حسن الستري



شيع حشد من المواطنين جثمان رجل الأعمال الوجيه عبدالعزيز جاسم كانو، إلى مثواه الأخير بمقبرة المنامة عصر أمس، حيث تقدم المشيعين سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء والمستشارين ورجال الأعمال وجمع كبير من أصدقاء ومحبي الفقيد.
وبدا التأثر والحزن جليين على المشاركين في تشييع الجثمان خصوصاً أهله وذويه، حيث استذكر المشاركون في الجنازة مناقب الفقيد وبصماته في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والخيرية، إضافة إلى ما عرف عن الفقيد من بساطة ودماثة خلق يشهد بها كل من عرفه.
وقال شقيق المرحوم د.عبداللطيف كانو: «كان الفقيد عبدالعزيز كانو من الشخصيات المتميزة لها إيجابياتها في كل مجال، حيث تشهد له عطاءاته في مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وهو واجهة من واجهات الخير يده ممدودة للجميع ووصل لمستوى يضعه الكل في المقدمة».
وأضاف «كان الفقيد صديقاً مع الملوك والرؤساء، وكان مع كل ذلك بسيطاً سهلاً ميسراً وله صفاته الإيجابية التي لا توجد إلا في إنسان دمث الأخلاق وعالي الصفات ومتميز في كل الاتجاهات».
ولفت د.عبداللطيف إلى أن «الفقيد كان من الأشخاص الذين أنشؤوا جائزة يوسف كانو وقادها لفترة طويلة من الزمن، والأهم من ذلك أنه أوجد المجالات المختلفة للجائزة ومن حسن حظنا في أيامه أعطيت الجائزة لشخصيات خليجية وعربية وكان للفقيد تطلع لتوسيعها».
وأضاف «نأمل أن تستمر الجائزة بنفس الانطلاقة التي بدأ بها الفقيد عبدالعزيز، لتنفع البحرين والمنطقة.. كان الفقيد مثقفاً أكثر من كونه تاجراً، وثقافته نبعت من دراسته في بيروت وإنجلترا، وكانت له علاقات مع جميع الجامعات في المملكة العربية السعودية، من جامعة البترول وجامعة الملك فهد، وكانت لديه انطلاقات في الدمام والخبر، وارتباطه بالجائزة لتصل إلى مستوى يليق بها، ومن حسن الطالع انتخاب عدد متميز من العلماء العرب لهذه الجائزة، فعبدالعزيز يده ممدودة وإذا أدخل يده في جيبه يخرج ما فيه أياً يكن ليعطيه السائل».
فيما قال وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي إنه عاصر الفقيد سنوات طويلة ووجد منه كل الدعم لقطاع التعليم، كما عملت معه في مجلس أمناء جائزة كانو وعرفت مقدار اهتمامه بالبحث والتحصيل والعمل الإنساني وأسأل الله أن يتقبله في جناته ويلهمه الصبر والسلوان.
وأضاف الوزير «كان الفقيد رجلاً معطاءً مهتماً بالعلم ولا شك أن جائزة كانو خير دليل.. كان الفقيد مثقفاً وحسن الخلق وكان حريصاً على توسع الجائزة وأن تصل للدول العربية لاختيار الأبحاث المتميزة».
من جهته، قال رئيس مجلس النواب الأسبق خليفة الظهراني: «نفتقد شخصية بارزة لها دورها الكبير في المجتمع، حيث إن عائلة كانو لها أياد طيبة في كثير من المشاريع القائمة على الأرض من مساجد ومدارس وعرفوا بتواصلهم مع الناس وعملهم الدؤوب على إيجاد مشاريع اقتصادية تخدم البلد والمواطنين».
وأضاف «هذا الشخص من الرجال الذي نكن لهم التقدير والاحترام ونفتقدهم اليوم، وستواصل هذه العائلة الكريمة هذه المسيرة، حيث نجد عائلة كانو في كافة المناسبات المفرحة والمحزنة لهذا تجد الناس جميعهم جاؤوا إلى التعزية».
رجل الأعمال فؤاد كانو، قال في كلمته: «إن أعمال الفقيد تشهد له بأفعاله، فالعائلة لها لمساتها وبصماتها وكان الفقيد الموجه الأكبر لها.. نأمل من أبنائه السير على نهج والدهم، فلقد بنى الكثير من المساجد والصالات كلها بتوجيه من إخوته».
