كتب - عبدالله إلهامي:
تتعرض مدينة زايد منذ قرابة أسبوعين لغزو من نوع مختلف، فالثعابين والفئران والقوارض والحشرات وجدت طريقها سالكاً من مزارع هورة عالي وأقنية الصرف المفتوحة إلى المدينة، ويقول الأهالي «نقبض على ثعبان كل يومين.. وخلف كل وسادة فأر».
العضو البلدي غازي الحمر يعترف أن المشكلة باتت تقلق الجميع وتقض مضاجعهم، وهو دعا الجهات المعنية إلى الحزم في القضاء على كل أنواع الحشرات والقوارض بالمنطقة.
المواطن خالد المفلحي يجزم أن الفئران والثعابين والحشرات لم تنفق عند رشها بالمبيدات آخر مرة، بل هاجت وماجت وغزت البيوت، وقال «قدمنا شكوى لوزارة الصحة بهذا الخصوص قبل أسبوعين، وهي بدل أن تعالج جذر المشكلة طلبت عناوين البيوت المسكونة بالحشرات والقوارض!».
الأهالي اقترحوا لحل المشكلة من أساسها نصب سياج بين مدينة زايد وهورة عالي يمنع انتقال الثعابين والفئران، دون أن يغفلوا عن تحميل وزارتي الصحة والبلديات المسؤولية كاملة عن سلامتهم من الغزو.
مصدر القلق
وأكد الحمر أن انتشار الثعابين بات أمراً يؤرق الأهالي بشكل دائم، وقال «رغم جمال المدينة وانتشار الخضرة بربوعها، إلا أن ذلك أصبح مصدراً لنفاذ الفئران والحشرات إلى البيوت، بسبب الإهمال وعدم العناية ورش المبيدات والمتابعة المستمرة».
وأوضح المواطن خالد المفلحي أن الأهالي أبلغوا الصحة قبل أسبوعين بانتشار الثعابين والفئران والقوارض والحشرات، مضيفاً «الغريب في الأمر أن الوزارة وبدلاً من استطلاعهم للمنطقة بأكملها ومعالجة المشكلة من أساسها، طلبوا عناوين البيوت».
وقال «لا أحد من الجهات المعنية يتفاعل مع مسؤولية الحفاظ على المدينة ومتابعتها، إذ أنه بعد رشها بالمبيدات آخر مرة، هاجت الفئران والثعابين والحشرات بشكل كبير، وأصبحنا نمسك بثعبان كل يومين، أما الفئران فغزت كل بيت، ويفترض بالجهات المعنية التكاتف لحل المشكلة قبل أن تتفاقم أكثر».
وأرجع سبب المشكلة إلى الخضرة والأشجار التي تملأ المدينة، ومزارع هورة عالي خلف مدينة زايد، ومجرى تصريف الأمطار «الساب»، ما يؤدي إلى ضرر كبير يتجاوز الزرع، ويتسبب في أضرار جسدية للمواطنين.
وقال المفلحي «لا نطلب المستحيل أو ما هو فوق طاقة الجهات المعنية، إذ يجدر بهم التكاتف كي لا تتحول المشكلة إلى معضلة، فالمدينة تحتاج إلى رعاية مستمرة، خاصة مع الزراعة المنتشرة في الأرجاء، وتحتاج إلى مبيدات وعناية فائقة، كي لا تتكاثر الحشرات وتصبح ملجأ غير آمن».
ودعا إلى حل مشكلة مجرى المياه «الساب» وأقنية الصرف بالمدينة، إذ أن الفئران تخرج من تلك المنافذ، ولم نجد حلاً من الإسكان أو البلدية أو الكهرباء.
وأضاف «كل شهر يأتي رجل حاملاً أنبوب المبيد على ظهره ويرش بعض الأماكن، ليس هناك شركة متخصصة أو اهتمام واضح، رغم أن المعاناة تزداد خلال الأيام الحالية بشكل كبير جداً، والصحة والبلدية والزراعة يعتبرون جهات معنية بالموضوع ولا يحركون ساكناً».
وتابع «أرسلنا رقم الصحة للأهالي ليتصلوا بهم حال وجود قوارض، إلا أن المشكلة لا تقتصر على الإبلاغ وقت الحاجة، فعلى الزراعة مثلاً المبادرة، والكشف على الثعابين في المختبرات المتخصصة، للتأكد من عدم خطورتها على الأهالي».
