دبي - (العربية نت): نشر موقع «سحام نيوز» الإصلاحي تقريراً عن مدعي عام محكمة المطبوعات في إيران، أمير قطبي، الذي لقبه بـ»جلاد الصحافة»، وذكر أنه قام بحملة قمع ممنهجة لتصفية مئات الصحافيين والإعلاميين المنتقدين.
ويستمر جلاد الصحافة بهذه الحملة المستمرة منذ أحداث الانتفاضة الخضراء عام 2009 عندما استلم منصبه الذي تأسس عقب الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت آنذاك، ضد ما قيل إنه تزوير حدث بنتائج الانتخابات الرئاسية. وكشف التقرير أن رسائل التهديد الأمنية التي أرسلت في 30 يونيو الماضي، لأكثر من 700 صحافي وإعلامي إيراني عبر هواتفهم الجوالة وحذرتهم من الاتصال بالإعلام الخارجي أو زملائهم الصحافيين خارج إيران، كانت مرسلة من قبل أمير قطبي نفسه. وبحسب الموقع، فقد قام قطبي بالإضافة إلى ذلك، بتلفيق التهم واختلاق عشرات الملفات القضائية ضد الصحافيين وبإشراف مباشر من مدعي عام طهران القاضي جعفري دولت آبادي. ودخل قطبي في الجهاز القضائي كممثل عن الاستخبارات في بداية الأمر، وقد تم تعيينه كرئيس الادعاء العام في محكمة المطبوعات.
ووفقاً للتقرير، قام قطبي منذ تسلمه منصبه بتلفيق التهم ضد العشرات من رؤساء التحرير والمراسلين والمصورين وسائر نشطاء الصحافة في إطار حملة قمع واسكات منظمة. وكشفت وكالة «سحام نيوز» في تقرير آخر لها، أن أمير قطبي كان عضواً مؤثراً في مقر «ثار الله» التابع للحرس الثوري والمكلف بأمن العاصمة طهران وذلك بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. ولعب مقر «ثار الله» المكون من عناصر الحرس الثوري والباسيج إلى جانب سائر الميليشيات وجماعات الضغط، بقمع الانتفاضة الخضراء عام 2009. وبحسب التقرير، «كان قطبي قد أرسل رسائل نصية قصيرة تضمنت تهديدات مباشرة ضد مئات الصحافيين أغلبهم من الإصلاحيين، وذلك من 4 شرائح هاتف نقال مختلفة، وحذرهم من التعامل مع وسائل إعلام الخارج والصحافة المعادية للنظام الإيراني». وكانت الرسائل النصية القصيرة تنص على التالي «إن أي نوع من الاتصال بالعناصر المعادية في خارج البلاد عبر الإيميل أو وسائل التواصل الأخرى يعد عملاً إجرامياً يستدعي المتابعة القضائية، وعليكم قطع جميع هذه الاتصالات، وهذه الرسالة هي الإنذار الأخير لكم».
وإضافة إلى الصحافيين العاملين في الصحف الإصلاحية أو المستقلين ممن لديهم توجهات إصلاحية، فقد تلقى عشرات من الشخصيات السياسية وناشطي حقوق الإنسان وحقوق المرأة وأقارب معتقلين سياسيين هذه الرسالة النصية عبر هواتفهم الجوالة. وأكد موقع «سحام نيوز» أن شرطة مكافحة جرائم الانترنت فتحت تحقيقاً بالحادث، لكن أمير قطبي ومقر ثار الله، قاموا بتجميد هذا الملف بالضغط على الجهات المعنية.
يذكر أن منظمات حقوق الإنسان أشارت في تقارير متعددة إلى أن استخبارات الحرس الثوري الإيراني تشن «حملة ترهيب» ضد الصحافيين ووسائل الإعلام ونشطاء الإنترنت من خلال سجن رموزهم و استدعاء مئات الصحافيين الآخرين وتحذيرهم من مغبة كتابة ونشر مواضيع تنتقد النظام.
وكان صحافيون رفضوا الكشف عن أسمائهم خوفاً من الملاحقة، قالوا لـ»الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران»، إن الاستخبارات استدعتهم حضورياً كما حذرتهم عبر اتصالات هاتفية من «تجاوز الخطوط الحمراء». يذكر أن منظمة «مراسلون بلا حدود» المعنية بحرية الصحافة صنفت إيران في تقريرها السنوي في ديسمبر الماضي، في المرتبة الثالثة عالمياً، من حيث اعتقال وسجن أكثر من 40 من الصحافيين خلال عام 2015 على خلفية موجات الاعتقال العديدة التي شنتها السلطات ضد الصحافيين بهدف قمع أصواتهم. وبدأت حملة الترهيب الجديدة ضد الصحافيين الإيرانيين واعتقال العشرات منهم من قبل الأجهزة الأمنية واستخبارات الحرس الثوري منذ نوفمبر الماضي، بتهم «صلتهم بشبكات تجسس» و»التخابر مع العدو».