في حين قال الشيخ د.عبداللطيف آل محمود: «هذا الرجل كانت له شخصية متميزة في البحرين وخارجها، لما عرف به من دماثة خلق وحسن التعامل مع الآخرين وتواصل بينه وبين المسؤولين وعامة الناس وهذا جعل الجميع يحبه، نسأل الله أن يغفر له ويجعل مثواه الجنة، فهناك كثير من الأعمال الخيرية لم يكن يحب لأحد أن يطلع عليها، وما يعرف عنه هو القليل مما كان يقدمه».
أما رجل الأعمال طلال الزين، قال إن «المرحوم الوجيه عبدالعزيز كانو من الشخصيات التي قدمت الكثير من الناحية التجارية والثقافية وتبرعاته لفعل الخير بالبحرين والمنطقة ككل، كنت أعتبره والداً وعملت معه عدة سنوات، فالمرحوم كان يوجه رسالة بالتركيز على العمل وأن تكون الخطوات مدروسة، والتفكير في مصلحة المنطقة والبحرين وبناء الأمور للمستقبل، وقد واجه كغيره عدة تحديات ومع ذلك بنى تجارة كبيرة».
رجل الأعمال عصام فخرو، قال: إن «رحيل الفقيد خسارة كبيرة لأهله وذويه وللوطن وللقيادة، فهو ينتمي لعائلة عريقة تحظى باحترام القيادة وعائلة كانو من العائلات الرائدة على مستوى البحرين والخليج ولهم مسيرة متميزة في الخير والعطاء، وعرف عن المرحوم التواضع والإخلاص والطيبة خلال توليه رئاسة غرفة تجارة وصناعة البحرين، كان دائماً يوجه النصيحة ويبادر للمشورة، ولم تكن المسيرة سهلة وكان يدعو للوقوف بصبر، ما أعطاه تميزاً وخصالاً تجعل الآخرين ينظرون إليه نظرة إعجاب ونتمنى من أبنائه أن يكونوا خير خلف لخير سلف».
وأكد فخرو، «أن البحرين في مجال الأسر التجارية العريقة لها تميزها، أسرة واحدة متراصة وعلاقات متميزة تظهر في كافة المناسبات، فالشركات العائلية تقتضي دعماً واحتراماً على المستوى الرسمي.. الشركات في العالم الصناعي بدأت كعائلية ومن ثم طورت نفسها ويجب إعطاؤها الدعم المطلوب لاستمرار مسيرتها».
وأضاف أن الشركات العائلية تحقق نسبة نجاحات متدنية بمجرد وصولها إلى الجيلين الثالث والرابع، إلا أن عائلة كانو من الشركات التي حافظت على تماسكها ونأمل أن تستمر مسيرتها وتستمر مسيرة بقية العائلات.. تماسك عائلة كانو يجب أن ينظر له كمعيار في سائر العوائل على مدى الأجيال».
من جهة أخرى، قال البرفيسور عبدالله الحواج: «لا شك أن الفقيد ترك وراءه فكراً كبيراً على المستوى الاقتصادي والثقافي والاجتماعي وكان داعماً لعدد من المشاريع المهمة، وبرحيله تفقد البحرين شخصاً عزيزاً عليها».
وتابع «عزاؤنا الوحيد في أبنائه وأعماله الخيرة ونسأل الله له المغفرة وأن يكون مثواه الجنة.. قدم الفقيد كل من يملك للناس كما ترك بصمات واضحة في العمل الخيري والإنساني».
وأضاف الحواج «هذه العائلة تركت كثيراً في مجالات التعليم والخير والملتقى رعاه المرحوم، كان يفضل أن يكون مشاركاً في صناعة المستقبل والتاريخ ويتمنى أن يعمل ما عمله الآخرون»، مؤكداً أن الفقيد يعتبر أنموذجاً ناجحاً للتاجر المثقف، حيث درس من بداية الخمسينات بالجامعة الأمريكية في بيروت وبعدها ببريطانيا وحاول أن يطبق كل ما تعلمه في حياته العملية ونجح في ذلك.
أما النائب السابق جاسم عبدالعال، فقال: «فجعت البحرين بالفقيد، أحد رواد رجال الأعمال الذي كان معروفاً بالتواضع ومحبته للجميع وبساطته في التعامل مع الناس، وكان يعتبر من رواد العمل الاقتصادي والاجتماعي وأياديه البيضاء على الجميع».