سياج الحماية
واقترح المواطن علي مطلق العبدالله، تركيب حاجز أو سياج يمنع وصول الثعابين والفئران لبيوت الأهالي، وقال «رغم الاهتمام بنظافة المدينة، إلا أن مزارع هورة عالي القريبة من مدينة زايد، باتت مصدراً للحشرات ومختلف أنواع الزواحف».
وأضاف أن مجرى تصريف مياه الأمطار «الساب» يحتوي على كميات كبيرة من القمامة، والبلدية على دراية بالموضوع، إلا أن المشكلة لا تحل بغير وجود حاجز يفصل بين البيوت والهورة، إضافة إلى رش مبيدات الحشرات.
وقال «للمرة الثانية أصادف وجود ثعبان في حوش البيت»، لافتاً إلى أن المدينة تفتقر للأسواق التجارية، ما يضطر الأهالي إلى التسوق من سلماباد أو مدينة عيسى.
ولفت إلى أن الأهالي بانتظار اكتمال المجمع القريب من حديقة مدينة زايد، لأن مخططه التنظيمي يضم مختلف المرافق الخدماتية.
الإهمال واضح
وأوضحت المواطنة أم محمد أن الحدائق الأمامية بمدينة زايد تحظى بالاهتمام الواسع، في حين أن الحدائق الخلفية مهملة تماماً، إذ أنها لا تنظف ولا تقلم أشجارها، لافتة إلى أنه خلف كل 4 بيوت حديقة ناحية زراعة البلدية في مجمع 720.
وأضافت أن «الحديقة الخلفية للبيت كانت مهملة، وكلمنا البلدية أكثر من مرة، وأرسلنا لهم صوراً للمكان، وأخيراً أتوا بعد عناء»، لافتة إلى أن أشجار المدينة متآكلة بسبب الإهمال، والنخيل ما زال يعاني من نخر السوس، ومجوف من الداخل بسبب النمل الأبيض، ما يعرضها للسقوط أمام أي هبة ريح خفيفة.
وقالت إنه بعد أن نظفت البلدية الحدائق الخلفية، خرج منها كم هائل من الحشرات، عوضاً عن ثعابين دخل أحدها البيت، وحجمه صغير، ما يجعلها قادرة على النفاذ من تحت الأبواب المغلقة، مضيفة «زوجي كان موجوداً فقتله، وإلا لأضرتنا جميعاً، لأننا لا نقوى على التعامل مع تلك الزواحف».
ودعت الصحة والبلدية إلى التعاون والتنسيق بمعالجة المشكلة، ورش المبيدات بشكل دائم، خاصة في الأماكن القريبة من المساحات الزراعية الكبيرة، والعناية المستمرة بالحدائق المنزلية، إذ تعاني البيوت المطلة بشكل مباشر على هورة عالي من أعداد الثعابين الكبيرة.
وعبرت عن قلقها من أن تكون تلك الثعابين سامة، ما يعرض الأطفال لخطر داهم، قد يؤذيهم أثناء لعبهم في الحديقة، مشيرة إلى أن انتشار الثعابين ليس جديداً «حينما استلمنا الوحدة السكنية عام 2003، كان هناك مشكلة مماثلة، وقضي عليها من خلال الأدوية والمبيدات».
أين المبيدات؟
وقال المواطن سامي محمد عيسى «قبضنا على ثعبانين في اليومين الماضيين، إضافة إلى أن الفئران منتشرة بشكل رهيب، وتأتي من المجاري المفتوحة ناحية هورة عالي».
وأضاف «الحشرات حدث ولا حرج، قبل يومين أمسكت بـ»شبثة»، لذلك فإن جميع أنواع الحشرات موجودة، ونشتكي من عدم الاهتمام برش المبيدات، إذ أن البلدية لا تأتي إلا حينما يشتكي أحد، وفيما عدا ذلك فإن الجميع يتنصل من المسؤولية».
وتناولت الوطن بشكل مفصل مشكلة نخيل مدينة زايد على هيئة تقرير مصور، يستعرض معاناة الأهالي من احتمالية سقوط النخيل في أي لحظة، ولم تلق الجهات المعنية لتلك المشكلة بالاً.