عواصم - (العربية نت، وكالات): نفت تركيا أمس قبولها أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع المقاتلين الأكراد في سوريا كما أعلنت الولايات المتحدة مؤكدة أنه لا يمكنها أن تقبل «في أي ظرف» بتسوية مع «منظمة إرهابية»، مشيرة إلى أن «العملية العسكرية في سوريا مستمرة حتى زوال التهديد»، بينما أعلن إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن هدف تركيا من عملية «درع الفرات» شمال سوريا هو إخراج تنظيم الدولة «داعش» من مسافة 90 كيلومتراً داخل الأراضي السورية على امتداد الحدود التركية التي تعرضت لموجة تفجيرات اتهم فيها التنظيم المتطرف وقتل فيها عشرات الأشخاص. وبدأت عملية «درع الفرات» التي دخلت خلالها القوات والدبابات التركية الأراضي السورية لدعم معارضين لأول مرة في 24 أغسطس الماضي باستيلاء خاطف على جرابلس وهي بلدة تقع على مسافة بضعة كيلومترات من الحدود كان يسيطر عليها «داعش».
من جهة أخرى، قالت المعارضة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة تقدموا لمسافة أكبر نحو مدينة حماة الخاضعة لسيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد وسيطروا على بلدة صوران في هجوم يهدد المناطق الموالية للحكومة والتي تقطنها أقلية من المسيحيين والعلويين شمال المدينة. وسيطر تحالف الجيش السوري الحر وجماعات معارضة أخرى على عدد من البلدات والقرى منذ بدء هجومهم يوم الاثنين في ريف حماة الشمالي.
من ناحية أخرى، ذكرت مواقع إخبارية إيرانية أن ضابطاً برتبة بريجادير جنرال من الحرس الثوري الإيراني يدعى أحمد غلامي قتل خلال قتال في حلب شمال سوريا. وأعلنت إيران مقتل 6 جنرالات في سوريا وعدد أكبر كثيراً من الضباط منذ 2012. وجاء في تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في مارس الماضي أن 342 إيرانياً لقوا حتفهم في القتال في سوريا منذ يناير 2012.
وفي تطور آخر، أفاد ناشطون سوريون بتوصل النظام السوري ووفد من المعارضة في مدينة المعضمية بريف دمشق، إلى اتفاق يقضي بتسليم المدينة للنظام خلال أيام.
وبحسب ناشطين من داخل المدينة، فقد تضمن الاتفاق بنوداً، أهمها خروج جميع المسلحين غير الراغبين في تسليم أسلحتهم باتجاه إدلب، وخروج المدنيين وتسليم جميع الأسلحة، إضافة إلى إعداد قوائم بأبناء المدينة غير الراغبين بتسوبة أوضاعهم وترحيلهم إلى الشمال السوري.
كما تضمن الاتفاق دخول مؤسسات النظام وحل كل المؤسسات الثورية، على رأسها المجلس المحلي لمدينة المعضمية، وتشكيل كتيبة تحمل اسم الشرطة الداخلية بقيادة مشتركة من أهالي المعضمية وقوات النظام.
وأفاد ناشطون بأن الاتفاق يفترض تنفيذه بداية الأسبوع المقبل، فيما أكد مصدر في الهلال الأحمر السوري أن تنفيذ الاتفاق سيبدأ اليوم، وأشرف على الاجتماع ضباط روس وممثلون عن النظام، اجتمعوا مع اللجنة المندوبة عن المعضمية.
في غضون ذلك، تنافست واشنطن وموسكو على اعلان تبني المتحدث باسم تنظيم الدولة «داعش» في حلب ابو محمد العدناني، بينما اعتبر مسؤولون امريكيون ان مزاعم روسيا بانها قتلت العدناني «نكتة» وان الغارة التي قتل فيها نفذتها طائرة امريكية دون طيار.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق ان العدناني كان من بين نحو 40 مقاتلا من التنظيم المتطرف استهدفتهم ضربة نفذتها طائرة حربية روسية سو 34 قرب قرية معراتة ام حوش في منطقة حلب بشمال سوريا.
وصرح متحدث عسكري أمريكي عند سؤاله عن مزاعم موسكو بشأن العدناني «هذه نكتة (..) كانت ستكون مضحكة لولا طبيعة الحملة التي تشنها روسيا في سوريا».
من جانبه، أكد وزير الشؤون الأوروبية التركي عمر تشيليك «لا نقبل في أي ظرف (...) تسوية أو وقفاً لإطلاق النار بين تركيا والعناصر الكردية» خلافاً لما «يقوله بعض المتحدثين باسم دول اجنبية» في اشارة الى ما اعلنته الولايات المتحدة امس.
من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة ابراهيم كالين للتلفزيون ان اتفاق هدنة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي امر «غير وارد مطلقا».
وواصلت القوات التركية هجومها على تنظيم الدولة «داعش» في الشمال السوري.
وجدد رئيس الوزراء بن علي يلديريم «عزم» أنقرة على «مواصلة الهجوم حتى (...) انسحاب جميع الإرهابيين بشكل كلي وعبورهم الفرات باتجاه الشرق».