والحفظ 7 مرات قراءة سليمة، وتم تنظيم احتفال خاص بنجاحه في ختم القرآن الكريم.
وبعد ذلك اتجه للدراسة في المدرسة النظامية وكانت هي مدرسة «الهداية الخليفية» حي التحق بها عام 1939.
وكان المرحوم، عبدالعزيز كانو أحد رجال الأعمال المعروفين في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث التحق بشركة يوسف بن أحمد كانو منذ العام 1954. وحين انضم إلى الشركة كانت صرحاً عملاقاً مضى على تأسيسها 64 عاماً حيث تأسست في العام 1890، واحتفلت الشركة المعروفة عالمياً بيوبيلها الماسي قبل 11 عاماً.